ملخص تاريخي لمحاولات احتلال اللطرون عام 1948.. المعارك التي أجلت اقتحام القدس

ملخص تاريخي لمحاولات احتلال اللطرون عام 1948.. المعارك التي أجلت اقتحام القدس
قرية اللطرون

القدس المحتلة- القسطل: تعدّ منطقة اللطرون من أهم المناطق الاستراتيجية التي سعى الاحتلال الإسرائيلي للسيطرة عليها بهدف احتلال القدس، وقد وقعت خمس معارك ضارية بين العصابات الصهيونية والقوات العربية في ضواحي اللطرون بين 25 مايو و 18 يوليو 1948.

تكمن أهمية المنطقة، بأنها الممر الوحيد الذي يربط يربط القدس بجبال الخليل والسهل الساحلي، وظل اللطرون تحت السيطرة الأردنية حتى خلال حرب 1967 قبل أن تسيطر عليه عصابات الاحتلال.

خلال حكم الانتداب البريطاني، كجزء من عملية السيطرة والمراقبة، أقام البريطانيون مركز شرطة في اللطرون، في المنطقة الواصلة بين وسط فلسطين المحتلة والقدس. وفقًا لخطة التقسيم، كانت منطقة اللطرون ضمن أراضي الدولة العربية. في الأشهر الأولى من حرب 1948، وحتى نهاية الانتداب البريطاني وخروج الجيش البريطاني (29 نوفمبر 1947 - 15 مايو 1948)، استمر البريطانيون في الاحتفاظ بقواتهم في مركز الشرطة باللطرون، لتأمين حركة المرور على الطريق الاستراتيجي الواصل إلى القدس.

أدركت القوات العربية أن قطع المواصلات من منطقة السهل الساحلي إلى القدس يمكن أن يحسم معركة المدينة، وركزت معظم جهودها على قطع الطرق المؤدية إلى القدس. في 8 مايو 1948، أطلقت العصابات الصهيونية عملية مكابي ضد جيش التحرير العربي، الذي تمركز في عدة قرى على طول طريق القدس ومنع وصول الإمدادات إلى المستوطنين. بين 9 و 11 مايو 1948، تمركزت كتيبة من لواء حاريل في التلال شمال وجنوب الطريق، وقد واجهها جيش التحرير العربي بالنيران المدفعية.

في 12 مايو، استولت العصابات الصهيونية على معسكر الاعتقال البريطاني على الطريق المؤدي إلى اللطرون لكنه تركه في اليوم التالي. بين 14 و 15 مايو 1948، استولت العصابات الصهيونية على قرى أبو شوشة والنعاني والقباب شمال اللطرون، مما أدى إلى قطع الاتصال بين مدينة الرملة والمنطقة. وإلى الشرق، استولت العصابات الصهيونية على دير أيوب في 15 مايو / أيار 1948.

خلال أيام القتال هذه، أدرك القادة العسكريون في العصابات الصهيونية أهمية اللطرون الإستراتيجية. خلص تقرير أرسل من لواء حاريل إلى قيادة العصابات الصهيونية أن مفرق اللطرون له أهمية حاسمة في معركة القدس، لكن التقرير يشير أيضًا إلى أن هذه الرؤية لم تكن مقنعة للقيادة العسكرية في الأسبوع السابق للمعارك. خلال المعارك في منطقة اللطرون، صدرت تعليمات للعصابات الصهيونية بإعادة الانتشار بسبب تقدم الجيش المصري، وهو خلق نوعا من الخلافات بين قائد العمليات العسكرية الصهيونية إيغال يادين، وقائد لواء هارئيل يتسحاق رابين.

في الليلة بين 24 مايو 1948 و 25 مايو، جرت المحاولة الأولى من قبل العصابات الصهيونية، لاحتلال اللطرون، إلا أن القوات المهاجمة فشلت في محاولتها احتلال النقاط الموجودة على سلسلة جبال اللطرون، واضطرت للتراجع بعد تعرضها لخسائر كبيرة قدرت بـ 74 قتيلا وستة أسرى وعدد كبير من الجرحى.

التقديرات الصهيونية كانت أن سكان القرى والبلدات الفلسطينية، ومعظمهم من قريتي بيت جيز وبيت سوسين، لعبوا دورًا رئيسيًا في صد هجوم العصابات الصهيونية، وتغلبوا عليها. ولهذا السبب، أدركت العصابات الصهيونية أنه يجب السيطرة على القريتين وهو ما جرى في 25-28 أيار/مايو 1948، إذ تم احتلال القريتين بعد مباغتة سكانها ليلا، وأدى احتلالهما إلى خلق ممر بري يسيطر عليه الصهاينة، سمح لاحقًا ببناء طريق التفافي إلى القدس "طريق بورما".

في ليلة 30 مايو 1948، جرت محاولة ثانية لاحتلال مجمع اللطرون من قبل العصابات الصهيونية. خلال هذه العملية، تم استخدام الدروع على نطاق واسع لأول مرة، ويمكن اعتبارها أول عملية عسكرية لسلاح المدرعات الصهيوني. نفذت العصابات الصهيونية هجوماً ليلياً في محاولتين رئيسيتين على الجزء الغربي من سلسلة جبال اللطرون وفي الجزء الشرقي من التلال. كلا الهجومين فشلا، وتراجعت القوات الصهيونية بعد تكبدها خسائر فادحة 49 قتيلا وعشرات الجرحى.

خلال العملية، تمكنت العصابات الصهيونية من اختراق حلقة الدفاع الخارجي لمركز شرطة اللطرون، لكن محاولتها اقتحام المركز فشلت، وأُجبرت على التراجع بعد تعرضها لخسائر فادحة، قدرت بـ 31 قتيلاً.

الأهمية الاستراتيجية لمنطقة اللطرون دفعت العصابات الصهيونية لمحاولة احتلالها مرة أخرى. تمت المحاولة في ليلة 8 يونيو - 9 يونيو 1948. لاقت القوات المهاجمة مقاومة ضارية، وقررت الانسحاب بعد أن سقط 18 قتيلاً وعشرات الجرحى.

في ليلة 15-16 يوليو 1948، هاجمت العصابات الصهيونية الجزء الشرقي من سلسلة جبال اللطرون لكنها قررت التراجع بفعل المقاومة الشديدة. في 18 يوليو 1948، وتحضيرًا للهدنة الثانية، جرت محاولة لاحتلال مركز الشرطة. لكن المقاومة الضارية أجبرت الصهاينة على التراجع. بقي اللطرون خاضعًا للسيطرة الأردنية ولم يحتله الصهاينة إلا خلال حرب عام 1967.

 

. . .
رابط مختصر