5 سنوات على هبّة البوابات الإلكترونية

5 سنوات على هبّة البوابات الإلكترونية
صورة تعبيرية..

القدس المحتلة- القسطل: يستذكر المقدسيون في مثل هذه الأيام ما حدث قبل خمس سنوات عبر صمودهم ورباطهم أمام أبواب المسجد الأقصى، والنجاح الذي حققوه بعد إفشال مخططات الاحتلال بفرض إجراءاتٍ جديدة للدخول إلى المسجد الأقصى، وذلك بعد اندلاع "هبّة البوابات الإلكترونية".

وتعود شرارة هذه الهبّة لصباح يوم الجمعة 14 يوليو/تموز 2017، بعد أن قام 3 شُبّان من مدينة أم الفحم بإطلاق النار على قوةٍ من شرطة الاحتلال المتمركزة عند باب حطّة، أسفرت عن مقتل شرطيين واستشهاد منفذيها داخل باحات الأقصى.

عقب ذلك، أغلقت حكومة الاحتلال المسجد الأقصى ومنعت إقامة صلاة الجمعة فيه، كما أغلقت مداخل البلدة القديمة وحاولت فرض واقع جديد يتمثل بنصب البوابات الإلكترونية.

وبعد إغلاقٍ استمر لمدة يومين، قررت حكومة الاحتلال إعادة فتح أبواب المسجد الأقصى للصلاة فيه، لكن مع استمرار تركيب البوابات الإلكترونية لفحص المصلين الداخلين للصلاة.

رفض المقدسيون وكافة المؤسسات والمرجعيات الدينية هذه الخطوة؛ وفي حينها بدأت المواجهات والاعتصامات والتجمعات الكبيرة وأداء الصلوات على أبواب المسجد الأقصى وفي الشوارع المحيطة، وخاصةً باب الأسباط، الذي أصبح أيقونة لتلك الهبّة.

وقال المرابط المقدسي والشاهد على هذه الهبّة سليم الرجبي في مقابلةٍ سابقة مع "القسطل": "فجر الرابع عشر من شهر يوليو عام 2017 اندلع حادث داخل المسجد الأقصى، وعقب ذلك أغلقت قوات الاحتلال كافة مداخله لمدة أسبوع، وقامت بنصب بواباتٍ إلكترونية وأجبرت المصليين على الدخول من خلالها؛ إلا أن شيوخ المسجد الأقصى رفضوا هذا القرار، واستمررنا لمدة أسبوعين بأداء الصلوات على أبواب المسجد الأقصى؛ باب السلسلة، وباب حطّة، وباب الأسباط، حتى أكرمنا الله سبحانه وتعالى بإعادة فتح الأقصى".

وأضاف الرجبي أن "كافة الأفراد من صغيرهم حتى كبيرهم استمروا بالرباط على أبواب المسجد الأقصى، وتحملوا الحر والشمس، وأهلنا في القدس دائماً فيهم خير فالأكل والماء كانا متوفران للمرابطين بشكلٍ دائم".

خلال هذه الهبّة، اعتقلت قوات الاحتلال 58 موظفاً تابعاً لدائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، بينهم حراس وسدنة ورجال إطفاء وإسعاف، واعتدت على شخصيات إسلامية، بينها خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري، والمصلين خلال أدائهم الصلوات الخمس في محيط المسجد.

في هذه الهبّة حقق المقدسيون نصراً عظيماً بعد صمودهم ورباطهم أمام أبواب المسجد الأقصى لمدة 12 يوماً، وفي 27 من تموز/ يوليو عام 2017، أزالت سلطات الاحتلال البوابات الإلكترونية التي وضعتها على أبواب الأقصى، وفتحت جميع الأبواب باستثناء باب حطة، فأَصَر المقدسيون ألّا يدخلوا المسجد إلا منه، ورضخ الاحتلال لصمودهم وعزيمتهم ودخلوا من خلاله مكبرين منتصرين. 

وحول مشاعر المقدسيين عند النصر وإعادة فتح أبواب المسجد الأقصى، وصف الرجبي لـ "القسطل" ذلك بقوله "إعادة فتح الأبواب والدخول إلى المسجد الأقصى المبارك وقت المغرب ووقت الفجر كان بالنسبة لنا هو العيد، لأننا دون الأقصى لا نسوى أي شيء، وكل شيء بيد الله وبيت المقدس لا يُعمّر عليه ظالم".

 

. . .
رابط مختصر