عن قرارات إبعادها المتكررة.. المرابطة خويص: نزداد صلابةً وعزيمة

عن قرارات إبعادها المتكررة.. المرابطة خويص: نزداد صلابةً وعزيمة
المرابطة خويص

القدس المحتلة- القسطل: لا تكفّ شرطة الاحتلال عن ملاحقتها للمصلين والوافدين إلى المسجد الأقصى المبارك، والتنكيل بهم من خلال الاعتقال وقرارت الإبعاد المتكررة، خاصةً من يتواجدون في منطقة مصلى باب الرحمة. 

هذا الواقع تعيشه المرابطة والمعلمة المقدسية خديجة خويص، وما إن ينتهي قرار إبعادها الأول عن المسجد الأقصى، حتى تُجدّد سلطات الاحتلال القرار، وتحرمها من الدخول إلى "جنّة الله على الأرض" ومن حقها في العبادة. 

تُحدّث خويص "القسطل" وتقول إنها كانت مُبعدة عن المسجد الأقصى منذ السادس من شهر كانون الثاني الماضي، حتى السادس من تموز الجاري، وقبل انتهاء الفترة بشهرٍ ونصف، تلقّت اتصالاً من مخابرات الاحتلال، وتم استدعاؤها للتحقيق في مركز "القشلة". 

وتضيف: "كان عبارة عن تهديد بأن إبعادي عن المسجد الأقصى لا زال ساري المفعول، ولا يجوز أن أدخل إليه أو إلى الأروقة المؤدية إليه.. هذا أمرٌ غريب أن يتم استدعائي قبل انتهاء المُدّة، وأن يُطلب مني العودة إليهم في السادس من تموز لتجديد القرار". 

لم تستجب خويص إلى طلب مخابرات الاحتلال، ودخلت إلى المسجد الأقصى في يوميْ عرفة وعيد الأضحى خفيةً بين زحام الناس، لتعيش فرحة العيد وتُعظّم شعائره في أطهر بقاع الأرض.

وبعد ذلك، دخلت خويص إلى المسجد الأقصى مرةً أخرى، تحديداً إلى محيط مصلى باب الرحمة، والمنطقة الشرقية، ولاحقتها الشرطة أينما ذهبت، كما أوضحت. 

وتابعت: "يوم الأحد الماضي، السابع عشر من تموز الجاري، ذهبت إلى المسجد الأقصى وبقيت متواجدة في مصلى باب الرحمة من الساعة التاسعة والنصف صباحاً حتى السابعة والنصف مساءً.. لم أتحرك إلا للوضوء لصلاة المغرب". 

عندما خرجت خويص من باب الرحمة، أحد أبواب المسجد الأقصى، حيثُ كانت هويتها مُحتجزة منذ ساعات الصباح، أوقفها أحد عناصر شرطة الاحتلال لنصف ساعة، ثمّ أخبرها أنها موقوفة بتهمة "أعمال شغب في الأقصى". 

تقول خويص: "اقتادتني شرطة الاحتلال لمركز "القشلة"، وهناك لم يكن أيّ تحقيق، وتم تسليمي قرار إبعاد عن المسجد الأقصى والممرات المؤدية إليه لمدّة أسبوع قابل للتجديد لعدة أشهر". 

باب الرحمة.. استهدافٌ متكرر 

وتُؤكّد خويص لـ "القسطل" أن الاحتلال يستهدف مصلى باب الرحمة بشكلٍ كبير، حيثُ أنشأ له نقطةً فوق سطح المصلى، وتتواجد عناصر الشرطة والمخابرات في المنطقة على مدار النهار بشكلٍ مُكثّف، تحديداً في أوقات الاقتحامات، كما تُضيّق على المصلين والوافدين وتقوم باعتقالهم وإبعادهم. 

وأشارت إلى أن "شرطة الاحتلال تقوم يومياً بالنزول إلى مصلى باب الرحمة، وتفتيشه، وتصويره بشكلٍ دقيق؛ وهذا يدل على الاستهداف الذي يتعرّض له، عدا عن استهداف المستوطنين وجماعات "الهيكل" المقتحمين للمنطقة الشرقية، الذين يمكثون لأكثر من 45 دقيقة في المنطقة، ويؤدون طقوسهم وصلواتهم". 

وتُبيّن خويص أن معظم قرارات الإبعاد الصادرة بحق المرابطات بسبب تواجدهنّ في المنطقة الشرقية تزامناً مع اقتحامات المستوطنين أو في غير فترة الاقتحامات. 

"مجرد رؤيتنا نُصلي أو نتناول طعام الإفطار أو نتواجد في محيط المنطقة، يكون سبباً لاعتقالنا وإبعادنا.. هذا ليس سبباً قانونياً أو أمنياً؛ لكن الاحتلال يدّعي أنه ملف سري لا يمكننا الاطلاع عليه، ويدّعون أن تواجدنا في المكان يُؤدي للمساس بأمن المسجد الأقصى"، تضيف خويص. 

سنواتٌ طويلة أُبعدت فيها المعلمة خويص عن المسجد الأقصى، لكن الموقف الأصعب الذي ترك في قلبها غصّةً لن تنساها مهما مرّت السنين، عندما تم تجديد قرار إبعادها قبل أسبوعٍ واحد من انتهائه، في "هبّة باب الرحمة" عام 2019، وحُرمت من المشاركة بفتح المصلى، والمكان الأكثر تعلقاً فيه. 

ما هي رسالة خويص؟

خويص أسيرة محررة، اعتُقلت عدّة مرات وأبعدت عن الضفة والمسجد الأقصى والبلدة القديمة في القدس، لعدة شهور، كما قُطع عنها التأمين الصحي من قبل الاحتلال، ولاحقها الاحتلال في عملها وحياتها، لاحق أولادها أيضاً بالاعتقال والاعتداء. 

لكنها وقد تعلّقت بالأقصى روحاً وقلباً ووعياً، وأكّدت أن كل هذه التضييقات والأساليب "العنجهية" كما وصفت، تزيدها صلابةً وإرادة وعزيمة، وأن ذلك لن يمنعها من إيصال صوتها إلى العالم أجمع، وسيبقى صادحاً بصوت المسجد الأقصى مهما حصل. 

ودعت خويص في رسالتها أهالينا في الداخل الفلسطيني ومن يستطيعون الوصول من الضفة الغربية، لشدّ الرحال وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى المبارك، تحديداً في فترة الاقتحامات وخلال الأعياد والمناسبات اليهودية. 

كما دعتهم لتكثيف التواجد في محيط مصلى باب الرحمة والمنطقة الشرقية، لأنها مستهدفة وتحتاج إلى تكثيف التواجد على مدار النهار.

وتابعت: "رسالتنا إلى الأمة العربية والإسلامية أن تقوم بنصرة المسجد الأقصى والدفاع عنه، فهذا واجبٌ على كل مسلم ولا يقتصر على الفلسطينيين والمقدسيين، أما رسالتنا للعالم الذي يقول إنه ديمقراطي: "بأي حقٍ تُمنع إمرأة من الدخول للأقصى لأداء شعائرها والصلاة فيه.. أين حرية الوصول إلى الأماكن الدينية وإقامة الشعائر".

. . .
رابط مختصر