تهويد الأماكن المسيحية في القدس.. محاولات احتلالية لتزييف المعرفة ونشر الخرافات

تهويد الأماكن المسيحية في القدس.. محاولات احتلالية لتزييف المعرفة ونشر الخرافات
صورة تعبيرية

القدس المحتلة-القسطل: تعدّ الأماكن السياحية من أهم المناطق التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي لتهويدها في مدينة القدس، وهو ما كان واضحا مؤخرا من خلال ما قام به الاحتلال من مخططات بدأ بتنفيذها في حي المصرارة وشارع السلطان سليمان، وشارع الأنبياء غربي القدس، في محاولة لإخفاء الهدف الأساسي من هذه المشاريع وهو التهويد، تحت ستار السياحة والترفيه.

وآخر تلك المخططات، كما أشرنا، كانت في شارع الأنبياء غربي القدس، حيث أعلن الاحتلال عن مخطط تهويدي جديد، يشمل وضع كاميرات المراقبة من أجل معرفة تحركات المقدسيين، وتأمين حركة المستوطنين، حيث قامت بلدية الاحتلال الإسرائيلي بإقامة حديقة تحمل اسم "معبرن" في هذه المنطقة. 

ويعد التهويد من أبرز الأساليب التي يعتمدها الاحتلال لكي يقلب الحقائق ويفرض الصهيونية في مدينة القدس وكل فلسطين، إذ يعمل الاحتلال على تضليل الرأي العربي أمام القانون الدولي حيث أن إسرائيل تدرك مخالفتها لجميع القرارات الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية وبخاصة مدينة القدس.

ولم تسلم الأماكن المسيحية التي تعتبر من أكثر الأماكن نشطة بالسياحة من التهويد، حيث أعلنت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية قيام الاحتلال بشراء الكنيسة البطريركية الارثذوكسية اليونانية بما في ذلك الحديقة الوطنية ومدرج المسرح اللذان يضمان حركة سياحية واسعة جدا من قبل الزوار.

 وفي ثمانينات القرن الماضي، قام الاحتلال بتهويد قلعة القدس، حيث تم تغيير اسمها لقلعة داود بادعاء أنها من آثار الحضارة اليهودية بفترة الملك داود الذي يزعمون أنه ملك الدولة العبرية، ففي عام 1980 تم تحويل القلعة إلى مكان سياحي من خلال المتحف والمعارض التي تنشر وتسوق الرواية الصهيونية اليهودية في الأرض المقدسة.

 المثال الآخر بركة سليمان بالقرب من باب الخليل، فبعد عام 1948 تم تهجير سكانها وإقامة حديقة سياحية فيها تحت اسم "طيدي قولق"، وتقام عليها الاحتفالات اليهودية والتهويدية، وأنشأ عليها قنوات للمياه، وقام بسرقة أحجارها ونسبها لليهود.

محللون.. تهويد الأماكن السياحية في القدس جزء من تثبيت الرواية اليهودية

 يؤكد الباحث المقدسي فخري أبو دياب أن تهويد الأماكن السياحية في القدس وغيرها من الأماكن والقرى جاء بهدف تغيير طبيعة هذه الأماكن السياحية ووضع بصمة يهودية على هذه الأرض لإثبات أن كان لهم حضارة في هذه الأرض.

 ويوضح أن من ليس له ماض لن يكون له مستقبل و لذلك  هذا التهويد جزء من فرض الرواية اليهودية لإثبات الرواية اليهودية الإسرائيلية، وبخاصة الأماكن السياحية التي يرتادها الكثير من الزوار .

ويؤكد أن ما يقوم به الاحتلال من أساليب تهويدية هدفها مسح أدمغة من يصل لهذه المنطقة لمسح الصفة العربية واستبدالها بمسميات عبرية ويهودية كما يحاول الاحتلال دائما القيام بهذه الانتهاكات لمسح شواهد على هوية القدس العربية وإيجاد شواهد "معبرنة" تخدم الروايات اليهودية.

ومع إجراءات تغيير معالم الواجهة العربية لمدينة القدس، يرى الباحث المقدسي عبد الله معروف في حديث مع "القسطل" أن دولة الاحتلال تحاول إيجاد أي ارتباط لها بهذه الأرض ولو بالإلصاق والكذب، وتغيير هوية وأسماء المواقع التاريخية التي يقصدها السياح في العادة هي محاولة قديمة جديدة من الاحتلال لإجراء غسيل دماغ لهؤلاء الزوار والسياح، بحيث يظنون أنهم أمام تاريخ عتيق وراسخ لدولة الاحتلال في هذه الأرض بينما لا تعدو هذه المسميات أن تكون سوى دعاية للصهيونية.

وأكد أن الواجب علينا إبراز الهوية الحقيقية لهذه المواقع وإبرازها للعالم بشتى الرسائل الدعائية والبصرية..

التهويد طال الأسماء أيضا

رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي أوضح أن التهويد طال كل شيء في مدينة القدس حتى الأسماء الجغرافية للمدن والقرى الفلسطينية، مثلا قرى (سطاف، المالحة، عين حمد، أبو غوش وما حولها، عمواس) وغيرها من القرى التي تم تهجير أهلها وتم تدمير مبانيها وتحويلها إلى أماكن سياحية وحدائق عامة ومسارات يستخدمها الاحتلال تحت مسميات عبرية.

وأشار إلى أنه منذ عام 1948 إلى يومنا هذا تم تحويل ما يقارب 7000 اسم لأماكن ومواقع فلسطينية إلى أسماء "عبرية يهودية" وذلك من أجل تشويه الهوية الوطنية، من خلال كي الوعي الفلسطيني للأجيال الناشئة، عبر فرض مناهج إسرائيلية تحمل أسماء هذه المناطق بالأسماء "العبرية" و"أسرلة" أدمغة الأجيال المقدسية القادمة.

وأكد الهدمي أننا أمام هذا الواقع المؤلم الذي تعيشه القدس المحتلة، ينبغي علينا بذل المجهود للدفاع عن الهوية العربية لمدينة القدس والمحافظة على وحدة الشعب الفلسطيني أمام سياسات الاحتلال التي تعمل على سلب كل ما يملكه المقدسي من ممتلكات وحقوق في أرضه.

 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: