شخصيات مقدسية توضح خطورة مشاركة المقدسيين في انتخابات بلدية الاحتلال
القدس المحتلة- القسطل: يُثار في وسائل الإعلام العبرية، في الآونة الأخيرة، موضوع مشاركة المقدسيين في انتخابات بلدية الاحتلال، المتبقي على موعد إجراؤها أكثر من عام وثلاثة شهور، وهي ذاتها التي تُلاحق الأهالي بضرائبها الباهظة وتثقل كاهلهم، تشرّدهم وتهدم منازلهم ومصادر أرزاقهم، وتستولي على أراضيهم لصالح مشاريعها الاستيطانية، فما هي خطورة مشاركة المقدسيين في هذه الانتخابات؟
وفي هذا الشأن، يرى الكاتب المقدسي والمحلل السياسي راسم عبيدات أن "رفض المشاركة في تلك الانتخابات انتخاباً وترشيحاً يأتي من منطلق الموقف التاريخي الفلسطيني القطعي، واستناداً والتزاماً بالموقف الوطني المُحدد بمبدأ أن القدس مدينة مُحتلة من قبل دولة الاحتلال المخالفة للقرارات والمبادئ والمفاهيم الدولية والإنسانية".
ويُبيّن أن "رفض مشاركة المقدسيين هو تأكيد على عدم الاعتراف بشرعية ضم القدس التي احتلتها "إسرائيل" عام 1967؛ حيثُ ترى القوى السياسية الفلسطينية بكافة مكوناتها، أن المشاركة في تلك الانتخابات تعني اعتراف سياسي بضم شرق المدينة، المرفوض فلسطينياً وعربياًُ ودولياً".
وبحسب عبيدات، فإن المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال، تعني أيضاً تساوق وتأييد للقرار الأمريكي القاضي بالاعتراف بضم شرق القدس ونقل السفارة الأمريكية إليها، وهذا قرار مرفوض من قبل كافة المؤسسات الدولية.
وأكّد على أن رفض المشاركة نابع من عدم منح الشرعية لـ "إسرائيل" باعتبارها السلطة القائمة بالاحتلال، وعدم منح الشراكة في فرض وتنفيذ سياسات الاحتلال الاستعمارية العنصرية على المدينة المُقدّسة.
وقال إن "التذرع من قبل البعض بخوض الانتخابات والمشاركة فيها انتخاباً وترشيحاً، تحت حجج وذرائع تحصيل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والخدماتية للمقدسيين المُسيطر عليها من قبل بلدية الاحتلال، تعوزه المصداقية؛ فنحن ندرك تماماً أنه بإمكاننا أن نخوض نضالاً مطلبياً ضد البلدية بأكثر من شكل وعبر أكثر من هيئة أو لجنة تُشكّل لهذا الغرض، دون أن نتساوق مع سياسات الاحتلال".
وشدد على أن بلدية الاحتلال هي أحد أهم أذرع دولة الاحتلال في تنفيذ سياسات القمع والتنكيل والتطهير العرقي بحق المقدسيين، عبر سياسات الاستيطان ومصادرة أراضيهم وهدم منازلهم وفرض الضرائب الباهظة عليهم.
وأضاف: "في ظل دولة تسطو على كامل حقوق شعبنا وأرضه، وفي ظل تشريعها أيضاً لقوانين عنصرية مثل ما يسمى بـ "قانون أساس القومية"، وتجريم رفع العلم الفلسطيني؛ يًصبح من يشارك أو يروج للمشاركة في تلك الانتخابات شريكاً في تشريع ضم وتهويد المدينة وتكريس سيادة المحتل عليها".
من جهته، أكّد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي لـ "القسطل" أن أهم عنصر ساعد المقدسيين في الثبات بمدينتهم المقدّسة، والحفاظ على هويتها، وهويتهم الوطنية، هو الإبقاء على الواقع القانوني فيها طيلة هذه السنوات.
وقال إن "المقدسيين وفق القانون الدولي شعب محتل، من حقه أن يُقاوم، وليس من حق الاحتلال أن يتدخل في شؤونه الداخلية أو أن يعمل على محو الهوية الوطنية له، ومن أهم العناصر التي حافظت على هذه الهوية، هو عدم المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال".
وأشار إلى أن المشاركة في انتخابات البلدية ستؤدي إلى القبول بالإجراء الأمريكي في الاعتراف بمدينة القدس عاصمة لدولة الاحتلال، وهذا اعتراف ضمني بقبول سلطة الاحتلال وشرعية وجودها في المدينة.
وشدد الهدمي على أن هذا سيؤدي لفقدان المقدسيين هويتهم الوطنية، وإلى تشريع تدخل الاحتلال فيها، عبر التدخل في شؤون التعليم وكافة الأمور الثقافية والفكرية، التي ساهمت في الحفاظ على هوية المقدسيين، ولم يستطع الاحتلال تغييرها أو حسم المعركة فيها طوال سنوات احتلالها.
ودعا في ختام حديثه، القيادات الشعبية والوطنية في الشارع الفلسطيني عموماً، والمقدسي تحديداً، العمل على توعية الأهالي، ودفعهم لعدم المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال.