القصور الأموية.. أصل التسمية و"الاستهداف الإسرائيلي" لها
القدس المحتلة-القسطل:ما زالت دولة الاحتلال تحاول تغيير معالم هوية مدينة القدس المحتلة، وتجيير كل ما في القدس لصالح هوية مصطنعة مزيفة، وبين الحين والآخر تعود للواجهة قضية القصور الأموية التي تحاول دولة الاحتلال استغلالها لتقديم رواية للسياح والأجانب على أنها كانت من العهد الثاني للهيكل المزعوم.
وفي هذا السياق يشرح الباحث المقدسي عبد الله معروف أن هذه القصور ترجع بحسب اسمها إلى عهد الدولة الأموية حيث كانت مدينة القدس ما قبل دخول المسلمين إليها في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تصل في حدودها إلى السور الغربي للمسجد الأقصى فقط بمعنى أن المسجد الأقصى والمنطقة الجنوبية منه كانت تعتبر في ذلك الزمن خارج حدود مدينة القدس.
وفي عهد عمر بن الخطاب لما تم إدخال المسجد الأقصى إلى حدود مدينة القدس أصبحت المنطقة الجنوبية منطقة قريبة من الأسوار لذلك قرر الأمويين وتحديدا الوليد بن عبد الملك إقامة دار الإمارة المعروفة اليوم بالقصور الأمور، وعدد هذه القصور حسب الحفريات التي اكتشفت آثارها يبلغ 3 قصور، اثنان منها في خارج المسجد الأقصى، وقصر ثالث يقع في الزاوية الجنوبية الغربية من المسجد الأقصى المبارك.
وتلاصق القصور الثلاثة أسوار المسجد وكانت مفتوحة على باحات المسجد من خلال ما عرف في التاريخ الباب المزدوج والباب المفلت والباب الثلاثي، وفق معروف.
ويتابع أن الباب المزدوج يعرف الآن بمصلى الأقصى القديم وكان في عهد الأمويين يعتبر الباب الرئيس من دار الإمارة إلى ساحات المسجد الأقصى امام الجامع القبلي، وكان ما يعرف بمصلى الأقصى القديم يعرف بالممر المزدوج الذين كان يسمى في وقتها بباب النبي وباب الوليد.
ويرى الباحث المقدسي أن أهمية القصور الأموية تأتي في سياق أنها بداية الطراز المعماري العربي وجزء من الشواهد على هوية القدس الحقيقية وعلى اهتمام الخلفاء والأمراء والسلاطين بالمسجد الأقصى والقدس، لذلك كانت هذه القصور ملاصقة تماما للمسجد الأقصى من الناحية الجنوبية، إضافة إلى أنها كانت مسكن لأمراء الأمويين ومركز ادارة الحكم وهذا يعني الربط بين الادارة والنواحي الدينية وأهمية أن تكون هذه الادارة ملاصقة جدا من المسجد الأقصى لقيمته الدينية والتاريخية.
ويوضح أن هذه القصور كانت درع من الدروع الحامية للمسجد الأقصى وخط دفاع أول عنه، لذلك لها قيمة تاريخية كبيرة تدلل على الهوية الحقيقية لمدينة القدس وهذا الطراز المعماري وهذه الأبنية تدحض كل الروايات المزورة التي يسوقها الاحتلال بأن هذه القصور تتبع للتاريخ اليهودي في القدس، لأن بعد بعد الفحص والكشف العلمي تبين أن حجارة هذه القصور تتبع للفترة الأموية وليس للعهد الثاني للهيكل المزعوم.
هذه القصور اندثرت مع الزمان ومع سقوط الدولة الأموية بسبب كثرة الزلازل حيث كان أول زلزال كبير تعيشه مدينة القدس كان في 130 هجري قبل سنتين من سقوط الدولة الأموية فقط لذلك لم يتم اعادة بناء هذه القصور ويبدو أنها اندثرت تحت أكوام من التراب حتى عام 1967 عندما أدت حفريات الاحتلال الاسرائيلي في منطقة جنوب المسجد التي كانت تبحث عن أي أثر للمعبد المزعوم إلى اكتشاف القصور الأمور مرة أخرى، وهذا الأمر شكل صدمة للاحتلال حيث كان يأمل من خلال تلك الحفريات اكتشاف آثار المعبد الثاني حسب رؤيتهم لكنه فشل برؤية هذه القصور.
وحول ممارسات الاحتلال لتهويد هذه القصور يؤكد الباحث عبد الله معروف أن الاحتلال لم يكتفي بالسيطرة عليها وإنما بدأت سلطات السياحة التابعة للاحتلال تقديم حقائق مزيفة للسياح، فتارة تدعي أن بعض باحات هذه القصور هي برك تطهير من عهد الهيكل الأول ومرة تدعي برك من عهد الهيكل الثاني، رغم أن الأكاديميين والباحثين في دولة الاحتلال يعلمون تماما أن هذه القضية قضية مكذوبة وغير حقيقية، ويعرفون أن القصور الأموية هي أكبر دليل على كذب رواية الاحتلال المتعلقة بوجود الهيكل في منطقة المسجد الأقصى المبارك.
ويتابع منطقة القصور الاموية هي الآن محتلة بشكل كامل من قبل سلطات الاحتلال ومسيطر عليها التي تدعي أنها تسمى تلة اوفل وتدعي أنها مرتبطة بالتاريخ اليهودي لمدينة القدس وهي بذلك تعتبر مساحة لتهويد المسجد الأقصى بشكل كامل من الجهة الجنوبية الغربية، حيث دأبت منذ عشرات السنين على اقامة احتفالاتها في ساحات القصور الاموية وتعتبر أن هذه المنطقة أثرية يهودية وتفتحها للسياح تحت مسمى حديقة تل أوفل اليهودية.
ويقول الباحث المقدسي فخري أبو دياب إن الاحتلال الإسرائيلي استطاع السيطرة عليها كسيطرة أمنية وأراد أن يفرض عليها طابع تهويدي وتحويلها إلى ما يسمى مرافق الهيكل وتكون هي جزء رواية الاحتلال وجزء من صورة الهيكل المزعوم.