محاولات الاحتلال أسرلة التعليم في القدس.. ما هو حجم دور السلطة في مواجهة ذلك؟
القدس المحتلة-القسطل: كلما ازدادت حدة هجمة الاحتلال على التعليم في القدس، ازداد طرح السؤال المتعلق بدور السلطة الفلسطينية في دعم المنهاج الفلسطيني والمدارس التي تتبناه في المدينة، خاصة وأن محاولات الاحتلال مستمرة في تهويد وأسرلة قطاع التعليم في القدس، عبر عدة خطوات متزامنة مع بعضها كان آخرها بفرض منهاج محرف على العديد من المدارس الخاصة في القدس، سبقها قرار حكومة الاحتلال بسحب تراخيص 6 مدارس خاصة من ضمنها الكلية الابراهيمية.
في عام 2011 مارست سلطات الاحتلال أساليب غير مسبوقة في تهويد المناهج الفلسطينية، خاصة وأنه يوجد 50%من الطلبة الفلسطينيين في القدس وهم طلاب مدارس البلدية والمعارف الإسرائيلية، أي يدرسون مناهج فلسطينية حرفها الاحتلال، إلى جانب أنه تم إدخال المساقات (كالمدنيات) التي تحيي الذاكرة الصهيونية وترسيخها، كمحاولة لزرع مفاهيمها وقيمها في عقول الطلبة الفلسطينيين.
كما سعت سلطات الاحتلال إلى شمل المدارس المقدسية الخاصة والذين يشكلون حوالي 28%، وبذلك تصل نسبة السيطرة الإسرائيلية على التعليم في القدس ما نسبتها حوالي 80%.
وبحسب الاحصائيات المتعلقة بأعداد المدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي كلياً أو جزئياً في مدينة القدس، والتي تم استحداثها من قبل الاحتلال لتبني النظام التعليمي الإسرائيلي بحسب المنتدى التربوي المقدسي، فإنه في عام 2018 – 2019: كان يوجد 41 مدرسة تضم داخلها 7300 طالب، وفي عام 2019 – 2020: يوجد 50 مدرسة تضم 8300 طالب.
وفي هذا السياق أوضح صادق الخضور الناطق باسم وزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن الوزارة تنظر بخطورة إلى كل المحاولات الرامية لتهويد التعليم في القدس وهو مسلسل طويل مستمر، سواء من التضييق على المدارس أو أعمال الترميم أو إيجاد أبنية جديدة، وكذلك الحملة على المنهاج الفلسطيني من خلال تقديم منهاج محرف في المدارس الخاصة التي تقدم هذه المناهج.
وأوضح أن تدخلات وزارته تأتي على أكثر من صعيد، الأول هو البحث مع الحكومة الفلسطينية لتعزيز التعليم في القدس في ظل ما يحدث الآن، وكذلك التواصل مع الجهات الدولية على مستويين: الأول، المستوى الدبلوماسي وهو حث الجهات الدولية على تحمل مسؤولياتها. والثاني المتابعة مع الجهات القانونية.
واعتبر أن التدخل الأبرز هو المتابعة مع أولياء الأمور في القدس الذين يشكلون الفيصل الحقيقي في هذه المعركة وحشد كل الإمكانيات المتاحة للتعاون لإبقاء المناهج الفلسطينية حاضرة علاوة على كل ذلك هناك إجراءات تختص بتعزيز وجود المدارس الفلسطينية في القدس والمناهج، عبر العديد من التدخلات كان منها مؤخرا اجتماع مع الدول الداعمة لقطاع التعليم تم الايضاح خلاله الانتهاكات من قبل الاحتلال.
وحول إجراءات الوزارة في مواجهة ممارسات الاحتلال الحالية ضد قطاع التعليم قال:" نحن نتحدث عن هجمة مفتوحة متعددة بالتالي أي دعم سيقدم هو بحاجة إلى تعزيز والوزارة تدرك أن تعزيز التعليم في القدس يتم من خلال عدة خطوات علاوة على الموقف الصلب والملتزم لأبناء وأولياء الأمور المقدسيين، هناك حاجة لتدخلات إضافية أخرى مثل تقديم المزيد من الدعم المادي، ووزارة التربية والتعليم هي جزء من الجهد الحكومي الموجه الذي تقوم به الحكومة الفلسطينية والتي أيضا التعليم في القدس من أبرز اهتماماتها وكان هذا واضح وصريح في الاجتماع الأخير لرئاسة الوزراء".
وتوقع الخضور مزيدا من الضغط على هذه المدارس وسيكون بالمقابل المزيد من الجهد الموجه لصالح التعليم في القدس بكافة مستوياته والعمل مع المؤسسات والقوى الوطنية في القدس لصالح تعزيز التعليم، ومجرد إبقاء المنهج الفلسطيني حاضر في ظل هذه الهجمة هي أبلغ رد على هذه الهجمة.
لكن راسم عبيدات من اتحاد أولياء الأمور في القدس رأى أنه لا يوجد دعم حقيقي وجدي من قبل السلطة الفلسطينية للمدارس الخاصة في القدس والمدارس التابعة لها وتطبق المنهاج الفلسطيني، كما أن المدارس الخاصة دخلت إلى مصيدة الاحتلال وتلقت المال المشروط من قبل دائرة معارف الاحتلال، وبالتالي أصبح يتدخل بالمنهاج وتفاصيل العملية التعليمية في تلك المدارس "ومن هذا المنطلق نحن نقول بشكل واضح أن عدم تخصيص صناديق مالية لتلك المدارس أصبح جزء من هذه المدارس مدارس طاردة".
وتابع عبيدات أن المدارس التي تتبع السلطة الفلسطينية كانت تشكل ما نسبته 13% أصبحت الآن تشكل 8.5%-9% فقط، بمعنى أن الطلاب والمدرسين لديهم عزوف عن المدارس الفلسطينية وأصبحوا في مدارس خاصة أو مدارس تابعة لبلدية الاحتلال ومن هذا المنطلق يجب على السلطة الفلسطينية إن كانت تريد أن تحمي المنهاج في القدس أن تخصص دعما كافيا لدعم العملية التعليمية في القدس، الاحتلال وضع خطة خماسية 2018-2023 خطة لدمج المقدسيين مع المجتمع الاسرائيلي، خصصت ما يقارب 875 مليون شيكل لدعم العملية التعليمية بالكامل في مدينة القدس.