نور شقيرات .. نجا من الموت بعدما قاوم نحو 30 مستوطنًا وحده
القدس المحتلة - القسطل: نحو ثلاثين مستوطنًا كانوا في انتظار أوّل عربي لينقضّوا عليه، وكأنّه الفريسة التي يُريدون من خلالها الانتقام لمستوطن لقي مصرعه في حادث سير بالضفة المحتلة وأُصيب من كان معه بالمركبة، بعدما ألقى الحجارة على الفلسطينيين هناك، فلم يجدوا أمامهم سوى المقدسي الشاب نور شقيرات الذي تلقّى الضربة كاملة وقاوم وحده حتى انتهى به الأمر في المشفى.
إطلاق نار، عبوّات غاز، وحجارة قاومها نور شقيرات ببسالة وشجاعة رغم أنهم كُثُر، واستفردوا به أثناء عمله وتنزيل الرّكاب الذين كانوا معه متوجهين من وسط القدس حتى جنوبها.
يقول المقدسي شقيرات الذي يعمل كسائق حافلة إسرائيلية مع شركة “إيجد” في حديثه عن الاعتداء لـ”القسطل”: “خرجت مع الركاب من القدس باتجاه مستوطنة “بيت عاين” -الواقعة على أراضي الفلسطينيين جنوبي العاصمة المحتلة- وحينما وصلت للمحطة الأخيرة، نزل جميع الرّكاب، وإذ بأحد المستوطنين يدخل للباص ويسألني عن وِجهتي التالية”.
ويُضيف: “ما إن أجبته بأنني أنهيت العمل وسأعود للمحطة الرئيسية حتى أخرج عبوّتين من الغاز وبدأ برشّها على وجهي، فقاومته وهرب من الباب الأمامي الذي أغلقته على الفور، لكنه دخل مرة ثانية من الباب الخلفي، ورش الغاز مرة أخرى داخل الحافلة وهرب، ثم أغلقت الباب”.
“لم أعد أرى أمامي، عيناي كانتا تؤلمانني بشدّة لكثرة الغاز، وحينما جلست على مقعدي للسياقة ومحاولة الخروج من هذا المأزق، كان حول الحافلة ما بين 25 إلى 30 مستوطنًا يُطلقون النار في الهواء، ويحاولون فتح الأبواب، ويكسّرون الزجاج بما يحملونه، ويرمون الحجارة باتجاهي، حتى دخل أحدها فأصاب رأسي حيث كانت النافذة مفتوحة قليلًا”، هكذا وصف شقيرات ما حدث معه.
تعرّض نور شقيرات لانتفاخ وألم شديدين في عينيه، وجروح في الرأس والوجه نتيجة الزجاج المتكسّر. استطاع الخروج من المحطة لكن أحد المستوطنين المُهاجمين استوقفه ووجه سلاحه نحوه مباشرة، وجّه المقود بعيدًا عنه وهرب حتى استطاع الوصول إلى حارس المحطة الذي قام بدوره بطلب الإسعاف له، ثم تم تحويله إلى مشفى “شعاريه تصيدك” حيث تلقّى العلاج هناك.
ظهر اليوم قدّم شقيرات إفادته لدى شرطة الاحتلال، لكنه يعرف أن حقه سيضيع، ولن يحصل على أي شيء رغم أنه المعتدى عليه، وسيبقى المعتدون أحرار طُلقاء.
يعقْب شقيرات على ما حدث بالقول: “كانوا يتحضّرون للانتقام على ما يبدو للمستوطن الذي لقي مصرعه في حادث سير بالضفة قبل أيام، فهو ابن مسؤول هذه المنطقة التي أنزلت فيها الرّكاب، وما إن عرفوا بأنني عربي هاجموني واعتدوا علي”.
لأوّل مرة يتعرّض نور شقيرات منذ أن بدأ عمله مع شركة “إيجد” الإسرائيلية لمثل هذا الاعتداء، لكنها ليست حادثة الاعتداء الأولى لدى السائقين العرب، فسبق أن تعرّض عشرات الفلسطينيين منهم ممن يعملون لدى شركات إسرائيلية لاعتداءات مماثلة وخرجوا من الموت بأعجوبة، ومنهم من شُنق داخل الحافلة التي كان يعمل بها كالشهيد يوسف الرموني وذلك عام 2014.