الشيخ بكيرات يوضح لـ "القسطل" مسارات الاحتلال الثلاثة من وراء حرب الاقتحامات
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم صباح اليوم عشرات المستوطنين الذين قاموا بتقديم شروحات حول المسجد الأقصى والتقاط صور لهم داخل باحاته. ممارسات تأتي في سياق متصل لممارسات الاحتلال ومستوطنيه المستمرة في المسجد الأقصى التي كان آخرها الاقتحام من باب الأسباط.
وفي هذا السياق أوضح الشيخ ناجح بكيرات نائب المدير العام للأوقاف الإسلامية في القدس في حديث للقسطل أن الاحتلال الاسرائيلي من خلال حرب الاقتحامات يريد أن يحقق ثلاث مسارات، الأول هو إيجاد حق قداسة للمستوطنين اليهود في المسجد الأقصى المبارك، وهذا دفعهم لاستقدام أكبر عدد ممكن من المقتحمين، حيث زادت كمية المقتحمين وزاد معها نوعية المقتحمين وكذلك نقل كل ما يمكن نقله من الرموز التوراتية إلى المسجد الأقصى للتأكيد على الحق التوراتي.
وتابع في حديثه أن كل ما نشاهده من محاولة للصلاة أو السجود الملحمي وعقد القران والتقاط صور وشروحات وكل ممارساتهم داخل المسجد الأقصى، هي ممارسات لإضفاء قدسية يهودية على المسجد الأقصى وفي المقابل إلغاء للقدسية الإسلامية، وهذه معركة حول موضوع القدسية، بالتالي القيام بالشرح على أن المسجد الأقصى هيكلهم المزعوم أو التقاط الصور وغيرها هذا كله يأتي في سياق تحقيق القداسة والوجود اليهودي وكذلك تمهيد من أجل أن يتدرج للوصول إلى القدسية المعنوية.
وقال الشيخ بكيرات إن المسار الثاني وهو أخطر من سابقه وهو محاولة إيجاد حياة يومية في المسجد الأقصى تتمثل في بشر، فعندما يحل متطرف مكان مصل وحاخام بدل شيخ وطفل يهودي بدل طفل مسلم، فإن هذا يهدف إلى إبعاد المسلمين أصحاب الأرض عن المسجد، والتقليل من النشاط الإسلامي المقدسي في القدس، وهذا ما شاهدناه بمحاصرة الحركة الإسلامية وإنهاؤها، وكذلك إنهاء وجود شباب الأقصى والمعتكفين داخل المسجد، وكل هذه المظاهر هي حرب ديموغرافية لإنهاء الوجود الإنساني بداخل المسجد الأقصى.
وأكد على أن الاحتلال أصبح يشجع من خلال قرارات الإبعاد وممارساته على الصلاة على أطراف المسجد الأقصى ومدينة القدس، وبالتالي يصبح تفكير المصلي أنه بإمكانه أن يصلي بسهولة ويجد مكان لمركبته ولن يجد جندي من الاحتلال ينتظره بعد انتهاء صلاته لتفتشيه أو التضييق عليه، وبالتالي خلق هجرة من خلال الأنظمة القمعية الموجودة للشعب الفلسطيني في القدس، وفي المقابل هناك تسهيلات للمقتحمين أن يدخلوا إلى المسجد الأقصى.
وحول المسار الثالث أوضح بكيرات أنه المسار السيادي حيث أن سلوكيات الاحتلال هي محاولة لفرض السيادة الأمنية والإدارية وهنا يأتي التدخل في دور الأوقاف الإسلامية ومطالبة الجماعات المتطرفة بأن تنهي دور الأوقاف ونزع صلاحياتها من إدارة المكان والهجوم على الحراس والموظفين ومحاولة إضعاف الأوقاف من خلال إظهارها على أنها المقصرة، وهذا يدلل على مخطط واضح لا تريد فيه أي وجود إسلامي في القدس منذ اليوم الأول لاحتلالها لذلك عطلت المشاريع الأردنية التي تشرف عليها الأوقاف، وتدخلت في الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى وتحاول إضعافها من خلال سلوكيات الجماعات المتطرفة التي تنادي ليل نهار بإغلاق دائرة الأوقاف وعدم السماح لها بأي عمل والهجوم على الحراس، ولذلك سعت سلطات الاحتلال إلى الزيادة في رقعة سيادتها ووجودها في البلدة القديمة والمسجد فزادت عدد الكاميرات وعناصر الشرطة، وفتحت مخافر الشرطة في كل نواحي المدينة وأبوابها من أجل إحكام السيادة على القدس وفرضت قضايا كثيرة جدا حتى أصبح العمل في أي شيء في المسجد الأقصى عمل مضني ولا تستطيع الأوقاف أن يقوم بقضايا كثيرة في المسجد لأن الاحتلال يريد أن يفرض بالقوة سيادته الإدارية والأمنية على القدس.
وأشاد بكيرات بأهالي القدس الذين أثبتوا أنهم يقفون أمام جميع المسارات التي يحاول فرضها الاحتلال بتجذرهم وتجذر وجودهم في القدس والمسجد الأقصى والحفاظ على المكان والتحامهم مع الأوقاف الإسلامية، واستطاعوا أن يحققوا أن يبقى الصراع قائم ويرسلوا رسائل للعالم أن هناك حصار للمسجد الأقصى والقدس.