تقرير أسبوعي يكشف أبرز المخططات الاستيطانية في القدس
القدس المحتلة - القسطل: حذر المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، من ممارسات الاحتلال الجديدة التي ينتهجها للسيطرة على أكبر قدر ممكن من الأراضي بأقل عدد ممكن من المستوطنين، من خلال شرعنة عشرات البؤر الاستيطانية الرعوية المنتشرة في الضفة الغربية.
ونوه المكتب إلى أنه تم الكشف مؤخرًا عن بدء الإدارة المدنية لدى الاحتلال بتجهيز أنظمة جديدة لإضفاء الشرعية على عشرات البؤر الاستيطانية الرعوية في الضفة الغربية، وهذا الإجراء يتطلب موافقة وزارتي الجيش والقضاء لدى الاحتلال عليه.
وأوضح المكتب في تقريره أن الأمين العام لحركة "أمانا" الاستيطانية زئيف هيفار زامبيش هو من يتولى الأمر متابعة هذه الإجراءات مع طواقم الإدارة المدنية، التي حددت عددًا يتراوح بين 30 ولغاية 40 بؤرة استيطانية رعوية ستحصل على الشرعنة في الضفة الغربية.
وحول مشروع مزرعة في الوادي الذي تم الحديث عنه مؤخراً ذكر المكتب الوطني أنه يجري هذا في الوقت، الذي أطلقت فيه جمعية "إلعاد" الاستيطانية، مشروعاً تهويديًا جديداً بعنوان "مزرعة في الوادي"، لجذب آلاف اليهود من العالم إلى مدينة القدس المحتلة بدعوى المشاركة في فعاليات ونشاطات ما يسمى "الحديقة الوطنية" التي أقيمت على أرض فلسطينية في بلدة سلوان، وهذا المشروع يعتبر جزءًا من الانتهاكات التي تمارسها الجمعية الاستيطانية، لتوسيع نطاق وصولها وسيطرتها في بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى، ويتضمن المشروع التهويدي جولات للمستوطنين وجنود الاحتلال وطلاب المدارس الدينية اليهودية، في أحياء القدس وورش عمل حول عصر العنب وجني الزيتون ونقش الحجارة.
كما أن الجمعية الاستيطانية تسيطر على نحو 70 بؤرة استيطانية في بلدة سلوان، وتسعى للاستيلاء على أراضي المقدسيين ومنازلهم، إما بالإغراءات أو التحايل القانوني لمصلحة الاستيطان والمستوطنين، إلى جانب استيلائها على أرض خاصة بالفلسطينيين في سلوان، وحولتها إلى مزرعة استيطانية، وهي تستخدم النشاطات الزراعية، خاصة زراعة الأشجار، لإنشاء تاريخ جديد منسجم مع الرواية الصهيونية التلمودية حول مدينة القدس. وفيما يتعلق بنهب الأراضي في القدس، أوضح المكتب أن الوضع الذي يعاني من سياسات الاحتلال وخاصة في القدس المحتلة، بعد وصول يائير لبيد إلى رئاسة الحكومة، فقد تواصل الاستيطان ونهب الأراضي بتلك الوتيرة التي كان عليها، حيث شهد ارتفاعاً ملحوظاً في هذه الفترة.
وضمت مدينة القدس الحصة الأكبر من المشاريع الاستيطانية التي تم الإعلان عنها عقب مغادرة الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد أن تم الاعلان عن تأجيلها قبيل الزيارة، حيث قدمت اللجنة الاستيطانية لمستوطنة "رمات شلومو" للجنة اللوائية للبناء والتخطيط في القدس، خطة لبناء 900 وحدة استيطانية لاستكمال مشروع تطوير المستوطنة جنوبًا وغربًا وشمالاً على أراضي قرى شعفاط ولفتا وبيت حنينا.
وأوضح التقرير أن تم اطلاق اسم "خطة بايدن" على الخطة المذكورة، حيث تمت الموافقة عليها وإيداعها من قبل لجنة التخطيط خلال زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن في القدس في آذار 2010، وهذا يعد المشروع الثاني الذي يجري طرحة بعد أن أصدرت بلدية الاحتلال مطلع الشهر الجاري مناقصة لبناء 162 وحدة استيطانية، و 3325 مترًا مربعًا من المساحات التجارية في ثلاثة أبراج استيطانية على الشارع الالتفافي (443) لتوسيع المستوطنة المذكورة في اتجاه الغرب.
وتنفذ "بيت يروشالمي" مشروعا لبناء مدرج أسفل أسوار المستوطنة، بواقع ثلاثة مبانِ بارتفاع 9 طوابق فوق طابقين مقامين يشملان مركزًا تجاريًا ومدرسة ومرافق عامة ومتنزه، قدرت ميزانيته إلى ما يقارب 320 مليون شيكل، كما تعمل الشركة الاستيطانية "روبي كابيتال" على تعزيز الاستيطان في القدس، وطرحت مخططًا للمصادقة عليه بمبلغ 40 مليون شيكل، وكجزء من المشروع سيتم بناء مبنى مكون من 16 طابقًا كبرج استيطاني و تجاري ومكاتب.
وفي مستوطنة "رمات شلومو" تمت الموافقة على بناء العديد من المشاريع الاستيطانية بصمت، فهناك عمليات بناء غير معلن عنها في شمال غرب المستوطنة في منحدرات أراضي قريتي شعفاط وبيت حنينا شرق الشارع الالتفافي (443)، تقضي بأن يتم فتح مدخل جديد للمستوطنة من الغرب لتخفيف الازدحام، ولخلق مدخل طوارئ للمستوطنة التي يسكنها قسم كبير من المستوطنين المتدينين ذوي الأصول الأميركية والكندية.
وأشار التقرير إلى مصادقة لجنة التنظيم والبناء في بلدية الاحتلال في القدس، على إقامة حي استيطاني جديدة على أراضي بلدة بيت صفافا، من شأنه أن يمنع سكان البلدة من التوسع ومن تطوير بلدتهم ومنعهم من البناء مستقبلاً، وهذا الحي سيضم 700 وحدة سكنية استيطانية، وسوف يقوم الحي الاستيطاني الجديد على 38 دونمًا من أراضي الفلسطينيين لبناء هذه الوحدات الاستيطانية، فضلاً عن كنيس ومدرسة وأماكن للترفيه، ويتضح من المداولات الجارية إمكانية رفع عدد الوحدات الاستيطانية إلى 750 وحدة، بعد أن قامت سلطات الاحتلال في آذار الماضي بحملة تجريف واسعة اقتلعت خلالها العشرات من الأشجار.
وفيما يتعلق بمخطط (E1) الواقع في شرق مدينة القدس نظر المجلس الأعلى للتخطيط التابع للادارة المدنية لدى الاحتلال، يوم 12 أيلول الجاري، في مخططات بناء 3412 وحدة استيطانية في مستوطنة على مساحة تقدر بـ 2100 دونم في المنطقة، حيث من المتوقع أن يناقش المجلس المخططين الاستيطانيين الرئيسيين في E1، ومن المرجح أن تتم الموافقة عليهما بكل ما يترتب على ذلك من تداعيات جيوسياسية، حيث يهدد البناء الإسرائيلي في هذه المنطقة بتشريد ما يقرب من 3000 فلسطيني يعيشون في مجتمعات بدوية صغيرة في منطقة يهددها التهجير القسري في (جبل البابا، واد الجِمل، بير المسكوب، واد سنيسل، وبدو أبو جورج)، لخطر التهجير القسري، فضلاً عن فصل شمال الضفة الغربية عن جنوبها وإغلاق المنطقة الشرقية من القدس بشكل كامل، ومحاصرة مناطق (عناتا، الطور، وحزما) بالبناء الاستيطاني.
وتابع أنه جرى افتتاح نفق جديد يمتد من غرب القدس إلى شرقها، بتنفيذ من سلطة تـطـويـر الـقـدس ويعتبر أول نفق للدراجات الهوائية في المدينة والخامس على مستوى العالم، من قبل بلدية موشيه ليئون ووزارة القدس والتراث وشركة "جيحون"، حيث أن مشروع النفق بطول 2.1 كم، وتم باستثمار نحو 25 مليون شيكل وبدء العمل على شقه وبنائه في أيام رئيس البلدية المنصرف نير بركات عضو "الليكود"، لعدة أهداف أهمها ربط القدس الغربية بالشرقية، وهذا النفق هو خامس أطـول نـفـق لـلـدراجـات في العالم، وكان نفق "كيرم" جزءًا من المسار في سباق الدراجات بمشروع الألعاب الأولمبية اليهودية، لكنه أغلق بعد ذلك مباشرة، إلى جانب أنه جزء من مسار الدراجات حول القدس ومتنزه السكة الحديد، فهو يسمح بالوصول إلى مواقع ترفيهية في أراضي الولجة، بما في ذلك قرية عين كارم وحديقة الحيوانات التوراتية.