إدخال "الأدوات المقدسة" إلى الأقصى: بداية مسار تهويدي جديد
القدس المحتلة - القسطل: هذا شكل الصلاة اليهودية التي يمكن أن يشهدها المسجد الأقصى إذا ما تمكن الاحتلال من المضي في إدخال "الأدوات المقدسة" بدءأً من شال الصلاة واللفائف السوداء وكتاب الأدعية التي طلب التماس جماعات الهيكل الأخير إدخالها؛ مروراً بالبوق الذي يسعون لإدخاله إلى الأقصى في 26 و27-9 وليس انتهاءً بالقرابين النباتية التي يسعون إلى إدخالها إلى الأقصى بين 10 و17-10-2022.
منذ أن بدأ فرض الطقوس التوراتية في الأقصى يتحول إلى أجندة مركزية لجماعات الهيكل المتطرفة في شهر 8-2019، كان واضحاً أنها ستضطر في مكان ما للمطالبة بإدخال أدوات الطقوس التوراتية فهذه الطقوس معقدة بطبيعتها، واستعارت من الثقافات التي عاش فيها اليهود عبر تاريخ شتاتهم الطويل، وهو ما يجعل الطقوس من دون أدوات تقتصر على صلوات الصباح والمساء والانبطاح الكامل المسمى "السجود الملحمي"، وكل ما سوى ذلك من الطقوس يتطلب إدخال أدوات إلى الأقصى وهو الأمر الممنوع على اليهود والذي كانت شرطة الاحتلال تحرص على منعه خوفاً مما يمكن أن يجره من غضب؛ ولكونه يمثل عدواناً واضحاً على "الوضع القائم" الذي يعني الحفاظ على إدارة الأقصى على ما كانت عليه قبل نشوب حرب 1967.
مسار الاقتحام بحد ذاته كان قد بدأ بحكم عام للمحكمة العليا في 1993 يمكن اختصار جوهره بأنه "من حق اليهود أن يدخلوا الأقصى باعتباره جزءاً من أرض إسرائيل لكن ممارسة هذا الحق مرهونة بالإمكانية"، ثم بدأ البناء عليه لفرض الاقتحامات بأنواعها بدءاً من 2003.
أما الطقوس التوراتية فبدأ مسارها بأحكام مشابهة في 2010 و2012 و2017 خلاصتها بأن "من حق اليهود الصلاة في الأقصى لكن ممارسة هذا الحق مرهونة بالإمكانية"، وقد وصلت للتطبيق في 2021 و2022.
اليوم يفتح التماس جماعات الهيكل باباً مشابهاً، لأن تلعب محكمة الاحتلال "العليا" دور التمهيد بأن تصدر رفضاً للالتماس تقر فيه المبدأ أن "من حق اليهود إدخال الأدوات المقدسة لكن ذلك مرهون بالإمكانية"، ليبدأ التعويل على فرض وقائع جديدة على الأرض.