مؤسسات مقدسية تحارب أسرلة التعليم.. مؤسسة فيصل الحسيني كنموذج
القدس المحتلة - القسطل: في حرب مستمرة أطلقها الاحتلال الإسرائيلي تجاه التعليم ومؤسساته في القدس منذ احتلالها، اشتد أوجها بعد سلسلة من الإجراءات والانتهاكات قبيل بدء العام الدراسي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لكن مؤسسة فيصل الحسيني كانت تحافظ على جهودها منذ سنوات للحفاظ على هوية التعليم في مدينة القدس، وفي هذا السياق أجرت القسطل مقابلة مع عبد القادر الحسيني رئيس مجلس إدارة المؤسسة.
وقال عبد القادر الحسيني إن المدارس التابعة للسلطة الفلسطينية في القدس تعاني من تضييقات مستمرة ومحاولات مستمرة لإغلاقها، لكن التحدي الأكبر يكمن في محاولات سلطات الاحتلال المستمرة لفرض منهاجها على المدارس وأسرلة التعليم من خلال تنفيذ مخطط التحول من المنهاج الفلسطيني إلى المنهج التعليمي التابع لدولة الاحتلال، والذي يستهدف من خلاله نزع الهوية الوطنية للمقدسيين، وهذا ما يرفضه المقدسيون منذ احتلال مدينة القدس في عام 1967.
وأوضح عبد القادر أن حوالي 87% من الطلبة المقدسيين يدرسون المنهاج الفلسطيني، ما يعني أنهم يدرسون الرواية الفلسطينية المضادة لوجود الاحتلال، لكن التحدي يكمن في مدى نجاح الاحتلال في تنفيذ مخططه خلال السنوات الأربعة القادمة ما يعني أن تتضاءل هذه النسبة عاما بعد عام لتصل إلى أقل من 50% في نهاية عمر المخطط، لكنه أمر يمكن عرقلته من خلال تكثيف الجهود الفلسطينية للحفاظ على تعليم المنهاج الفلسطيني.
ويشار إلى أن عدد الطلبة المقدسيين في مدارس شرق القدس حسب ما تم توثيقه للعام الدراسي 2021/2022 حوالي 98 ألف طالب وطالبة، منهم 45 ألف طالب وطالبة يدرسون في المدارس التابعة للسلطة الفلسطينية.
وحول التحديات المستمرة في حق المؤسسات التعليمية في القدس، أوضح الحسيني عدم وجود كفاية في عدد الصفوف والمباني الدراسية، حيث أن نسبة النمو السكاني لأهالي شرق القدس تقدر ب 2.5%، ما يعني أن هناك حاجة سنوية لصفوف جديدة تقدر بحوالي 80 صف، لكن بفعل تضييقات الاحتلال لا يتم بناء هذا العدد من الصفوف سنوياً لكن ما يتم بناؤه سنويا يقارب نصف الحاجة.
وتابع أن المدارس الفلسطينية في شرق القدس تتسع لحوالي 31,500 طالب وطالبة لكنها تقدم خدماتها ل 45,500 طالب/ة، ما يعني أن هناك حاجة ل 560 صف جديد، بالإضافة ل 80 صف جديد سنويا. أي أن هناك حاجة إلى إضافة 960 صف خلال السنوات الخمسة القادمة، إلى جانب أن هذه المدارس تحتاج إلى الصيانة الدورية، لكن حوالي 82.19% من المدارس بحسب إحصاءات عام 2020، لا تتوفر لهم الصيانة المتعلقة بـالاحتياجات الخاصة بتوفير المداخل والمرافق المناسبة لهم، وأنظمة إنذار وإطفاء الحريق غير متوفرة في 15% من المدارس.
وحول دور المؤسسة في دعم قطاع التعليم في القدس، أوضح عبد القادر الحسيني أن المؤسسة تنفذ مشروع التطوير الشامل للمدارس المقدسية الذي يرتكز على تعليم مبني على البحث العلمي وتطوير المهارات التعليمية المتقدمة والعليا، التي لا يتم التركيز عليها في المدارس بشكل عام، إلى جانب العمل التوعوي حول الوضع التعليمي في القدس من خلال عدة مستويات منها التعريف بماهية الأدوار المناطة بكل مهتم في قضية التعليم في القدس كل حسب موقعه من خلال العمل على إيجاد تمويل بديل عن تمويل وزارة المعارف لدى الاحتلال للمدارس الأهلية المشروط والمرتبط بالتحول إلى المنهاج الاسرائيلي حتى تحافظ على استقلالية قرارها وتتمكن من إبقاء أبوابها مفتوحة أمام الطلبة المقدسيين، ومبانيها محمية بتواجد الطلبة والطواقم فيها، وكذلك دعم الأهالي الذين يتعلم أولادهم في المدارس التي يديرها الاحتلال في نضالهم من أجل الحفاظ على المنهاج الفلسطيني فيها، في ظل الضغوطات التي يتعرضون لها في ظل الهجمة الشرسة على الطلاب المقدسيين وأهاليهم.