معارك التعليم في القدس.. من 1967 وحتى إضراب الاثنين

معارك التعليم في القدس.. من 1967 وحتى إضراب الاثنين
صورة أرشيفية

القدس المحتلة - القسطل: تخوض القدس منذ فترة معركة شرسة حول إثبات هويتها الأصيلة في قطاع التعليم، حيث عم صباح أمس إضراب شامل، لكافة مؤسسات القطاع التعليمي ومدارسه في القدس. خطوة تأتي في سياق خطوات متتابعة من قبل المقدسيين وأبنائهم لرفض محاولات الاحتلال فرض المنهاج الإسرائيلي والمحرف عليهم.

وتتناول هذه المادة ملخص تاريخي لأبرز انتهاكات الاحتلال لقطاع التعليم في القدس:

مع احتلال مدينة القدس في عام 1967، استولت قوات الاحتلال على كافة المباني الدراسية والتعليمية في مدينة القدس، وحاول في ذات العام تغيير المنهاج الأردني الذي كان معتمد في المدارس المقدسية في وقتها.

عادت الكرة مرة أخرى في عام 1971، حيث قرر الاحتلال فرض المنهاج الإسرائيلي المقر من قبل وزارة المعارف لدى الاحتلال في وقتها في المدارس المقدسية التي سيطر عليها، لكن هذه الخطوة قابلها احتجاج واسع من قبل الكادر التعليمي كافة في القدس، الذين أضربوا عن العمل وتوقف التعليم في كافة المؤسسات التعليمة، وجرى نقله واستئنافه في مبان سكنية، كما أن المدارس الخاصة العريقة التي عرفت بتاريخها في مدينة القدس تمسكت بالمنهاج الأردني ورفضت التراجع عن خطواتها التصعيدية الأمر الذي دفع الاحتلال إلى التراجع عن قراره وإعادة السماح بتعليم المنهاج الأردني.

وفي عام 2000، بدأت مدارس شرق مدينة القدس بتدريس المنهاج الفلسطيني الصادر عن السلطة الفلسطينية كباقي المحافظات والمدن الفلسطينية، لكن ذلك لم يستمر طويلاً بعدما بدأت بلدية الاحتلال ووزارة المعارف بإجراء تعديلات على المناهج الفلسطينية. بحلول عام 2011، شملت هذه التعديلات حذف العلم والنشيد الوطني الفلسطيني بشكل نهائي وكذلك حذف شعار السلطة الفلسطينية، إلى جانب حذف كل ما يتعلق بالانتماء والتراث والهوية الفلسطينية من قبيل نشيد الانتفاضة والآيات والشواهد الدينية الدالة على الوطن والقدس، وألغت تدريس مادة التربية الوطنية أيضا بشكل نهائي، إضافة إلى تحريف الحقائق من خلال تقديم خريطة محرفة وتغيير أسماء المدن والشوارع الفلسطينية واستبدالها بأسماء ومصطلحات عبرية، مثال على ذلك استبدال مدينة صفد بـ "تسفات". كما قام الاحتلال الاسرائيلي بإضافة مواد تنشر روايته الصهيونية وتلغي الرواية الوطنية الفلسطينية، حيث جرى سحب كافة الكتب القديمة واعادة طبع كتب جديدة تتضمن التعديلات السابقة.

وفي عام 2012 أعلنت بلدية الاحتلال في القدس أن حوالي 1400 طالب فقط درسوا منهاج الاحتلال، أي أن ارتفاعاً بحوالي أربعة أضعاف حصل خلال6 سنوات، ولم تكتف سلطات الاحتلال بذلك، فعملت في اتجاه آخر بعدما استحدثت 12 مدرسة لتعليم نظام البجروت في شرق القدس من أصل 50 مدرسة يوجد بها نظام البجروت بشكل كلي أو جزئي، في مقابل وجود احتياج لحوالي 560 صف جديد في المدارس التابعة للمظلة الفلسطينية، إلى جانب 80 صف جديد بشكل سنوي، وهذا ما تعيقه سلطات الاحتلال.

وأعلنت بلدية الاحتلال في القدس مع بداية العام الدراسي 2017/2018 أنّ عدد الطلاب الفلسطينيين الذين يتعلمون المنهاج الإسرائيلي وصل حد الـ 5800 طالب، موزعين على 12 مدرسة، ما يعني ارتفاع بنسبة 14% عن العام الذي سبقه، الأمر الذي وصف في وقتها بالخطير في ظل وقوع مدينة القدس تحت سيطرة الاحتلال وفي ظل ما تمارسه من إجراءات وتضييقات على القطاع التعليمي في القدس.

واستمرت محاولات الاحتلال بعد ما أقر ضمن الخطة الخمسية التي تمتد على مدار 5 أعوام من 2018 حتى 2023، لتطوير السياسات الاقتصادية والاجتماعية في القدس ما يقارب 445 مليون شيكل لدعم قطاع التعليم وأسرلته، ومع بداية هذا العام الدراسي، ألغت سلطات الاحتلال تراخيص 6 مدارس في القدس، وهي: (المدرسة الإبراهيمية في حيّ الصوانة، ومدارس الإيمان بكافة فروعها في بيت حنينا) تضم في صفوفها أكثر من 2000 طالب وطالبة في مختلف المراحل الدراسية.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: