الأعياد اليهودية.. موسم لتطبيق العقوبات الجماعية ضد المقدسيين
القدس المحتلة - القسطل: يتعرض أهل مدينة القدس لحملة اعتقالاتٍ وابعاداتٍ عن المسجد الأقصى قبيل أيام من اقتراب فترة الأعياد اليهودية بذريعة إمكانية قيامهم بالدفع نحو التصعيد خلال تلك الفترة وخاصة في المسجد الأقصى، كما تتحول مدينة القدس عامة والبلدة القديمة خاصة إلى ثكنة عسكرية وانتشار شرطي مكثف لعرقلة وصول المصلين للأقصى.
ومع اقتراب سلسلة من الأعياد اليهودية وهي "عيد رأس السنة، الغفران وعيد العرش" نهاية الشهر الحالي وبداية الشهر القادم استدعت شرطة الاحتلال عشرات المقدسيين من نشطاء ومرابطين وسلمتهم أوامر إبعاد عن المسجد الأقصى لفتراتٍ متفاوتة.
وقال نائب مدير عام أوقاف القدس الدكتور ناجح بكيرات بأن سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى هي سياسة احتلالية ممنهجة تهدف إلى إبعاد وتجفيف الوجود المقدسي داخل الأقصى وخلق فراغ للمستوطنين، أي خلق قوة طاردة للفلسطينيين، وفي الوقت ذاته خلق قوة جاذبة للمستوطنين لإيجاد أجواء مريحة لهم داخل الأقصى.
كما أكد على أن الاحتلال يسعى من خلال سياسة الإبعاد إلى تحقيق واقع جديد لمحاولة إيجاد ما يسمونه بقداسة يهودية بدل القداسة الإسلامية.
في السياق ذاته أشار الناشط المقدسي رضوان عمرو إلى أن الاحتلال يستبق موسم الأعياد اليهودية وهو موسم العدوان والاستنفار الإسرائيلي على الأقصى بإجراءات أمنية يزعم أنها " احترازية"، فهو يريد من خلال الاعتقالات والإبعادات أن يوحي للرأي العام أن أهل الأقصى هم من يسببون المشاكل ويثيرون الشغب داخل الأقصى ولذلك تقوم شرطة الاحتلال بإبعادهم عن الأقصى لحماية المستوطنين ومنع التصعيد.
وأضاف بأن الاحتلال يسعى إلى إبعاد أكبر عدد ممكن من المرابطين والنشطاء والمؤثرين وكل من يرفع صوت المسجد الأقصى ويتصدى للمستوطنين أملاً في أن تهدأ الساحات للمقتحمين ولتشكيل مساحة منعزلة لهم داخل الأقصى وخاصة في المنطقة الشرقية لتأدية طقوسهم التلمودية التي تنتهك حرمة المكان، ولتتفاخر شرطة الاحتلال بأنها مررت موسم الأعياد والاقتحامات بهدوء كما تدعي.
ودعت الناشطة المقدسية والمبعدة عن المسجد الأقصى هنادي الحلواني كل من يستطيع الوصول للمسجد الأقصى بأن يرابط في ساحاته ولو لساعة رباط واحدة وخاصة سكان البلدة القديمة الأقرب للأقصى، لتفويت الفرصة على المقتحمين بتحقيق أهدافهم في الأقصى ولسد النقص في أعداد المرابطين المبعدين.
وفي رسالة وجهتها للاحتلال قالت:" لن نبرح المسجد الأقصى، ولن نبرح أبوابه وسنرابط في أقرب نقطة نستطيع الوصول إليها، ولن نستسلم لقرارات الإبعاد ولن تثنينا أي قرارات يتخذها الاحتلال بحقنا عن مواصلة رباطنا على أبواب الأقصى وفي ساحاته ولن يزيدنا الاحتلال إلّا قوة وعزيمة وصلابة، فنحن ماضون على العهد، ثابتون مرابطون حتى يأتي الله بالفتح المبين"
وقد وجه نشطاء مقدسيين دعوات للنفير العام وشد الرحال للمسجد الأقصى وتكثيف التواجد فيه خلال فترة الأعياد القادمة، وعدم ترك الأقصى وحيداً في أكثر الأيام خطورة عليه.