بكيرات لـ القسطل: اقتحام الأقصى ليس من الدين اليهودي بشيء وهذا استغلال سياسي فقط
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم مئات المستوطنين المسجد الأقصى المبارك صباح اليوم الأربعاء تزامنا مع ما يسمى "عيد الغفران العبري"، وقد ارتدى بعضهم لباس الكهنة.
وفي هذا السياق قال الشيخ ناجح بكيرات مدير عام الأوقاف في المسجد الأقصى إن ما يجري في المسجد الأقصى يمكن قراءته في عدة مسارات، المسار الأول أنه رغم إغلاق المدينة بكاملها على أهلها الأصليين، هناك عملية تسهيل للمستوطنين المقتحمين، وهم لم يكونوا يدخلوا قبل عام 2000 إلى المسجد الأقصى في "يوم الغفران"، وحتى عام 2010 لم يكونوا يتحركوا بهذا الشكل الذي نشاهده اليوم.
وتابع أن ما يجري في المسجد الأقصى من اقتحامات هي اقتحامات صهيونية لا تمت إلى الدين اليهودي بشيء، بالتالي ما يحدث اليوم هو حركة سياسية وليست دينية كما يعتقد البعض، إذ أن الدين اليهودي يحرم عليهم دخول المسجد الأقصى وبالتالي نحن أمام استغلال للدين لتمرير هذه السياسة، هذا من جهة ومن جهة أخرى هناك محاولة لإرضاء اليمين المتطرف والجمهور الإسرائيلي الذي أصبح يتجه نحو اليمين وأقصى اليمين، للإثبات لهم أن دولة الاحتلال حققت شيئا بعد 50 عاما من الاحتلال.
وأشار بكيرات إلى أننا في نهاية الزمن الاحتلالي لمدينة القدس ومن الطبيعي أن نشاهد في هذه النهاية بعض المشاهد التي تغضبنا ولا نعترف بها، لكنها تدل على نهاية المشروع الصهيوني، لأنهم يحلمون بالهيكل وهم الآن في مرحلة الهيكل المعنوي ويريدون أن يتمموا الخطوة النهائية بإنشاء الهيكل المزعوم على أنقاض المسجد الأقصى، ويحاول الاحتلال في مساره هذا نقل جميع الرموز التوراتية وإظهارها أمام الناس وتحديدا في المسجد الأقصى لتغيير القداسة الإسلامية إلى قداسة يهودية.
وأوضح الشيخ ناجح بكيرات أن المسار الثاني من هذه الاقتحامات هو ما نلاحظه بقيام الاحتلال الإسرائيلي بحماية وجود المستوطنين في المسجد، إلى جانب أن هناك توزيعا للأدوار لما يجري في المسجد، ما يعني أن النتائج التي نراها اليوم، هي ليست لجهد واحد، وإنما جهود متعددة، وهناك من يدعم بالمال وهناك من يخطط ومن يصنع اللباس، ومحاكم تفرض الإغلاق وهذا كله إمعان وتغول في السيطرة على المسجد الأقصى، وهذا مشهد احتلالي يهدف لطرد المقدسيين وإبعادهم عن المسجد الأقصى واعتقالهم، وهذا المشهد في نفس الوقت يهيئ كل شيء لاقتحامات المستوطنين المتطرفين وخلق قوة جاذبة لهم وخلق تحريض دائم على المسجد الأقصى.