خصوصية عيد العرش العبري في سياق اقتحامات المسجد الأقصى.. باحث مقدسي يوضح العلاقة
القدس المحتلة - القسطل: اليوم الأحد، هو اليوم السابع والأخير لعيد العرش العبري، الذي مارس خلاله المستوطنون العديد من الانتهاكات داخل المسجد الأقصى كان أبرزها بإدخال القرابين النباتية إلى داخل المسجد الأقصى، والتي هي عبارة عن أغصان من شجر الصفصاف وسعف النخيل إلى جانب ثمار الحمضيات، ويتم إدخالها بوصفها "قربانًا إلى روح الرب"، حيث أنها تحل في الهيكل بحسب اعتقادهم المزعوم الذي تقوم عليه العبادة القربانية، وهي خطوات متتابعة و متصلة في سياق أن الأقصى هو الهيكل المزعوم الذي تحل فيه روح الرب.
وفي هذا السياق يقول الباحث المقدسي عبد الله معروف، إن عيد العرش هو أحد مواسم الاقتحامات للمسجد الأقصى في كل سنة، حيث يعد هذا العيد من الأعياد التي ينبغي فيها بحسب رؤية الجماعات الاستيطانية أن يتواجد مستوطنون بأعداد كبيرة في المسجد الأقصى. وأشار إلى أن هذا العيد يستمر لسبعة أيام متواصلات، ويتضمن عددا من الطقوس والمظاهر مثل بناء العريش الذي يجلس فيه المستوطن بغاية التعبد، إضافة إلى استعمال القرابين النباتية وإدخالها إلى المسجد الأقصى المبارك من خلال الجماعات الاستيطانية، وأداء صلوات معينة مذكورة في سفر التثنية وغيرها من أسفار التوراة.
وتابع أن هذا العيد يعتبر أحد المواسم الكبرى للاقتحامات لأن حسب مزاعم المستوطنين يتم أداء عدد من طقوس هذا العيد داخل منطقة المعبد، وبهذا ترى جماعات المستوطنين أنها يجب أن تقوم بهذه الطقوس داخل المسجد الأقصى.
وحول الاستغلال السياسي لهذا العيد، اعتبر عبد الله معروف أن الجماعات الاستيطانية تحاول أن تتعامل مع المسجد الأقصى على أنه معبد قائم بشكل معنوي وذلك استباقاً لما سيحدث بشكل مادي لذلك تقوم باستغلال أي حدث ديني وأي طقس ديني لأدائه داخل المسجد في محاولة منها لتكريس أن المسجد الأقصى المبارك هو معبد قائم.
ولفت إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تحاول الجماعات الاستيطانية إدخال القرابين النباتية للمسجد الأقصى في محاولة لاستغلالها لمناحي سياسية، بل إنها في كل عام تدخل هذه القرابين في عيد العرش إضافة إلى الأعياد الأخرى التي تحاول الجماعات الاستيطانية أداء طقوسها مختلفة فيها داخل المسجد الأقصى، على سبيل المثال: إدخال القرابين الحيوانية في بعض الأحيان ونفخ البوق في بعض الأعياد الأخرى حسب رؤيتها وترجمتها للنص الديني التوراتي.
وكانت قد دعت جماعات الهيكل على مدار أيام متواصلة قبيل العيد على نشر الدعوات من أجل حشد المستوطنين مع عائلاتهم وأطفالهم، محددة ذروة عدوانها القادم على المسجد لتكون يوم الثلاثاء الماضي الموافق 11 أكتوبر الجاري الذي توافق مع اليوم الثاني لعيد العرش العبري، حيث وثق اقتحام 1549 مستوطناً في اليوم الثاني من " عيد العُرش العبري".
كما بذلت تلك الجماعات الاستيطانية العديد من الجهود لحشد المزيد من المستوطنين مثل تخصيص منصات إلكترونية مهمتها الرئيسية حشد المستوطنين، كما رصدت جماعات الهيكل الاستيطانية مبالغ مالية كمكافأة للمستوطنين الذين سيقتحمون المسجد الأقصى نافخين بالبوق مع إدخال القرابين النباتية في عيد العرش اليهودي، بقيمة 500 شيكل لكل مستوطن يتمكن من نفخ البوق في المسجد الأقصى، أو يتمكن من إدخال القرابين النباتية إليه، في أيام عيد العرش.