سائحات ومستوطنات بلباس لا يليق بقدسية المسجد الأقصى.. من يتحمل المسؤولية؟!

سائحات ومستوطنات بلباس لا يليق بقدسية المسجد الأقصى.. من يتحمل المسؤولية؟!
أرشيفية

القدس المحتلة - القسطل: خلال الأشهر الماضية، تداولت وسائل التواصل الاجتماعي صور سائحات أجنبيات، وأيضا مستوطنات، بلباس لا يليق بقدسية المسجد الأقصى، وهو ما أثار غضبا واسعا في الشارع الفلسطيني، ويبدو أن التصوير داخل الأقصى بهذا اللباس كان له دلالات خطيرة، فالهدف هو تحطيم قدسية المكان وتحويله إلى مكان سياحي بعيد كل البعد عن القدسية التي جعلت منه مركزا للصراع بين الاحتلال من جهة والفلسطينيين والمسلمين من جهة أخرى. 

المفارقة أن نفس السائحات، وثقن ظهورهن في حائط البراق، الذي يمارس فيه المستوطنون طقوس تلمودية، وهن بلباس يراعي المفاهيم والحدود التي يفرضها المستوطنون على اعتبار أن هذا مكان مقدس بالنسبة لهم، وهو ما لم يحدث في باحات المسجد الأقصى. وإن كانت هذه المفارقة تكشف زيف الاعتبارات الدينية للمستوطنين في الأقصى، إلا أنها تطرح سؤالا ملحا عن الجهة التي تتحكم بفضاء الأقصى الاجتماعي والديني. 

من المعروف أنه لا يسمح للمسلمين أو العرب بالدخول للمسجد الأقصى وباحاته بدون غطاء الرأس واللباس الذي يراعي قدسية المكان، فلماذا لا ينطبق الأمر ذاته على السائحات اللواتي يأتين برعاية مجموعات المستوطنين للمسجد الأقصى، ولماذا لا  يثار هذا الموضوع في سياق المطالبة بوقف هذه الاستهانة بمشاعر المسلمين. وحتى نجد إجابة على هذا السؤال، فإن الأطراف صاحبة الوصاية بموجب القانون الدولي هي المسؤولة عن منع هذه المظاهر. 

وقد يستنكر البعض هذا الطرح على اعتبار أن كل الاقتحامات بغض النظر عن اللباس، هي انتهاكات بحق المسجد الأقصى. هذا صحيح من حيث المبدأ، لكن بعض الانتهاكات لها دلالات خطيرة وتؤسس لانتهاكات أكثر خطورة، ويمكن وصفها بـ"انتهاكات تأسيسية"، يعني أنها انتهاكات مركبة، فهذا النوع من اللباس في المسجد الأقصى انتهاك مركب، فهو بالإضافة لكون صاحب اللباس مقتحم للأقصى، هو أيضا يؤسس لمبدأ نفي القداسة الإسلامية عن المكان.

وأمام هذه المفارقات، لا بد من تحرك حقيقي، يبدأ أولا وأساسا من الجهات التي تملك الوصاية على المسجد الأقصى، لأن هذه مسؤوليتها القانونية والإدارية المباشرة، أما المسؤولية الأخلاقية فهي تقع على عاتق الفلسطينيين ككل وكذلك المسلمين الذي يجب أن يتعاطوا مع هذا النوع من الانتهاك على أنه مكيّف بطبيعة معقدة وله أهداف مستقبلية، فحتى لا نصل للمرحلة التي وصلها لها الحرم الإبراهيمي، من إقامة الاحتفالات الموسيقية لا بد من مراجعة الوضع الراهن.

 

. . .
رابط مختصر
Bader

هيئة التحرير

مشاركة الخبر: