حول البيان الصادر عن مجلس أولياء أمور مدارس الإيمان.. مختص مقدسي في شأن التعليم يكتب
القدس المحتلة - القسطل: تمهلت كثيراً قبل الكتابة حول التطورات التي حدثت مع مدارس الإيمان، والبيان الذي صدر من قبل أولياء الأمور .. وبعد تواصل العديد من الأخوة والجهات للاستفسار حول ما حدث، أرى ضرورة توضيح الأمور الأمور الآتية بعيداً عن موقف مدارس الإيمان ...لا يعلم الكثير أن هناك تصعيداً حصل يوم الإثنين الموافق 7 تشرين ثاني 2022 تمثل بإرسال وزارة المعارف الصهيونية رسالة تهديد جديدة إلى مدارس الإيمان لم ترسل إلى أي مدرسة أخرى في القدس تهدد فيها بإغلاق مدارس الإيمان وتحذر تحت عنوان "إنذار ما قبل إغلاق المدارس" أنه إذا استمرت مدارس الإيمان بتعليم المناهج الفلسطينية" فأنه سيتم إغلاقها.
ولقناعة ومعرفة مدارس الإيمان بقرار الطلبة وأولياء الأمور قامت بتوزيع المناهج المحرفة لتثبت رفض الطلبة وأولياء الأمور لها ... وأن القرار يعود لأولياء الأمور وحده فقط ولا تستطيع مدارس الإيمان تجاوز قرار أولياء الأمور... وفعلاً بعد توزيع المناهج قام الطلبة بإلقائها ورفض استخدامها .. وهذا ما أرادت مدارس الإيمان الوصول له.
هذه الخطوة قدرت إدارة مدرسة الإيمان أنها ضرورية لاثبات أن تدريس المنهاج الفلسطيني قرار أولياء الأمور، حيث أرادت إيصال رسالة إلى وزارة المعارف الصهيونية أن ولي الأمر هو الذي يقرر ما هو الكتاب الذي يحمله ولده.
وهنا كان المتوقع من قبل مدارس الإيمان أن مجلس أولياء الأمور سيصدر بياناً يستنكر الإرهاب والضغط الذي يمارس من قبل المعارف الصهيونية اتجاه مدارس الإيمان لإجبارها على تدريس المنهاج المحرف، وأن يرفض التهديد بإغلاق المدارس ... والتأكيد على أن أولياء الأمور متمسكون بقرار تعليم المنهاج الفلسطيني لإخراج مدرسة الإيمان من المأزق مع المعارف الصهيونية ومساعدتها.
لكن بدلاً من هذا فوجئ الجميع بمهاجمة مدارس الإيمان ووصفها بالخروج عن صف الحراك المقدسي من قبل مجلس أولياء الأمور!! بل ودعوات إلى التصعيد اتجاهها وتعمد الإساءة إلى مدارس الإيمان لا الدفاع عنها.
حقيقة أستغرب موقف المجموعة التي أصدرت هذا البيان داخل مجلس أولياء الأمور، كيف لعاقل أن يهاجم مدارس الإيمان وهي لم تطلب من الطلبة اعتماد هذا الكتاب، بل قامت بتوزيعه دون توجيه أي رسالة إلى الطلاب بخصوصه .. لمعرفتها ووعيها بماهية قرار أولياء الأمور.
وهنا أخاطب مجلس أولياء الأمور وأذكرهم بالأمور الآتية:
أولا/ هناك استهداف وهجوم على مدارس الإيمان من بين جميع المدارس في القدس.. بدليل أن الاقتحام الذي حصل يوم 26 تشرين أول 2022 من قبل ثلاث فرق تفتيش والذي تم فيه تصوير الكتب الفلسطينية التي بين أيدي الطلبة لم يتكرر حتى اللحظة في مدرسة أخرى... إضافة إلى أن الإنذار الجديد وجه فقط لمدارس الإيمان من بين جميع مدارس القدس وهذا حصل بسبب تمسكها بقرار أولياء الأمور تدريس المنهاج الفلسطيني.
ثانياً/ الموقف الشخصي لإدارات مدارس الإيمان من سياسات الأسرلة معروفٌ وواضح للجميع ولا لبس فيه. ومدارس الإيمان متمسكة بالكتاب الذي يحضره الطالب معه وقرار أولياء الأمور وموقف المجتمع المقدسي بهذا الخصوص .. بل إن مدارس الإيمان تلقت الضربات الأخيرة من بين كل مدارس القدس لتمسكها بقرار أولياء الأمور.
ثالثاً/ مدارس الإيمان قدمت توزيع المنهاج الفلسطيني بداية العام الدراسي من قبل أولياء الأمور، وحين اضطرت لتوزيع المنهاج المحرف لم تطلب من الطلاب إحضاره ولم يتم اعتماده ولم توجه أي رسالة إلى الطلبة حول إحضاره، والجميع يعلم أنها كانت خطوة لدفع شر عن المدرسة .. لا لمخالفة الحراك المقدسي.
رابعاً / مدارس الإيمان مؤسسة وليست دولة... وهي تواجه دولة محتلة بنفس قوانين هذه الدولة ... كان الأولى بالعقلاء من أولياء الأمور فهم أن الإيمان تعمدت توزيع المنهاج لكي تؤكد على موقف أولياء الأمور ويقوموا بسحبه والرد على المعارف الصهيونية... بدلاً من مهاجمة الإيمان.
أعيد وأكرر بتوجيه الدعوة إلى مجلس أولياء الأمور إلى المحافظة على اتجاه البوصلة، وعدم تحويل الخلاف نحو الصف الداخلي .. وتقدير الموقف جيداً وعدم التعجل، وتفهم أن مدارس الإيمان مؤسسة عريقة لا يجوز وصفها وتهديدها من ولي أمر قد استأمن ولده عندها ..