قافلة القدس..بهجة عيد الميلاد التي يخطفها الاحتلال
القدس المحتلة-القسطل: وسط أجواء من الفرح، وترانيم عيد الميلاد، انطلقت قافلة القدس في شوارع المدينة، لتزرع البهجة والأمل في المدينة التي تعيش الألم من إجراءات الاحتلال بحق سكانها، لكن هي أيضا طالتها الإعتداءات والمضايقات.
انطلقت بالأمس قافلة عيد الميلاد في مدينة القدس، بتنظيم من التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدّسة، وعلى متنها 15 شابا وفتاة، يوزعون الهدايا على أطفال المدينة. وتضمنت الفعاليات عروض دبكة، وفنون تراثية، وعزف مقطوعات أعياد الميلاد.
جالت القافلة شوارع مدينة القدس، وما إن وصلت بلدة بيت حنينا، حتى اعترضتها قوات الاحتلال، واعتقلت المنسق الميداني للتجمع الوطني المسيحي نضال عبود، واحتجزت القافلة.
يقول عبود في حديث مع القسطل إن قوات الاحتلال تذرعت بعدم "قانونية" الفعالية، رغم وجود 15 شخصا فقط، في الوقت الذي يمنع الاحتلال تجمع 20 شخصا وأكثر.
بعد اعتراض القافلة، وجه جندي الاحتلال سؤالا لعبود عن الفعالية، فأجابه إنهم يحتفلون بليلة عيد الميلاد، وهذه ليست جريمة وكل شيء قانوني، إلا أنه منعه من استكمال الفعالية بذريعة عدم الحصول على "تصريح" والالتزام بشروط عديدة، وهو ما رفضه عبود، إذ أن الفعالية لم تغلق الشارع أو تتسبب بأي أزمة.
في الجدل الذي دار بين عبود وجندي الاحتلال، كان حول منع المقدسيين من ممارسة أي نشاط مقابل السماح للمستوطنين في عمل أي شيء، ليقول الجندي له:"في البداية هذه دولتنا، وأنتم غرباء هنا"، أما عبود فرد عليه:"نحن لسنا غرباء، نحن أصحاب الأرض وأهلها".
اعتقلت قوات الاحتلال عبود، وشتت الفتية الذين تواجدوا على متن القافلة ولم يجدوا أي وسيلة نقل توصلهم لمنازلهم.
بدأ أهالي مدينة القدس ممن تواجدوا في الشارع وفي مركباتهم بالحديث مع عبود، وعرض المساعدة عليه، ليطلب منهم نقل الفتية إلى منازلهم.
احتجزت قوات الاحتلال المنسق الميداني للتجمع الوطني المسيحي، وحققوا معه مدة أربع ساعات، على أن يتم استدعاؤه مجددا، وحرروا مخالفة بحقه وسائق الحافلة أيضا، وكانت قيمتها تقدر بأربعة آلاف شيقل.
تسبب الاحتلال بتنغيص الفرحة على كل المشاركين بالفعالية، لكن عبود ورغم الشعور بالضيق، إلا أنه سعيد بمساندة ودعم المقدسيين لهم.
في كل عام ينظّم التجمع الوطني المسيحي فعاليات عديدة، لا تقتصر على عيد الميلاد، وإنما أيضا في عيدي الأضحى والفطر، والأعياد الوطنية، وفي كل مرة يتم اعتقال عبود وفرض التضييقات عليهم.
يقول عبود لـ"القسطل" إن الاحتلال يلا يحاربنا كوننا مسلمين أو مسيحين في مدينة القدس، إنما كوننا فلسطينيين وعربا، وهو يسعى لتغيير كل ملامح المدينة وتهويدها.
وأضاف أن الاحتلال يتعمّد أن يخطف ويقتل البهجة والفرح في مدينة القدس.
. . .