سخطٌ وغضبُ شعبي حول ما جرى في "النبي موسى".. من المسؤول؟

سخطٌ وغضبُ شعبي حول ما جرى في "النبي موسى".. من المسؤول؟

القدس المحتلة - القسطل: يغنّون، يرقصون، يشربون الخمر، يصرخون إلى درجة أن هناك من وصفهم بـ“عبدة الشيطان”، هذه هي حقيقة المشاهد التي ضجّت بها مواقع التواصل الاجتماعي يوم أمس، لمجموعة من الشبان والشابات من داخل مقام ومسجد النبي موسى الواقع شرقي القدس المحتلة (يقع ما بين العاصمة ومحافظة أريحا).

أثار الحفل ضجّة كبيرة، وكان الاعتقاد الأولي أنهم مجموعة من المستوطنين اقتحموا المسجد، لكن سُرعان ما تبيّن بأنهم من العرب الذين حصلوا على “إذن” بإقامة الحفل، كما برروا لمجموعة من الشبان الفلسطينيين قامت بطردهم من المكان. الشبان المقدسيون الذين علموا بهذا الحفل، هبّوا من أجل حماية المقام، وطردوا كل من كان يتواجد فيه، وسرعان ما انتشر مقطع فيديو يوثّق ذلك عبر منصّات التواصل، وإلى جانب عبارات الاستنكار والإدانة لهذا الفعل، أثيرت تساؤلات حول سماح وزارة الأوقاف الفلسطينية المسؤولة عن المقام والمسجد بمثل هذا الاحتفال. اللوم لم يقع فقط على وزارة الأوقاف، بل أيضًا على وزارة السياحة، وكلتاهما لم تُجب على اتصالات “القسطل” للتعقيب حول الأمر. لكن في تصريحات إعلامية قال وكيل وزارة الأوقاف حسام أبو الرب “لم نعط إذنًا ولا تصريحًا ولا موافقة.. ولا علم لنا بما جرى في مقام النبي موسى”. أما وزيرة السياحة رولا معايعة فقد أخلت مسؤوليتها، وقالت في تصريحات صحفية لها: “الاحتفال في مسجد ومقام النبي موسى لا دخل له بأعياد الميلاد المجيدة .. وكل الموجودين في المكان كانوا متواجدين لتصوير مادة لمؤسستهم والمسؤولة عنها مواطنة من إحدى محافظات الضفة”. وأضافت أن “وزارة السياحة لم تمنح إذناً للمؤسسة بالتصوير، وأن وزارة الأوقاف هي المسؤولة عن المكان والتي أتاحت للمؤسسة الوجود في المكان واستخدامه للتصوير”. وفي خطوة فسرها مراقبون على أنها محاولة لإخماد الغضب الشعبي، قرر رئيس الوزراء محمد اشتية تشكيل لجنة تحقيق فيما جرى في مقام النبي موسى، على أن تبدأ أعمالها مباشرة. وذهب بعض النشطاء لخلق مقارنات ومقاربات بين دخول مجموعة من الراقصين للمسجد ومنع السلطة الفلسطينية الصلاة في المساجد ضمن إجراءاتها للحد من انتشار فيروس كورونا، ما اعتبره الفلسطينيون اعتداء على حُرمة الدين وموروثه، محمّلين مسؤولية ما حصل للوزارتين، كما طالبوا بمحاسبة جميع المتورطين وإقالتهم من مناصبهم في حال ثبت أن لهم يد فيما حصل. كما وأدانت الفصائل الفلسطينية ما جرى في مسجد ومقام النبي موسى، ووصف فوزي برهوم الناطق باسم حركة "حماس"، ما جرى بالأفعال المشينة، التي تشكل انتهاكًا لحرمات بيوت الله عز وجل ودور العبادة، مستنكرًا أن يأتي ذلك بتصريح وغطاء رسمي من الجهات الرسمية في حكومة اشتية. وقالت حركة التحرير الوطني الفلسطيني “فتح” إقليم القدس إن على وزارة الأوقاف أن تتحمل مسؤؤلياتها تجاه المقام بشكل خاص والأماكن الدينية بشكل عام. وطالب الإقليم في بيان له، الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء محمد اشتيه بمحاسبة وفصل كل من ساهم أو سهّل إقامة الحفل. كما دعا جميع الفلسطينيين إلى التوجه لمسجد ومقام النبي موسى والتواجد فيه بشكل دائم للحفاظ عليه كموروث إسلامي، كما دعا للمشاركة في أداء الصلاة فيه، عصر اليوم. من جهتها، قالت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين “إن ما حدث الليلة الماضية من حفل ماجن وخليع في مسجد ومقام النبي موسى، هو انتهاك لحرمة المساجد واعتداء على بيوت الله، وهو عمل مرفوض ومدان بأشد العبارات، وهو فعل خارج عن ثقافة شعبنا ومعتقداته وأخلاقه”. وأضافت في بيانها “إننا نستنكر ونشجب بشدة منح تصريح لهذا العمل المشين من قبل الدوائر الحكومية الرسمية، معتبرة بأنه استهتار ولامبالاة واضحة وانعدام للمسؤولية الدينية والأخلاقية”، وطالبت بمحاسبة وإقالة كل المسؤولين عنه. ودعت الحركة رئيس الحكومة برام الله محمد اشتيه لتحمل مسؤولياته إزاء هذا العمل الذي قالت إنه “يُعد جريمة بكل المقاييس”.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: