عن إبعاد حراس الأقصى.. ما الذي يخطط له الاحتلال في المرحلة المقبلة؟
القدس المحتلة - القسطل: أصدرت سلطات الاحتلال بالأمس قراراً بإبعاد حارس المسجد الأقصى خليل الترهوني عن الأقصى مدة 3 أشهر، يتزامن قرار بالإبعاد هذا مع قرب عيد الأنوار التهويدي " حانوكا" في 18 ديسمبر\ كانون الأول الجاري.
القرار الصادر بحق الترهوني ليس هو الأول وكذلك لن يكون الأخير، سلطات الاحتلال تمارس سياسة الإبعاد عن المسجد الأقصى في أوقات الأعياد اليهودية وغيرها منذ سنوات.
وبحسب ما وثقت إحصاءات محلية، فإن سياسية الإبعاد طالت أكثر من 693 مرابطاً ومرابطة بقرارات من وزارة الداخلية وأجهزة الأمن لدى الاحتلال، منذ بداية العام الجاري 2022.
وفي العام السابق 2021، جرى رصد ما يقارب 519 قراراً بالإبعاد، كان أكثر من ثلثيها إبعاد عن المسجد الأقصى، أما المتبقي إبعاد عن مدينة القدس بشكل كلي.
وعادة ما تتراوح مدة الإبعادات بحد أدنى 3 أشهر، وحد أقصى 6 أشهر قابلة للتجديد إلى مالا نهاية.
في هذا السياق يقول الباحث المقدسي فخري أبو دياب أن سياسة تفريغ المسجد الأقصى هي سياسة متعمدة من قبل سلطات الاحتلال، لتفريغ المسجد الأقصى المبارك من مصليه وأهله قبيل الأعياد اليهودية وفي الأيام العادية أيضاً، وتقليل تواجد من يدعي الاحتلال انهم يعرقلون أداء المستوطنين المقتحمين للمسجد وطقوسهم التلمودية.
وقال أن هذه السياسة هي جزء من محاولة فرض السيادة على المسجد الأقصى وتفريغه من الأوقاف الفلسطينية وموظفيها، لأنها تريد أيضاً سحب الوصاية من الأوقاف ودولة الأردن وصايتها الهاشمية وصلاحياتها، لتحويل صلاحيتها إلى جماعات المعبد والهيكل الاستيطانية، وإعطائهم المجال لفرض وقائعهم التلمودية والتهودية على المسجد وتغيير الوضع القائم في المسجد.
وطالت سياسة الإبعاد هذا العام، العديد من المرابطين والمرابطات المقدسيين، وكان منهم الشيخ ناجح بكيرات نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، ورئيس مجلس أوقاف القدس، الشيخ عبدالعظيم سلهب، وعدنان غيث محافظ القدس، إلى جانب العديد من حراس المسجد ومرابطيه، مثل هنادي حلواني ونفيسة خويص ورائدة سعيد وغيرهم.
ورغم كافة محاولات الاحتلال لخلق بيئة طاردة للمقدسيين في المسجد الأقصى وباحاته من خلال الإبعاد أو ملاحقة موظفين وخطباء وحراس المسجد، واعتقال الوافدين إليه سواء أطفال أو نساء أو شيوخ، إلا أن المقدسيين حاولوا إنتاج العديد من أشكال المقاومة لرفض ما يحاول فرضه الاحتلال على القدس والمسجد الأقصى.
حيث دائماً ما تنطلق دعوات فلسطينية ومقدسية، بضرورة الحشد بشكل واسع وتكثيف الرباط في المسجد الأقصى المبارك بشكل دائم وبشكل مكثف أكثر في أيام الأعياد اليهودية، خاصة في ظل نية المستوطنين زيادة اقتحاماتهم للمسجد وإحياء أعيادهم اليهودية داخل باحاته، كذلك إلى إحياء الفجر العظيم.
ودائماً ما تكون مثل هذه الدعوات مرتكزة على رسالة أساسية مفادها أن المسجد الأقصى للفلسطينيين وحدهم، وأن للفلسطينيين بالأحقية المطلقة في المسجد الأقصى، وعدم السماح باستباحة المسجد من قبل المستوطنين وجيش الاحتلال.
وسيسعى المستوطنون خلال فترة الأعياد اليهودية إلى الحشد بشكل كبير في المسجد الأقصى، مع تكثيف عمليات الاقتحام، ومحاولة إضاءة الشمعدان داخل الأقصى، إلى جانب تنفيذ استفزازات داخل باحات المسجد تستمر لمدة ثمانية أيام.