بن غبير و"الحانوكا".. كيف ستبدو الصورة في الأقصى في 18 الشهر الجاري؟
القدس المحتلة - القسطل: بدأت الجماعات الاستيطانية بإطلاق دعواتها لأكبر حشد للمستوطنين خلال عيد الأنوار اليهودي " الحانوكا" المتوقع أن يكون في تاريخ 18 ديسمبر/كانون أول المقبل، حيث أعلنت جماعات الهيكل عن نيتها تنفيذ اقتحاما مركزيا للمسجد الأقصى لمدة أسبوع بحسب التقاليد اليهودية، احتفالا بعيد الأنوار التهويدي.
لكن هذا العيد يحمل شيء من الخصوصية في هذا العام تحديداً في ظل تسلم المستوطن المتطرف ايتمار بن غبير الذي كان قد قاد عدة اقتحامات للمسجد الأقصى، منصب وزير الأمن القومي لدى حكومة الاحتلال، حيث طالب المستوطنون أن يتم السماح لهم خلال العيد بإدخال الشمعدان وإضاءة شموعه داخل المسجد الأقصى، ضمن أحد طقوسهم التهويدية في عيد الأنوار.
في هذا السياق رأى الأكاديمي المقدسي محمد هلسة أن الجماعات الاستيطانية ستعمل على استغلال عيد الأنوار كما تستغل غيره من الأعياد اليهودية لفرض وقائع تهويدية على المسجد الأقصى وتحت ادعاء أن هذه الأعياد مرتبطة بالمسجد الأقصى تاريخياً، لحشد المزيد من مجتمع الاحتلال تجاه المسجد الأقصى.
وأشار إلى أنه كانت من قبل قد أضاءت سلطات الاحتلال " الحانوكا" الشمعدان في المسجد الأقصى وبحضور بعض من الدول العربية المطبعة مع الاحتلال، كما أن الأجواء الآن متاحة بشكل أكبر للمستوطنين في ممارسة طقوسهم التلمودية لأن ممثليهم الآن موجودين في تشكيلة الحكومة القادمة وبالتالي الأجواء مواتية لاقتحام المسجد الأقصى بصورة أكبر وإضاءة الشمعدان.
وبحسب الروايات والأدبيات التاريخية فإن قصة هذا العيد تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد، بعدما قاد اليهود المكابيم، تمرد على السلوقيين، بعد بعد محاولة الملك أنطيوخوس الرابع فرض الثقافة والتقاليد الهيلينية على اليهود، وفرض عبادة آلهة الإغريق في هيكل سليمان، حيث استمر القتال ثلاثة أعوام تقريبًا حتى في الخامس والعشرين من شهر كيسلو، وانتهى الامر بالانتصار على الملك أنطيوخوس، لذلك أراد اليهود إعادة إضاءة الشمعدان في الهيكل في القدس بعد تحريره.
وعند محاولتهم إعادة إشعال الزيت في الشمعدان السباعي، لم يكن الزيت المتبقي يكفي لاشعاله إلى يوم واحد فقط، لكن هذه الكمية الضئيلة من الزيت، وبحسب أسطورتهم أضاءت لمدة ثمانية أيام حتى موعد عصر الزيتون، وأن ما حدث كان أشبه بالمعجزة، لذلك يعتبر اليهود هذا العيد عيد فرح أو عيد التدشين الذي يأتي في الخامس والعشرين من شهر كيسليف، وهو الشهر التاسع بحسب التقويم العبري.
لكن الجماعات الاستيطانية تستغل هذه الرواية والطقوس لتوظيفها لتحقيق مساعيها بالحشد لاقتحام المسجد الأقصى، وهذا التوظيف السياسي والأمني يأتي لمصلحة الجماعات التلمودية والاستيطانية، لذلك كل ما يفعلونه هو تجاه هدفهم الأساسي هو تهويد المسجد الأقصى وفق الباحث هلسة.
وتابع هلسة في حديثه، أنه إلى جانب وجود اليمين المتطرف داخل حكومة الاحتلال كركن أساسي في تشكيلها وتكوينها، فإنه كذلك المجتمع الإسرائيلي نفسه أصبح يمينياً بامتياز، حيث أن هذا المجتمع لا يرف له جفن عين على إراقة دماء الشهداء الفلسطينيين، لذلك التعاطي معهم بقضية اقتحامات المسجد الأقصى وتهويده يصبح أسهل.
وأكد أن ما يحدث هو ضمن محاولات الاحتلال وسعيه لخطوة التقسيم المكاني للمسجد الأقصى وهذه خطوة ستساعد على فرض مزيد الوقائع التهويدية على المسجد الأقصى وتسهيل اقتحاماته.