الأعياد المسيحية في القدس.. مثال آخر على مواجهة التهويد

الأعياد المسيحية في القدس.. مثال آخر على مواجهة التهويد
أرشيفية

القدس المحتلة - القسطل: أضاء مسيحيون مدينة القدس يوم أمس شجرة الميلاد بالقرب باب الجديد أحد أبواب سور القدس المحتلة للعام الثاني عشر على التوالي، استعداداً لبدء الاحتفالات بأعياد الميلاد في مدينة القدس، واحتشد الآلاف من المسيحيين بالقرب من باب الجديد للمشاركة في الفعاليات السنوية التي تتضمن عروض كشافة وبازارات تراثية.

وهذا النشاط السنوي المتمثل في إضاءة شجرة الميلاد بالقرب من باب الجديد، هو واحدة من ممارسات مقدسية عديدة لمواجهة الحملات الممنهجة من التهويد، وخصوصية المسيحيين في القدس، لا تختلف كثيراً عن خصوصية باقي مكونات مدينة القدس، حيث كل ما هو عربي وفلسطيني في القدس مستهدف من قبل سلطات الاحتلال التي تمارس بشكل يومي، سياساتها التهويدية بحق المدينة المقدسة.

كما أن هذه الفعالية تقام على بعد أمتار معدودة من عقارات باب الخليل التي سُرّبت للمستوطنين، حيث بدأ الأخيرون قبل أسبوع إجراءات الاستقرار في فندق "البترا" التاريخي الذي تملكه كنيسة الروم الأرثودكسية وتديره البطريركية اليونانية المتهمة بالتسريب.

وتضم مدينة القدس ما يقارب 15 ألف مسيحي فلسطيني بحسب الإحصاءات المحلية، موزعين كالتالي:
ستة آلاف منهم داخل أسوار البلدة القديمة وستة آلاف في مناطق بيت حنينا وبيت فاجي وجبل الزيتون، وثلاثة آلاف يتوزعون في عدة مناطق خارج الجدار العازل.

إلى جانب أن مدينة القدس تضم ما يقارب 70 سبعون كنيسة داخل أسوار البلدة القديمة وستون خارجها، إضافة إلى 13 مؤسسة كنسية، كما أن نصف المسيحيين في القدس يحتفلون بعيد الميلاد المجيد وفق التقويم الغربي، والنصف الآخر يعتمد التقويم الشرقي، إلى جانب أن طائفة الروم الأرثوذكس هي أكبر الطوائف المسيحية بفلسطين وتشكل ما نسبته 51% من مسيحيي فلسطين.

يقول رئيس التجمع الوطني المسيحي في الأراضي المقدسة ديمتري دلياني، حول مظاهر انتهاكات الاحتلال بحق الوجود المسيحي في القدس، إن هذه الانتهاكات تبدأ من القيود المفروضة على حرية الحركة وحرية ممارسة العبادة التي تمنع من وصولنا إلى أماكن العبادة والكنائس داخل مدينة القدس وخارجها أيضاً، وهذا الأمر غير مقتصر فقط على مسيحيين القدس، فأهلنا في مدينة غزة يجدون صعوبة كبيرة و بعض الأحيان استحالة وصول إلى مدينة بيت لحم التي هي مركز الأعياد الميلادية فهناك منع شبه كامل عليهم، إلى جانب وجود الحواجز العسكرية التي تمنع وصول مسيحيي القدس وكذلك باقي مدن الضفة الغربية بالوصول إلى كنائس القدس وبيت لحم وممارسة شعائر الأعياد، إلى جانب المضايقات اليومية التي يتعرض لها مسيحيين القدس أسوة بباقي المقدسيين، فالذي يهدم منزله والذي يعتقل والذي يتعرض للاغتيال او لأحد من عائلته، ليس سهلاً عليه أن يمارس حياته بشكل طبيعي.

وتابع دلياني أن الاستهداف الإسرائيلي في القدس يطال كل من هو غير يهودي، سواء كان مسلم أو مسيحي أو حتى ملحد جميعهم تحت دائرة الاستهداف الإسرائيلي في القدس.

وأكد أن فترة الأعياد يزداد فيها الاستهداف لأن الأعياد المسيحية والإسلامية أيضاً تظهر الهوية الحقيقية لمدينة القدس وفلسطين، فالأعياد المسيحية يظهر العنصر المسيحي في هوية مدينة القدس، وكذلك الأعياد الإسلامية وهذا ما يحاول الاحتلال طمسه بكافة السبل والطرق منذ نشأة هذا الكيان والاحتلال، كما أنه يبذل كافة الجهود لتهويد القدس من خلال الطمس والقمع وسرقة البيوت والأراضي وغيرها من ممارساتهم بحق أبناء شعبنا الفلسطيني.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: