محللون لـ القسطل: الخداع الإسرائيلي هدف لتفريغ الأقصى قبل اقتحام بن غبير
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم صباح اليوم الثلاثاء، وزير الأمن القومي لدى الاحتلال إيتمار بن غبير، باحات المسجد الأقصى بحماية مشددة من شرطة الاحتلال.
ووفق ما نشرت وسائل إعلام عبرية، فقد قام نتنياهو وبن غلير بتضليل وسائل الإعلام، مشيرًا إلى أن قوات كبيرة من الشرطة قامت بتأمين اقتحام بن غبير للأقصى، حيث وصل في ساعات الصباح الأولى لساحة البراق.
وفي هذا السياق، قال الباحث المقدسي فراس ياغي في حديث لـ " القسطل" أن اقتحام وزير الأمن القومي الكاهاني بن غبير هو تعبير حقيقي عن توجه الحكومة الإسرائيلية التي أعلنت بوضوح في برنامجها بأن الضفة والقدس حق حصري لليهود.
وتابع في حديثه أنه قد تمت خطوة الاقتحام عبر تضليل إعلامي وبطريقة الغدر، حيث كان الإعلام الإسرائيلي يتحدث عن تأجيل الإقتحام وبطريقة الغدر قام بخطوته في ظل عدم وجود المرابطين في ساحات الأقصى، وكانت خطوته بتنسيق كامل مع رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الشاباك اللذان أعطيا الضوء الأخضر لتصرفات بن غبير.
واضح أن ما جرى وسيجري سيؤدي لتصعيد كبير ولمواجهة شاملة ويبدو أن بن غبير ومن معه لن يفهم إلا لغة الدم، لذلك هو يمارس سياسته الفاشية ويطبق برنامجه الإنتخابي الذي سيصل بالتدريج لفرض السيادة على الضفة وبالذات مناطق جيم، وتقسيم الأقصى مكانيا بعدما فرضوا إلى حد ما التقسيم الزماني، ووفق ياغي.
لكن الباحث المقدسي عبد الله معروف قال أنه على عكس ما كان ينتشر عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية والعربية على حد سواء طوال يوم أمس الاثنين، فإن اقتحام بن غبير للمسجد الأقصى المبارك كان متوقعا وذلك لأن هذا اليوم له دلالة رمزية في التوراة وهي بداية حصار المعبد حسب الرؤية التوراتية في عهد نبوخذ نصر وبالتالي كان متوقعا من البداية أن يقوم بن غبير باقتحام المسجد الأقصى في هذا اليوم تحديداً لتأكيد قدرته على تنفيذ ما وعد به جمهوره شديد التطرف من جماعات المعبد.
وتابع معروف في حديث لـ " القسطل" أن ايتمار بن غبير، كان يجب أن ينفذ وعده لأن هذا اختباره الأول باعتباره وزير الأمن الداخلي في حكومة الاحتلال الجديدة، اللافت للنظر في هذه القضية هي قيام وسائل الإعلام بعملية تضليل متعمدة طوال يوم أمس من خلال نشر تقارير متضاربة حول قرار هذا المتطرف بإلغاء الاقتحام أو قام بتأجيله، لكن المؤسف أن الإعلام العربي تلقف هذه الأنباء المغلوطة من الإعلام العبري على اعتبارها واقع وحقيقة ولم ينظر للموضوع من منطلق واقعي، فهذه خامس مرة تقوم وسائل الإعلام العبري بالتضليل الذي بدأها أول مرة في اقتحام عيد الأضحى في عام ٢٠١٩ ولا ننسى عندما أعلن الإعلام العبري أن بنيامين نتنياهو يمنع هذا الاقتحام في عيد الأضحى، ليفاجئ في حينها المصلين الخارجين من المسجد الأقصى عقب صلاة العيد باقتحام كبير للمسجد وباحاته من قبل المستوطنين وعلى رأسهم بن غبير، لذلك يجب علينا أن نتعلم الدرس مما حصل أمس أنه بالدرجة الأولى عدم الثقة اطلاقا بما ينشره الاعلام العبري واعتبار أنه كل ما ينشره هذا الإعلام هو جزء من الحرب النفسية ومن عمليات غسيل الدماغ والتضليل.
واعتبر الباحث فراس ياغي أن عدم اتخاذ أي خطوة فلسطينية عملية منسقة ستؤدي إلى قيام حكومة الضم والتهويد بتسريع سياستها بهذا الخصوص، لذلك يجب أن يكون هناك رد بالسياسة الناعمة وغير الناعمة لإفهام هذه الحكومة أنكم إذا أردتم الذهاب للخيار الصفري التصعيدي فالشعب الفلسطيني لن يعدم وسائل الرد والصمود والمواجهة.
وتوقع أن يتبين الليلة وغدا طبيعة الرد الفلسطيني وإذا كان سيبقى في نطاق التصريحات الإعلامية أم سيكون هناك خطوات عملية، أقلها سحب الاعتراف بإسرائيل ووقف التنسيق الأمني.