مزاعم التطوير "الإسرائيلية" في شرق القدس.. تهويد وإضعاف للحركة التجارية للمقدسيين

مزاعم التطوير "الإسرائيلية" في شرق القدس.. تهويد وإضعاف للحركة التجارية للمقدسيين
أرشيفية

القدس المحتلة - القسطل: بدأت بلدية الاحتلال مؤخرا بأعمال حفر في حي المصرارة شرق مدينة القدس، الأمر الذي أدى إلى تأثر الحركة التجارية في سوق حي المصرارة التاريخي، حيث قيد الحركة بالسوق وأضر بالتجارة، وتأتي ممارسات الاحتلال هذه في سياق تهويد مدينة القدس.

حول ذلك، يقول ناصر الهدمي رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد في حديث لـ " القسطل" إن يجري في مدينة القدس في الوقت الحالي هو تنفيذ العديد من المشاريع تحت مسمى التطوير تقدمها بلدية الاحتلال في القدس على أنها تطوير القسم الشرقي من المدينة وخاصة البنية التحتية.

ويستدرك الهدمي قائلا إن المتابع لهذه المشاريع يعرف أنها هي في إطار البروباغندا الاسرائيلية التي تهدف إلى إظهار المدينة بأنها موحدة وعاصمة لـ"الشعب اليهودي"، وهذه المشاريع تخفي التفرقة العنصرية التي مارستها سلطات الاحتلال بحق القسم الشرقي من القدس على مستوى الإنفاق والرعاية، ومحو الصورة الحضارية لشرق القدس وإظهارها وفق الرواية التوراتية التي تفيد بأن هذه المدينة هي لليهود وعاصمة للاحتلال فقط.

ويوضح الهدمي في حديثه أن هذه المشاريع، على عكس ما يروج الاحتلال عنها، أدت لكساد وضعف في الحركة التجارية للأسواق في شرق القدس ومن ضمنها، سوق المصرارة الذي أصبح سوقا مليئا بالحجارة والمهملات مما أدى لعزوف الناس عن الشراء منه إلى جانب صعوبة الوصول للمحال التجارية، وهنا السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستقوم بلدية الاحتلال بتطوير وتحسين هذا السوق كما قامت بتحسين شارع يافا في غرب القدس، هذا إلى جانب الضرائب العديدة التي تفرضها بلدية الاحتلال على تجار القدس مما أدى تراكمها دون النظر إلى الحالة التجارية وركود الواقع التجاري في شرق القدس.

ويشار إلى أن حي المصرارة التاريخي يعتبر من أول الأحياء المقدسية التي جرى بناؤها خارج أسوار البلدة القديمة للقدس المحتلة عندما سمحت الدولة العثمانية بذلك في عام 1830، لذلك تتميز مبانيه بالطراز المعماري العثماني، حيث يتميز بالساحات الواسعة للبيوت، كما غيره من الأحياء التي بُنيت خارج القدس القديمة كـ القطمون، والشيخ جراح.

وفي هذا السياق يقول محمد كاستيرو وهو أحد التجار المقدسيين أن سوق المصرارة يعتبر من أكبر أسواق القدس التجارية وأقدمها، وما يتعرض له حي المصرارة هو عملية تهويد من قبل بلدية الاحتلال في القدس، من خلال قيامها بمخطط لتحويل المدينة من القدس العربية إلى مدينة داوود وفق الرواية التوراتية بحسب ادعائهم، وعمليات التغيير والتهويد مستمرة، وما نشهده من تغيير في حي وسوق المصرارة هو حلقة بسيطة في مسلسل التهويد المستمر منذ سنوات.

وختم كاستيرو حديثه:"نحن كتجار مقدسيين متواجدين في هذا الحي، نتعهد أن نبقى في الحي وسوقه وأن يبقى حي مقدسي تجاري بكل ما أوتينا من قوة برغم الضغوطات الكبيرة التي تفرضها سلطات الاحتلال علينا".

جدير بالذكر أن حي المصرارة يقع أمام باب العامود أهم أبواب مدينة القدس من الجهة الشمالية، وتاريخيا صمد فيه المقاومون الفلسطينيون خلال النكبة الفلسطينية، والنكسة العربية صمودا أسطوريا؛ الأمر الذي أدى إلى مواصلة حفاظهم على الشطر الشرقي من القدس مدة 19 عامًا خضع خلالها للحكم الأردني.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: