بعد تهديده باقتحام المسجد الأقصى مرة أخرى.. كيف يمكن لجم بن غبير؟!

بعد تهديده باقتحام المسجد الأقصى مرة أخرى.. كيف يمكن لجم بن غبير؟!
أرشيفية

القدس المحتلة - القسطل: يبدو أن وزير الأمن القومي في حكومة الاحتلال إيتمار بن غبير لم يكترث كثيرا في هذه المرحلة بالانتقادات الدولية والإقليمية التي أعقبت اقتحامه المسجد الأقصى، ولا حتى بالتقديرات التي التي أشارت إلى إمكانية وقوع تصعيد في أكثر من ساحة بسبب ممارساته في الأقصى، وكذلك بسبب تصعيده ضد الأسرى الفلسطينيين في السجون. 

بن غبير الذي يعتبر من أشد الداعين والداعمين لاقتحام المسجد الأقصى، قال إنه سيكرر الاقتحام، وذلك في رسالة تحدٍ لكل الأطراف التي انتقدت ما قام به في 3 يناير الجاري، لكنه لم يحدد موعدا معينا لاقتحامه القادم، واكتفى بالتأكيد على أن هذا بمثابة رسالة واضحة بأنه لا يخضع للتهديد، على حد وصفه.

وفي السياق، اعتبر المحلل السياسي المقدسي، فراس ياغي، أن تصريحات بن غبير باقتحام المسجد الأقصى مرة أخرى، هي ترجمة حقيقية لأفكار اليمين الديني المؤثر في تشكيلة حكومة الاحتلال، إلى جانب أن بن غبير هو من يقود التوجه الداعي لاقتحام الأقصى، والهدف النهائي هو للتقسيم المكاني للأماكن المقدسة وفرض بناء كنيس في باحات الأقصى.

 وبحسب ياغي، فإن بن غبير يسعى لفرض ممارسة الشعائر الدينية التلمودية، ولذلك يجب أخذ هذه التصريحات بجدية كبيرة من قبل الفلسطينيين الذين يتوجب عليهم الاتفاق على برنامج للتصدي لمثل هذه المخططات والانتهاكات التي تستهدف المقدسات. 

وأشار ياغي في مقابلة مع القسطل إلى أن بن غبير سوف يستغل الأعياد العبرية ليطبق أفكاره بخصوص الأقصى بشكل عملي، وسيفرض بالحد الأدنى الصلوات التلمودية أثناء الاقتحام، وسيدخل الرموز التوراتية من قرابين نباتية وحيوانية وصولا إلى نفخ البوق في باحات الأقصى.

 وأوضح أنه لن يكون مستغربا اقتحام بن غبير للمسجد الأقصى بشكل مفاجئ وغير معلن كتأكيد على أنه لا يرضخ للضغوط والتهديدات، إذ أن هناك توجها "ميسيانيا" للسيطرة وفرض الأمر الواقع على الأماكن المقدسة وبالذات الأقصى وساحاته، وبن غبير وغالبية أعضاء الائتلاف الحكومي يرون أن الوقت قد حان لفرض "السيادة" بشكل عملي وواضح وإنهاء "الستاتيكو" القائم.

في المقابل، يرى الصحفي المتابع للشأن الإسرائيلي، محمد بدر، أن الاقتحام الذي نفذه بن غبير في 3 يناير الجاري لاقى انتقادات واسعة جدا حتى على المستوى الدولي، لذلك فإن أي اقتحام آخر سيكون له حسابات سياسية بالنسبة لحكومة الاحتلال التي تضع على رأس قائمة أولوياتها التطبيع مع الدول العربية. 

وأوضح بدر في حديث مع القسطل أن بن غبير لا زال يتصرف كمعارض، لكن ذلك لن يدوم كثيرا، لأنه سيجد نفسه أمام حسابات أمنية وسياسية معقدة، وأي تصعيد سيقع بسبب اقتحاماته للمسجد الأقصى قد يخلق أزمة في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي الذي تعارض بعض أقطابه مسألة الاقتحامات من منطلقات دينية، بينما تتعامل أطراف أخرى في الائتلاف مع هذا الملف بحساسية سياسية وأمنية.

 وأشار بدر إلى أن بن غبير يحاول ترجمة شعاراته الانتخابية إلى سياسات خاصة فيما يتعلق بالمسجد الأقصى والأسرى، وهما موضوعان حساسان بالنسبة للفلسطينيين، وهذا يعني أنه قد يصطدم بحقائق غير متوقعة، وكل ذلك يعتمد على قدرة الفلسطينيين في الرد على هذه السياسات، وهذه مسؤولية على كل فئات الشعب الفلسطيني لأن تمرير هذه الانتهاكات بدون رد سيكون نتيجته إحداث تغييرات تاريخية وغير مسبوقة.

وشدد الصحفي المتابع للشأن الإسرائيلي على أن أحد أسباب سقوط حكومة نتنياهو، إلى جانب عوامل أخرى، هو ما جرى في مايو 2021، أي معركة سيف القدس، بينما كانت عمليات العمق بين شهري مارس ومايو الماضيين من الأسباب التي أدت لسقوط حكومة بينيت - لبيد، والعبرة من ذلك أن الإسرائيلي عندما يدفع ثمن شعارات وسلوك السياسيين من أمنه ودمه، فإنه لن يسكت على ذلك، وهذه معادلة يدركها السياسيون الإسرائيليون، وبناء على ذلك فإن تصعيد المقاومة بكل الأدوات في وكل الساحات هو الحل الأنجع للجم مخططات بن غبير وما يسمى اليمين الديني.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: