الصحفية المقدسية لمى غوشة.. 140 يومًا في الحبس المنزلي
القدس المحتلة - القسطل: تواصل سلطات الاحتلال فرض الحبس المنزلي على الصحفية المقدسية لمى غوشة لليوم الـ140 على التوالي، ما يعني عزلها عن العالم الخارجي ومنعها من ممارسة أدنى حقوقها اليومية.
فمنذ 140 يومًا، لم تخرج لمى من المنزل إلا في الأيام التي كانت تعقد لها فيها جلسة محاكمة للنظر في قضية اعتقالها وذلك لساعاتٍ قليلة، تشعر خلالها بأن بالحياة مجددًا، وتسير في شوارع القدس التي حرمها الاحتلال من تنسّم هوائها، لكن سرعان ما تنتهي تلك اللحظات وتعود إلى بيتها الذي جعله الاحتلال سجنًا.
من الجدير ذكره أن غوشة هي السيدة المقدسية الوحيدة التي فرض الاحتلال عليها الحبس المنزلي، وقد حددت لها محكمة الاحتلال جلسة مرافعة لاستكمال البت في قضيتها يوم 14 شباط/فبراير المقبل، علمًا أنها أم لطفلين: كرمل (5 سنوات)، وقيس (3 سنوات).
وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت الصحفية غوشة في 4 أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد اقتحام منزلها في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ومصادرة هاتفها وجهاز الحاسوب الخاص بها.
وتعرضت غوشة خلال اعتقالها للتحقيق والعزل في سجن "هشارون" في ظروف قاسية جدًا، حرمت خلالها من أدنى حقوقها، فيما مددت محكمة الاحتلال اعتقالها خمس مرات بعد أن وجهت لها تهمة "التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي".
لاحقًا، أُفرج عنها بشرط الحبس المنزلي، وعدم استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، ودفع كفالة مالية، فيما لا زلت تُحاكَم حتى يومنا هذا.
وقالت غوشة في رسالة سابقة لها: " الحقيقة أنني تحولت من صحافية نشيطة ألاحق صوت المهمشين والمهمشات في هذا الوطن المسلوب، ومن طالبة ماجستير في دائرة الدراسات الإسرائيلية في جامعة بيرزيت تُنجز مشروعها النهائي بشغفٍ وجهدِ متواصل، إلى انسانة معزولة عن العالم الحقيقي والافتراضي بكل تفاصيله الحلوة والمُرّة".
وتابعت: "أمسيت إنسانة مكتومة الصوت، وممنوعة من ممارسة أبسط حقوقها كأم تجاه طفليها الصغيرين، ممنوعة من إيصال طفليها إلى مدارسهما التي لا تبعد إلا بعض الكيلو مترات عن المنزل أو الذهاب معهم لزيارة الطبيب عند مرضهما، أو حتى التنزه بالشارع القريب للمنزل".