نائلي حلبي.. صاحب القضية الغائب عن الأعياد

نائلي حلبي.. صاحب القضية الغائب عن الأعياد

القدس المحتلة - القسطل: لا تُنسينا الأيام والشهور والسّنوات من ضحّوا بأنفسهم من أجل الدفاع عن بلادهم، وزّجهم الاحتلال في معتقلاته، لكنْ هناك أوقات تتألّم النفس لعدم تواجدهم معنا، لتجد نفسك أمام بوابة السّجن اللعين وتقول في نفسك، متى ينتهي هذا الكابوس ويلتمّ شمل العائلة؟.

عائلة حلبي المقدسيّة، لم تهنأ بأعياد الميلاد المجيدة منذ سنوات، فنجلها نائل البالغ من العمر 33 عامًا، ما إن ينتهي من اعتقال وحكم بالسجن الفعلي، حتى يبدأ سلسلة من العذابات الجديدة داخل معتقلات الاحتلال، آخرها كان في الـ29 من شهر تشرين أول/ أكتوبر العام الماضي 2019.

“ينغّص الاحتلال علينا فرحتنا في كل وقت، خاصة في الأعياد، لكننا أقوى من كل الظروف، ونستمد قوّتنا من أبنائنا خلف قضبان السّجون”، تقول والدة الأسير نائل الحلبي لـ”القسطل”.

وتضيف: “نائل اعتُقل طفلًا عام 2004 حينما كان في الـ16 والنصف من عمره، ليكون أول اعتقال له في حياته، ثم أُفرج عنه عام 2009 بعدما قضى نحو أربع سنوات ونصف في الاعتقال”. أمّا الاعتقال الثاني فكان عام 2011 حيث قضى نحو عامين في السجون، وعام 2018 قضى خمسة شهور، بحسب والدته.

نائل كان طالب ماجستير بجامعة بيرزيت (تخصص علم النفس) وهو من سكان بلدة بيت حنينا الواقعة شمالي القدس المحتلة، ولم يستكمل تعليمه بعدما اعتقله الاحتلال في أكتوبر الماضي عن حاجز قلنديا العسكري (شمالًا).

تؤكد والدته بحسب ما روى المحامي، أن نائل تعرّض لتحقيقات قاسية لمدة ثلاثة شهور في مركز “المسكوبية” التابع للاحتلال غرب القدس المحتلة، وللتعذيب والضرّب الشديديْن، حتى بدت بعض العلامات والكدمات واضحة عليه في أول زيارة له من قبل ذويه في سجن “نفحة” الصحراوي.

“زرته آخر مرّة في شهر حزيران الماضي، لكن إدارة نفحة حرمته من الزيارة على ما يبدو لمدة شهرين ولا نعرف الأسباب حتى الآن” توضح والدته. وتبين أن زياراتها لنائل كانت تمدّها بالقوّة فمعنوياته عالية، دائم الابتسامة، يحاول أن يُنسيها ما به.

“بهمّش.. احنا أقوى منهم، دايما بنستمد قوتنا من قوة أولادنا في السجن، والحمد لله”..تلك كلماتها التي تبعث الأمل في نفسها كلما حنّت واشتاقت إليه، ونائل أيضًا لا يترك للحزن طريقًا في قلبها ويطمئنها في كل زيارة ويقول: “تقلقيش يما، احنا بخير ، الأسرى هون عيلة وحدة”.

تتمنى أم نائل لو أن نجلها الجريء، القوي، وصاحب القضية كما تقول عنه، لو أنه بين أحضان عائلته، في هذه الأعياد الميلادية المجيدة، يحتفلون سويًّا، يقضون وقتهم في الضحك والسّمر لا يكدّر صفوهم احتلال ولا معتقلات.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: