مختصان لـ"القسطل": بن غفير يقود التوتر في القدس لأعلى مستوياته
القدس المحتلة - القسطل: طالب وزير أمن الاحتلال "الإسرائيلي" إيتمار بن غفير، شرطة الاحتلال بالاستعداد لتنفيذ عملية "السور الواقي 2"، في القدس المحتلة، رداً على العمليات الفدائية التي نفذها مقدسيون في الآونة الأخيرة.
وأشارت وسائل إعلام عبرية إلى أن بن غفير ينوي تنفيذ عقوبات موسعة بحق المقدسيين، تشمل شن حملة اعتقالات واسعة ضدهم، بما لا يقل عن اعتقال 150 مقدسي، وتحويل العديد منهم للاعتقال الإداري، ومصادرة أموال وممتلكات الأسرى، وتكثيف العمليات "الأمنية" داخل الأحياء الفلسطينية.
وأضافت أنه وجه للتصعيد من عمليات هدم المنازل، وملاحقة الفلسطينيين على خلفية "التحريض عبر مواقع التواصل الاجتماعي"، إلى جانب الانتشار المكثف لشرطة الاحتلال ونصب الحواجز العسكرية في أحياء القدس المحتلة.
لاحقًا، صادق ما يسمى بـ"المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية - الكابينت" التابع للاحتلال، أمس الأحد، على توسعة الحملة الأمنية في مدينة القدس، بعد انعقاده لأكثر من ست ساعات متواصلة.
وقال الكاتب والمحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات إن "الهجمة ضد مدينة القدس وأهلها من المرجح أن ترتفع وتزداد وتيرتها في شهر رمضان المبارك، حيث يتقاطع ما يسمى عيد الفصح اليهودي مع الشهر الفضيل في أسبوعه الثالث".
وبيّن عبيدات لـ"القسطل" أن "من المتوقع أن يشهد المسجد الأقصى حالة من التوتر، خاصة في ظل دعوات جماعات المستوطنين المكثفة، وعلى رأسهم بن غفير، إلى أوسع عمليات لاقتحام الأقصى، ومحاولة إدخال قرابين الفصح إلى باحاته وذبحها، لإيجاد شراكة يهودية في المكان وتكريس قدسية وحياة يهودية فيه".
وأردف قائلاً: "نحن ندرك بأن حالة من الإرباك والتخبط السياسي تسود حكومة الكيان التي تتعمق أزمتها السياسية والمجتمعية، لذلك فإن هذه الأزمات يجري تصديرها من خلال التصعيد مع شعبنا وأهلنا في القدس، من بوابة الحل الأمني لتصفية قضية سياسية، والسعي لحسم الصراع مع شعبنا بالقوة".
من جانبه، أكد رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، أن "بن غفير وحكومة الاحتلال ينظمون خطة للثأر من المقدسيين، كونهم صُفِعوا منهم أكثر من مرة".
وأضاف الهدمي لـ"القسطل" أن المقدسيين "شكلوا معضلة وعائقًا كبيرًا للاحتلال، وكسروا شموخه، فقد رفضوا الانصياع لمساعيه في التأكيد على أن القدس عاصمة لكيانه، وأنه يستطيع أن يفعل بالقدس ما يشاء".
وتابع: "من جانب آخر، يريد الاحتلال تقديم نفسه على أنه يطبق القانون، وخاصة في سياسة هدم المنازل، ولكننا نؤكد أن هذه القضية سياسية انتقامية، يسعى الاحتلال من خلالها لمنع أهل القدس من التكاثر الطبيعي، وكسر شوكتهم التي أصبح ينظر إليها بأنها تحرك الضفة الغربية وكل الأحياء الفلسطينية والعربية".
وأكد أن "الأمور آخذة بالتوتر، ولن تقف عند حدود القدس، وسنشهد في الأيام القادمة مواجهة فلسطينية وعربية ضد الاحتلال، وهذا سيؤدي إلى انفجار الأوضاع بشكل كبير".
يُذكر أن عملية "السور الواقي" هي عملية عسكرية شنها الاحتلال في آذار/مارس عام 2002، في أنحاء الضفة الغربية المحتلة، ارتقى على إثرها عشرات الفلسطينيين، إضافة إلى محاصرة الرئيس الراحل ياسر عرفات في مدينة رام الله.