مجددًا.. الاحتلال يسعى لتغيير معالم القدس ومحو تاريخها

مجددًا.. الاحتلال يسعى لتغيير معالم القدس ومحو تاريخها
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: أعلنت سلطات الاحتلال عن مخطط استيطاني جديد على أراضي القدس المحتلة، تسعى من خلاله إلى الاستمرار في تغيير معالم المدينة المقدسة ومحو تاريخها العربي الفلسطيني، وفق محللين.

يشمل المخطط إنشاء مراكز وأبراج تجارية استيطانية، إلى جانب مساحات واسعة من البناء للسكن الاستيطاني والمراكز الترفيهية للمستوطنين، على مساحة تقدر بنحو 1.2 مليون متر مربع.

وأكد الخبير المقدسي بشؤون الاستيطان، خليل التفكجي، أن "المشروع يقع على مدخل غربي القدس، وتحديدًا على أراضي بلدة لفتا المدمرة عام 1948، وسيجري فيه إقامة ما تسمى بالمؤسسات السيادية".

وأضاف التفكجي لـ"القسطل" أن "أنفاقًا وسكك حديدية ستمر من تحت الأرض في المنطقة لربطها مباشرة مع تل أبيب، كما ستضم كذلك السفارات والفنادق".

وبيّن أن "ما تم الإعلان عنه في وسائل الإعلام هو ترجمة حرفية من العبرية للعربية دون التأكد من المواقع التي تمت الإشارة لها على الأرض، أي أنه يظهر أن الاستيطان شرقي القدس وهو غير صحيح".

من جهته، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي، إن "المشروع يعتبر قديمًا - حديثًا، وهو مشروع تهويدي إحلالي في إطار المشاريع الاستراتيجية التهويدية للاحتلال، التي يسعى من خلالها إلى محو معالم القدس وتاريخها".

وأردف الهدمي لـ"القسطل" أن "الاحتلال منذ قيامه، وضمن إحدى استراتيجياته المركزية، دمر ومحا نحو 500 قرية فلسطينية من أجل تغيير ملامح البلاد".

وأشار إلى أن "مساعي الاحتلال بتغيير ملامح مدينة القدس قائمة منذ مشاريع سابقة، ومنها ما تحدث عنه (أفيغدور) ليبرمان عندما كان وزيرًا في حكومة (بنيامين) نتنياهو، حول ضرورة تغيير مداخل مدينة القدس وخاصة المدخلين الشمالي والجنوبي وتغيير هويتهما التاريخية".

وتابع: "لم يستطع (ليبرمان) فعل ذلك بالطبع، وبقيت مداخل المدينة تعبر عن أهلها الأصليين، ألا وهم الفلسطينيون".

واستدرك قائلاً إن "الفكر الصهيوني مبني على أساس محو التاريخ الفلسطيني العربي الإسلامي في مدينة القدس، وربما ذلك هو أساس هذا المخطط، وهو تحويل المدينة من مدينة تتحدث عن تاريخها وتعبر عن جذورها إلى مدينة أوروبية وفق مخططات الاحتلال".

واعتبر الهدمي أن "الظروف الدولية لتنفيذ هذا المخطط قد تكون مواتية إلا أن الظروف الميدانية ليست كذلك، خاصة كونه مشروعًا كبيرًا يحتاج الاحتلال فيه إلى الوقت والهدوء النسبي على الأرض".

وختم بالقول إن "حكومة الاحتلال الحالية حكومة استيطان وتهويد، وتريد أن تعاقب الفلسطينيين بأي طريقة، وتظن أنها التي ستبدأ بحسم الصراع، إذ أن أيدولوجيا العديد من قياداتها مبنية على هذا الأساس".

يذكر أن إحصائيات "القسطل" تشير إلى أن عام 2022 شهد إقرار عدة مشاريع استيطانية في القدس المحتلة، بينها إضافة 4 آلاف و900 وحدة استيطانية إلى المدينة، وإقرار بناء 9 آلاف وحدة أخرى في منطقة "عطروت" شمال المدينة المحتلة.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: