محاولات التهويد مستمرة..الكشف عن شبكة أنفاق تحت الأقصى
القدس المحتلة - القسطل: كشف الباحث معاذ إغبارية، اليوم السبت، عن وجود نفق تحت حارة المغاربة، يمتد من أسفل سور الأقصى الجنوبي الغربي، حتى حائط البراق، موضحًا أن النفق عبارة عن قنوات مياه متفرعة. سيتم تجهيزها، لفتحها أمام السياح.
وأضاف إغبارية "أن سلطات الاحتلال ستفتتح النفق أمام السياح، بعد تجهيزه وإزالة ما بداخله، موضحًا أن الاحتلال سيمحو كل الآثار والنقوش العربية الإسلامية بداخله، لإزالة أي برهان يشير إلى الوجود العربي فيها".
وذكر إغبارية لـ"القسطل" أن "قنوات المياه أثرية قديمة، تعود لعصور طويلة، ووقوعها تحت سيطرة الاحتلال، واستغلالهم لها على كل الأوجه، سيعد خسارة لمواردنا الأثرية الغنية".
من جهته قال الأكاديمي والمختص بشؤون القدس، جمال عمرو، إن "النفق موجود تحت حارة المغاربة وحي الشرف، مضيفًا، بأنه ليس نفقًا عاديًا، بل هو عبارة عن شبكة من الأنفاق المعقدة، والنفق الرئيسي منها يتجه من الشمال نحو الجنوب، تجاه سلوان، وتعود هذه الأنفاق إلى العهد اليبوسي الكنعاني، وهي تندرج تحت أقدم نظام مائي في مدن العالم جميعًا، باسم النظام القدسي المائي".
يقول عمرو لـ"القسطل" إن "لهذه الأنفاق فروعًا تتجه بكل الاتجاهات تحت المسجد الأقصى، واصفًا إياها بالشبكة المعقدة بكل المقاييس".
وتابع بالقول إن "فرعًا من هذه الأنفاق يتجه نحو جسر باب السلسلة، وحديثًا يتم إنهاء العمل على نفق يتجه من هذه الشبكة نحو باب الخليل، ونفق آخر تجاه مغارة سليمان، المجاورة لباب العامود من جهة باب الساهرة، ويخترق هذا النفق البلدة القديمة، من تحت مبنى «الهوسبيس»".
واستدرك قائلاً: "نحن أمام شبكة معقدة جدًا، وأخطر جزء في الشبكة هي تلك الفتحات في الأنفاق التي تتجه نحو الأقصى، وهناك نفق كبير، يسمى «الحشمونائين» نسبة للطائفة «الحشمونية» اليهودية، يمتد من حائط البراق، تجاه المدرسة العمرية، ويتصل بأنفاق حارة المغاربة، وأيضًا له فتحات نحو المسجد الأقصى".
واعتبر أن "هذه الأنفاق تمثل خطورة كبيرة، لأن أغلب مخططاتها الهندسية مخفية، ولا يسمح الاحتلال بدخول الأنفاق ولا تصويرها".
وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "مخطط الأنفاق يشمل محاولة الاحتلال الدخول من خلال حائط البراق، ما بين المتحف الإسلامي والمصلى القبلي، وأكد أن دخول المنطقة، سيكون كارثة كبرى وسيصل عدد الكنائس حينها إلى 102 كنيس، حول المسجد الأقصى".
فتح أبواب السياحة أمام روايات تلمودية توراتية مزيفة
أشار عمرو إلى أن "الاحتلال قد قام بتوسيع الشبكة وفتح فيها فجوات كبيرة، لتصبح بمثابة محطات سياحية، تقدم فيها الرواية التلمودية التوراتية. ويسوِّق مرشدو السياحة «الاسرائيليين» الروايات الزائفة الخاصة بهم، مضمونها أن هذه الأنفاق تعود لعهد الهيكل الأول والثاني".
ووضح عمرو أن "الحفر المستمر لهذه الأنفاق، أدى إلى حصول تشققات في مباني المسجد الأقصى، وفي الجدران والأرضيات".
وأكد أن "ما يحصل في المباني هو محاولة لتهويد محيط الأقصى"، معتبرًا أن "تساقط حجارة المسجد الأقصى، في طابق التسوية، والتشققات في المتحف الإسلامي، كلها مؤشرات على وجود عبث في هذه الساحة ما بين باب المغاربة والمصلى القبلي، والتي تتسع لآلاف المصلين، وإذا تم اختراقها سوف يكون هناك كارثة حلت للمسجد الأقصى".
وتعتبر سلسلة الأنفاق الأخيرة من أخطر المشاريع الاستيطانية المعقدة والمترابطة، والتي تمتد تحت المسجد الأقصى، والتي تسعى إلى محاولات تنفيذ مخططات "الهيكل" المزعوم.