مختصون مقدسيون: "قمة العقبة" التفاف على نضالات الشعب الفلسطيني
القدس المحتلة - القسطل: يستضيف الأردن برعاية أمريكية، وبحضور مسؤولين في السلطة الفلسطينية، وآخرين من حكومة الاحتلال "الإسرائيلي"، إلى جانب مشاركة مصر، "قمة العقبة"، اليوم الأحد، لمناقشة خطة أمنية أمريكية لـ"السيطرة على الأوضاع" في الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
تسعى القمة إلى التوصل لتفاهمات حول فترة انتقالية، تضمن وقف الاحتلال لإجراءات الهدم والاقتحامات، لمدة ستة أشهر، مقابل وقف كافة أعمال المقاومة في جنين ونابلس والقدس.
كما تبحث قمة العقبة بشكل رئيس خطة الجنرال الأمريكي مايك فنزل، والتي تنص على تدريب 5 آلاف عنصر من عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية في الأردن بإشراف أمريكي؛ للسيطرة على الأوضاع في نابلس وجنين، إضافة لعودة التنسيق الأمني تحت إشراف أمريكي.
ويشارك في الاجتماع كل من أمين سر منظمة التحرير حسين الشيخ، ومدير مخابرات السلطة الفلسطينية ماجد فرج، والناطق باسم رئاسة السلطة نبيل أبو ردينة، والمستشار الدبلوماسي للرئيس مجدي الخالدي.
وقال المحلل السياسي المقدسي راسم عبيدات، إن "القمة التي تعقد في العقبة اليوم بحضور الاحتلال والسلطة معًا، جاءت عقب تصاعد عمليات الاحتلال الإجرامية".
وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "وجود السلطة في القمة هو خطأ سياسي استراتيجي فادح" معتبرًا إياه "ضربة قاسية للنضال الوطني الفلسطيني، يحمل في طياته تشجيعًا للاحتلال على المضي قدمًا في جرائمه".
وأردف قائلاً إن "حضور السلطة يعني موافقة على كل ما ترمي إليه مساعي الاحتلال، من توسع استيطاني وتطهير عرقي وتصعيد للاعتداءات المستمرة تجاه الأقصى".
واعتبر أن "حضور السلطة للقمة ليس مفاجئًا، لأنه لا يخرج عن السياق العام لسلوك السلطة أمنيًا وسياسيًا".
وأشار عبيدات إلى أن "غاية الدول المجتمعة هو تشكيل الحماية لحكومة الاحتلال، وليس لإيجاد حل وقف بين الطرفين"، مردفًا أن "للقمة مخاطر كثيرة على شعبنا وقضيتنا، وهي تفتح المجال لتطوير وتوسيع علاقات التطبيع ورسم الأحداث الأمنية والعسكرية".
وتابع بالقول إن "مصر تلعب دور العراب الأمني في المنطقة، والهدف من مشاركتها هو وقف ومنع تطور أعمال المقاومة في القدس والضفة والداخل، وذلك تلبية لمصالحها المشتركة في علاقاتها مع الاحتلال".
وحول غاية أمريكا من عقد القمة، يرى عبيدات أن "غايتها الأساسية هي حماية الاحتلال من تصاعد الأوضاع، وخوفها من تشكل مخاطر على حكومة اليمين المتطرف، والذي بدوره يؤثر على سياسات أمريكا المتحكمة في المنطقة".
وذكر أن "السلطة تسعى في الحفاظ على مصالحها عبر الاستجابة لضغوظات خطة الجنرال فنزل، التي تقوم على أساس فرض السيطرة على جنين ونابلس، وتصفية كل أواصر المقاومة في المدينتين".
واعتبر عبيدات أن "وجود السلطة في القمة سيضعف حركة التضامن مع الشعب الفلسطيني على الصعيد العالمي، خاصة في ظل مقاطعة الكثير من الدول الأجنبية والأوروبية الكبيرة للاحتلال".
وأكد أن "حزب الصهيونية الدينية، الذي بات يتحكم في مقاليد السياسة لدولة الاحتلال، لن يستجيب لأي من البنود التي من المزمع وجودها في القمة، والتي تتضمن وقف الاعتداءات من الجانب الإسرائيلي، بل ستصعد من مخططاتها الاستيطانية".
واستطرد مشيرًا إلى أن "من عواقب وتبعات القمة أن مشاركة السلطة الفلسطينية في القمة سيؤدي إلى تشجيع دول النظام الرسمي العربي لتصعيد تطبيع جديد".
من جهته، قال المختص المقدسي في شؤون الاحتلال فضل طهبوب، إن "الاجتماع أمني، يخدم المصالح الأمريكية ضمن شروطها التي تصب في مصالح الحكومة الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني".
واعتبر طهبوب خلال حديثه لـ"القسطل" أن "مشاركة السلطة الفلسطينية في الاجتماع، هو تهوين للقضية وإساءة لنضالات الشعب الفلسطيني".
وبيّن أن الأحداث الأخيرة على الأرض "خاصة ما جرى في نابلس وجنين وفلسطين بشكل عام، يوثر على المنطقة"، لافتًا إلى أن "الولايات المتحدة الأمريكية غير معنية بالتصعيد، وتحاول القيام بتهدئة ما".
واستدرك: "يؤسفني أن نشارك نحن كفلسطينيين في موضوع أمني يخص قضيتنا الفلسطينية، وفرض الشروط الأمريكية علينا في الشرق الأوسط، إذ لا يمكن أن تكون لنا شروط على أمريكا في اجتماع أمني تقوده هي".
بدورها، قالت المرابطة المقدسية خديجة خويص إن "القمة تنعقد في العقبة خلال هذا الظرف الحساس والخطير الذي تعيشه فلسطين بشكل عام، والقدس بشكل خاص، وفي ظل الهجمة الشرسة التي يشنها وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير على القدس وأهلها وبيوتها، وعلى الأسرى، وعلى كل المستويات".
وأضافت خويص لـ"القسطل" أنه "بما أنّ القمة هي قمة أمنية، فلا شك من تقديم ضمانات للاحتلال بالحفاظ على أمنه في الضفة والقدس والأقصى، خلال شهر رمضان المبارك، على مستوى الأردن الراعية للقمة، والسلطة الممسكة بزمام التنسيق الأمني، وأمريكا الراعية لابنها اللقيط، كيان الاحتلال".
وختمت بالقول إن "الأقطاب لن تجتمع لما فيه مصلحة المنطقة، ولا لردع كيان الاحتلال"، مؤكدة أن "قرارات المجتمعين بالكامل من أجل حماية الاحتلال ورعاية أمنه".
يذكر أن فصائل المقاومة الفلسطينية أعربت عن رفضها مشاركة السلطة، واعتبرت في بيان لها أن "مشاركة السلطة في القمة يعد تخاذلاً واضحًا لتضحيات الشعب الفلسطيني، وتهاونًا في أرواح الشهداء".
ونبه بيان فصائل المقاومة من "خطورة اجتماع العقبة"، وذكر أن "المشاركين في هذا الاجتماع خارجون عن الصف الوطني، وهم في محاولة جديدة لمحو كل التضحيات ومشروع المقاومة".