استهداف سلوان.. خطر داهم يهدد الأقصى

استهداف سلوان.. خطر داهم يهدد الأقصى
صورة أرشيفية لجانب من بلدة سلوان

القدس المحتلة - القسطل: داهمت طواقم بلدية الاحتلال "الإسرائيلي" بلدة سلوان جنوبي المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الاثنين، ووزعت إخطارات تفيد بمنع المقدسيين من البناء.

واعتبر مختصون ومحللون، في أحاديث منفصلة خاصة لـ"القسطل"، أن سلطات الاحتلال تسعى من خلال هذه الإخطارات إلى توسع استيطاني متوغل يستهدف المسجد الأقصى.

فمن جهته، يقول المختص بشؤون القدس جمال عمرو إن "بلدة سلوان من أكبر بلدات مدينة القدس، ويخطط الاحتلال لتدمير ثلاثة أجزاء منها، وهي: حي البستان، وحي مراغة، وحي عين اللوزة، بالإضافة إلى استهداف حي وادي حلوة بالاستيطان المكثف".

وأضاف عمرو أن "أطماع البناء الاستيطاني في المنطقة كبيرة، وهي ضمن ما يسميه الاحتلال بالـ«حوض المقدس»، وتشمل كل ما هو محيط بالبلدة القديمة، وكل سفوح الجبال التي تطل على المسجد الأقصى المبارك". 

وأكد أن "ما يهدف إليه الاحتلال في سلوان هو إزالة البلدة وتقليص أعداد سكانها إلى أدنى مستوى، حيث أمر الاحتلال بهدم 88 منزلاً في حي البستان وحده".

وأشار إلى أن "الاحتلال يعتبر سلوان بذات قيمة وأهمية البلدة القديمة في القدس، وهو أمر بالغ الخطورة".

واستدرك عمرو قائلاً: "يعتبر اليهود في رواياتهم أن الوجود اليهودي كان في منطقة سلوان، ويصف الاحتلال سلوان بـ«حديقة الملوك» ويقصد بها داوود وابنه سليمان، وهكذا يخطط الاحتلال لأخذ سلوان".

واستطرد المختص في شؤون القدس بالقول إن "لدى الاحتلال بؤرًا استيطانية خطيرة في وسط سلوان، تحديدًا في حي مراغة، كما أن لديه ما يقارب 40% من المساكن (التي استولى عليها) في وادي حلوة".

واعتبر عمرو ما يحصل في سلوان "استهدافًا خطيرًا جدًا، ولدى الاحتلال عيون تمتد على أجزاء أخرى في سفوح سلوان المتجهة إلى رأس العامود"، مضيفًا أن "هناك توجهات لموطئ قدم لمستوطنة قيد البناء في حي وادي ياصول، تمتد لسفوح الجبل المكبر".

محط الأنظار الأول للاحتلال

بدوره، أشار الباحث المقدسي عبد الكريم أبو سنينة إلى أن "عمليات التهديد لسلوان في تصاعد منذ العام 1967 وحتى اليوم".

وحول ازدياد عدد البيوت المهددة بالهدم في البلدة، يقول أبو سنينة: "سلوان هي محط الأنظار الأول للاحتلال، وهدفه الأبرز تقليل أعداد المقدسيين فيها، واستهداف بيوتهم، ما أسفر عن ازدياد عددها منذ العام 2022 بشكل ملحوظ".

من جهة أخرى، قال الباحث في شؤون القدس فخري أبو دياب، إن "كل مؤسسات الاحتلال تستهدف سلوان، المؤسسة الرسمية اليهودية، والجمعيات الاستيطانية وبلدية الاحتلال، وسلطة الطبيعة والآثار".

وأكد أبو دياب أن "الاستهداف يتمركز في سلوان باعتبارها الحامية الجنوبية الشرقية للمسجد الأقصى"، مضيفًا أن "هناك الكثير من المشاريع التهويدية في سلوان"، وأن "مشروع مخطط «الهيكل» المزعوم يبدأ من أنفاق سلوان".

وأضاف أن "سلوان تمتد على مساحة 5 آلاف و640 دونمًا، ويسكنها حوالي 62 ألف مقدسيًا"، لافتًا إلى أنه "يوجد في سلوان حتى الآن 6 آلاف و800 أمرًا بالهدم الإداري والقضائي، تم تسليمهم لأهالي البلدة".

وأردف قائلاً إن "41% من منازل ومنشآت البلدة مهددة بالهدم، لنية الاحتلال إقامة مشاريع تهويدية واستيطانية عليها".
  
واستدرك أن "32 حفرية توجد في داخل سلوان، المنطقة الجنوبية للمسجد الأقصى، بعضها أنفاق والآخر حفريات؛ لطمس المعالم والتاريخ الإسلامي"، لافتًا إلى أن "الاحتلال يحاول بطمس الأنفاق والحفريات القديمة جعلها تحاكي رواياته وأساطيره".

وأكد أبو دياب أن "الاحتلال يريد تفريغ المنطقة من المقدسيين، لإحلال المستوطنين مكانهم"، مستدركًا: "من جبل المكبر حتى سلوان، يخطط الاحتلال إدخال 25 ألف مستوطن بحلول العام 2030، من خلال إصدار أوامر الهدم والطرد ومصادرة الأراضي والممتلكات بحق المقدسيين".

واستطرد بالقول إن "الاحتلال أقام في سلوان أربعة متاحف توراتية لترويج روايات صهيونية وتاريخ مزور، في سعي لإثبات أحقية ووجود اليهود في المنطقة، وأنه يعمل على بركة ضخمة تسمى «مظاهر الهيكل»، وكل ما يقوم به في سلوان هو تهيئة لمخطط «الهيكل» المزعوم".

أكثر من 10 مشاريع استيطانية في سلوان

ذكر الباحث في شؤون القدس أن "هناك الكثير من المشاريع تستهدف المنطقة، أبرزها القطار الهوائي، والذي سيلتف حول المسجد الأقصى، لإغلاق الأفق وخنق المسجد الأقصى، وجسر فوق وادي الربابة، بارتفاع حوالي 38 مترًا، وعدة حدائق توراتية وقبور وهمية، ومراكز سياحية لجلب المزيد من المستوطنين في المنطقة".

وختم بالقول إن "دولة الاحتلال تسخر كل إمكانياتها لتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى وقبل ذلك تغييره في سلوان، إذ إن الاحتلال صرف أكثر من 52 مليار شيقل على تهويد سلوان منذ العام 2010 حتى نهاية 2022، ما يعني وجود خطر كبير، يلزم التحرك الشعبي الواسع".

يذكر أن سلطات الاحتلال وعناصره تقتحم بلدة سلوان بأحيائها المختلفة عدة مرات يوميًا، وتخطر بهدم منازل أو بإيقاف بنائها، وبمنع البناء في مناطق أخرى، بحجج واهية تتذرع بها. 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: