مصنع إسمنت "إسرائيلي" على أراضي بيت صفافا.. خطر يهدد أهالي البلدة
القدس المحتلة - القسطل: اعترض أهالي بلدة بيت صفافا جنوبي القدس المحتلة، على افتتاح مصنع إسمنت "إسرائيلي" لمواد البناء، على أراضي واسعة من حي الظهرة، في بلدة بيت صفافا.
وقال مختار البلدة، محمد عليان، إن "إقامة المصنع هو عمل إجرامي بحق قرية بيت صفافا، فهو من أخطر مشاريع الاحتلال، التي تأتي ضمن منهجية الضغط على أهالي البلدة، وتقطيع هذه القرية المميزة على مدى التاريخ".
وأكد عليان في حديثه لـ"القسطل" أن "هدف الاحتلال من مشروع مصنع الإسمنت الجديد، هو إمداد مستوطنتين جديدتين قيد الإنشاء بمواد البناء، وهما مستوطنتي «تل اللوز» و«تل الطيار» في منطقة الظهرة ببلدة بيت صفافا".
وذكر أن "المستوطنتين الجديدتين، ستقلصان مساحات كبيرة من البلدة، حيث تخطط مستوطنة «تل اللوز» لإقامة 700 وحدة سكنية في مشروعها، بينما تهدف «تل الطيار» إلى بناء 2500 وحدة سكنية".
واستطرد بالقول إن "المصنع يتم إنشاؤه من شركة ذات قرارات قوية، تجبر بلدية الاحتلال على الموافقة، رغم عدم منحها ترخيص بناء، وتتحكم هذه الشركة في زمام الأمور، وتابعة لحكومة اليمين المتطرفة".
وأشار إلى أن "أهالي البلدة قد اعترضوا على المشروع وحاولوا منع الجرافات من الحفر، حتى جاءت شرطة الاحتلال واعتقلت شبان على إثر ذلك".
وتابع عليان أن "أهالي البلدة بالإجماع قرروا توكيل محامٍ، لمتابعة القضية وإفشالها".
وذكر أن "الشركة الاسرائيلية المسؤولة عن المصنع، قد حاولت عقد تفاوض مع أهالي البلدة، في محاولة لإقناعهم بأن يبتعدوا عن منطقة بيت صفافا، ولكن ذلك أثار غضب أهالي القرية مؤكدين اعتراضهم التام على افتتاح المصنع".
واعتبر أن "قرية بيت صفافا عبارة عن جزيرة محاطة بالمستوطنات" موضحًا أن "البلدة كانت تبلغ مساحتها سابقًا 4500 دونمًا، حتى تقلصت إلى أقل من 1500 دونمًا، من كثرة التوسعات الاستيطانية فيها".
وأشار إلى أن "الاحتلال قد قام بهدم منزلين في الفترة السابقة، وأعطى إخطارات منع بناء لبعض الأهالي، ما يجعلها عرضة لأن تصبح مهددة بالتهجير القسري، مثل أحياء سلوان وحي الشيخ جراح".
من جهته، أكد الباحث والمحلل السياسي من بلدة بيت صفافا، محمد جاد الله، أن "القرية تعاني منذ العام 1948 حينما تم تقسيمها إلى قسمين، قسم يخضع للحكم العسكري الإسرائيلي، وجزء ألحق بالحكم الأردني" مشيرًا إلى أن "البلدة يفصلها سلك شائك في وسطها، والهدف منه الاستيلاء على خط سكة الحديد الذي يربط مدينة القدس في يافا المحتلة".
وأضاف جاد الله لـ"القسطل"، أن "بيت صفافا أصبحت كالمخنوقة بالحبل حول الرقبة، فهي محاطة بست مستوطنات من جميع الاتجاهات، مستوطنة «قطمون» في الجهة الغربية، و«تلبيوت» من الجهة الشمالية، و«جيلو» من الجنوب".
واستدرك: "أصبحت بيت صفافا عبارة عن حي مكتظ بالسكان، والضوضاء والشوارع العديدة" موضحًا أنه "تم فتح الكثير من الشوارع الالتفافية داخل البلدة، وأشهرها «شارع 4» وهو عبارة عن 8 مسارات، استغرق تشييده مدة سنوات طويلة، وتسبب في تلوث بيئي واسع المدى، وانتشرت حينها حالات السرطان في البلدة، بسبب التلوث البيئي الذي خلفه".
وأوضح جاد الله أن "المصنع يعود بالضرر البالغ على سكان البلدة، من ناحية إزعاج وضرر بيئي، وانتشار أمراض خطيرة".
وأكد أن "إقامة المصنع هو عملية خنق للبلدة، وإجبار للشبان على البحث عن مكان سكني خارج حدود بيت صفافا".
بدوره، قال رئيس مجلس قروي بيت صفافا أحمد سلمان إن "البلدة مستهدفة من قبل الاحتلال، لإقامة أكبر عدد ممكن من المستوطنات فيها، وجعلها واجهة استيطانية".
وأضاف سلمان لـ"القسطل" أنه "سيتم التصدي للمشروع بشكل واسع، من كل أهالي بلدة بيت صفافا، البالغ عددهم 17 ألف مقدسي، من خلال الاعتصامات والتصعيدات في الشارع وعلى الصعيد القانوني".
وختم بالقول إن "جميعنا سنرفض القرار، الذي سيشكل خطر على كافة الأصعدة، من حيث التوسع الاستيطاني والضرر البيئي والصحي الخطير على أهالي البلدة".
ويذكر أن بلدة بيت صفافا تبعد سبعة كيلومترات جنوبي المسجد الأقصى، وقلصت سلطات الاحتلال من مساحتها أكثر من 300 دونمًا، لصالح بناء المستوطنات المحيطة بها بكل الاتجاهات.