زينة باب العامود.. مساعي الاحتلال الناعمة لطمس الهوية المقدسية
القدس المحتلة - القسطل: علقت بلدية الاحتلال زينة شهر رمضان في منطقة باب العامود، في محاولة منها فرض السيطرة على المنطقة والتحكم في هوية المكان.
وأكد باحثون في أحاديث خاصة لـ"القسطل"، أن بلدية الاحتلال تسعى إلى التهويد الكامل للحيّز العام، وإلى فرض السيطرة على البلدة القديمة بالقدس وباب العامود وأحياء المدينة كافة. موضحين أن الهدف "الإسرائيلي" هو تغيير هوية باب العامود.
من جهته، يقول المحلل السياسي راسم عبيدات لـ"القسطل" إن "بلدية الاحتلال تحاول أن تظهر بأنها مهتمة بالمناسبات الدينية المسلمة، وخاصة في شهر رمضان، وما يتعلق بعملية التزيين، ولكن هذه المظاهر الشكلية خادعة ومضللة".
وأشار إلى أن "الشبان المقدسيين يعملون على تزيين حاراتهم داخل البلدة القديمة وفي الأسواق، خلال هذه الأيام استعدادًا لرمضان، ولكن الاحتلال يحاول التضييق عليهم ومنعهم من التزيين".
وأضاف عبيدات أنه "علينا أن نقرأ السياسة فيما تمارس، وليس فيما تقال، حتى نرى بوضوح أن حكومة الاحتلال ماضية في تصعيد الانتهاكات بحق المقدسيين، وبالتالي ما يجري من منع في إتمام مظاهر مناسباتنا الدينية مقابل الاحتفال بأعيادهم على أكمل وجه، من تخطيط لعيد الفصح اليهودي وإدخال القربان الحيواني لساحات المسجد الأقصى، في الوقت الذي يتقاطع فيه هذا العيد، مع شهر رمضان المبارك".
وتابع "من خلال النظر إلى الممارسة العملية للاحتلال، نجد أن حكومته تحاول أن تغلق المسجد الأقصى خلال شهر رمضان المبارك، مقابل السماح باستمرار دخول المتطرفين والجماعات التلمودية والتوراتية إلى داخل المسجد، وتصعيد عملية الاقتحامات".
وأكد أن "عملية التزيين تأتي في إطار ذر الرماد في العيون" مشيرًا إلى أن "مدينة القدس ستشهد في شهر رمضان تضييقات، يمنع من خلالها المصلون من دخول المسجد الأقصى، وسيتم منع إصدار التراخيص للقادمين من الضفة للصلاة في المسجد الأقصى".
وأشار عبيدات إلى أن "وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير سيقوم بتشكيل وحدة خاصة بالمستعربين، خلال شهر رمضان، وسيتم إدخالهم للمسجد الأقصى بلباس متدينين، للوصول إلى المصلين، وربما يتواجدوا على بوابات المسجد الأقصى، ومناطق تجمع المقدسيين".
وأضاف المحلل السياسي أنه "يعتقد جازمًا بأن ما يجري من تخطيط للمسجد الأقصى هو محاولة لإيجاد حياة يهودية في المسجد، ومحاولة لوضع مكان الشيخ، حاخام ومقابل المصلي المسلم، يهودي، بمعنى الشراكة في المكان".
واستطرد بالقول إن "الاستهداف الواسع الذي يجري لمصلى باب الرحمة، يدلل على أن الاحتلال يخطط من أجل السيطرة على ثلث مساحة المسجد الأقصى وإقامة كنيس في مصلى باب الرحمة".
واستدرك أن "على القيادة الفلسطينية وأصحاب الوصاية الهاشمية وكل الأطراف التي ذهبت إلى مؤتمر العقبة، أن تتحرك وعليها أن تعي أن دولة الاحتلال ماضية في مشاريعها ومخططاتها الإجرامية فيما يخص القدس والمسجد الأقصى، وما تقدمت به الحاخامية الكبرى من 11 مطلبًا إلى "الأمن القومي الإسرائيلي" يدل على نواياهم القادمة حول الأقصى".
وأشار إلى "ضرورة وجود وعي حقيقي من قبل المقدسيين حول هذه المظاهر الخادعة والمضللة، والتي تريد أن تظهر برداء الإنسانية أمام العالم، وعلى كل مقدسي أن يعي حقيقة المخططات والأهداف الإسرائيلية، فيما يتعلق بالأقصى والأماكن الدينية".
بدوره، أكد أحد التجار المقدسيين من باب العامود أحمد دنديس لـ"القسطل" أن"الاحتلال يحاول أن يضع بصماته على كل شيء في القدس، وخاصة البلدة القديمة"
وأضاف أن "تزيين الأسواق كان من مسؤولية أهالي وتجار البلدة القديمة، إلا أن الاحتلال قد فرض عليهم قيودًا ومنعهم من أن يضعوا الزينة خارج البلدة القديمة.
وأشار دنديس إلى أن "الاحتلال قد تولى وضع زينة باب العامود، حتى يعطي طابعًا إنسانيًا أمام العالم، وفي النهاية نحن نحارب كل هذه المظاهر المزورة للحقائق".
وأكد أن "منع المقدسيين من الاحتفال بحريتهم في مناسباتهم الخاصة بباب العامود، هو في صدد محاولة منعهم إظهار هويتهم وانتمائهم".
من جهته، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد ناصر الهدمي، إن "الاحتلال خلال السنوات الأخيرة، يسعى لأن يتظاهر بأنه يتعامل مع مدينة القدس، بقسميها الشرقي والغربي، على أنها مدينة موحدة، وأنه يساوي بين القسمين ولا تفرقة عنصرية لديه."
وأردف الهدمي لـ"القسطل" أن "الاحتلال من خلال كل هذه المظاهر يريد أن يثبت أن القدس هي عاصمته الموحدة وأنه صاحب السيادة فيها."
وأكد أن "الاحتلال يقوم بممارسة سياساته، خلف مظاهر التزيين، من هدم بيوت المقدسيين وملاحقتهم وتهجيرهم والتنكيل بهم وبالذات من قبل بلدية الاحتلال، التي تجبي من المقدسيين الكثير من خلال الضرائب المفروضة عليهم والخدمات".
وأشار إلى أن "ما يريده الاحتلال هو أن يسير ضمن بروباغندا إعلامية مضللة، يظهر من خلالها نفسه على أنه حضاري"
وأضاف الهدمي أن "الاحتلال قد سعى في الأعوام الأخيرة إلى تزيين منطقة باب العامود بذاته في محاولة لفرض سيطرته على المظاهر الخاصة بالمقدسيين"
واستدرك أن "بلدية الاحتلال مجرمة، وهي ليست صديقة للشعب الفلسطيني حتى تتمظهر أمامنا بالإنسانية، وهي ليست سوى ذراع من أذرع الاحتلال، التي تنكل بأبناء شعبنا، ونحن نرفض حتى زينتهم، وليس من حقها أن تتدخل في شؤوننا الداخلية ولا هويتنا، وهذه الزينة جزء من هويتنا وثقافتنا الدينية".
وختم بالقول إن "الهدم الذي تم اليوم في حي واد الجوز يعبر عن أن الاحتلال ماضٍ في مخططه التهويدي والتهجيري لأهل مدينة القدس، ويهجر العائلات ويشرد الأطفال، وينكل بالأمهات والآباء"
يذكر أن قوات الاحتلال تستهدف منطقة باب العامود طوال شهر رمضان، وهي لا تطيق أي تجمهر مقدسي في باب العامود، وتكثف شرطة الاحتلال من اعتداءاتها على المقدسيين في المنطقة وخاصة خلال شهر رمضان المبارك.