"عيد المساخر" العبري.. الاقتحام والتصدي

"عيد المساخر" العبري.. الاقتحام والتصدي
بدء اقتحامات المستوطنين للأقصى اليوم الثلاثاء

القدس المحتلة - القسطل: كثفت "جماعات الهيكل" المزعوم، خلال الأيام الماضية، من دعواتها لاقتحام مركزي للمسجد الأقصى المبارك اليوم الثلاثاء وغدًا الأربعاء، بالتزامن مع ما يسمى بـ"عيد المساخر - البوريم".

وحضت الجماعات الاستيطانية أتباعها على ارتداء زي ما يسمون بـ"كهنة المعبد"، في محاولة لتكريس الحضور الديني اليهودي في المسجد الأقصى، وفرض تقسيمه.

وقال الباحث المختص في شؤون القدس، زياد ابحيص، إن  "«عيد المساخر - البوريم» من الأعياد الثانوية في الشريعة اليهودية".

أسطورة مشكوك في أصلها

وأضاف ابحيص لـ"القسطل" أن "اليهود يميزون بين الأعياد الأساسية «أعياد الحج» وهي ثلاثة: الفصح والأسابيع والعرش، ويضاف إليها ثلاثة أيام صوم مركزية: هي رأس السنة العبرية بيوميها والفصح، ما خلا هذه الأعياد فإنها مستحدثة ومتراكمة عبر التجربة التاريخية".

وأشار إلى أن هذه "الأعياد" الثانوية "ليست أيام صوم أصيلة ولا أيام قرابين، والبوريم هو أحدها".

حول سبب الاحتفاء بـ"عيد المساخر"، يقول ابحيص إنه "يعود إلى أسطورة نجاة يهود فارس من مذبحة كانت تدبر لهم، وذلك بفضل مكيدة أعدتها إستير، عشيقة ملك فارس، لوزيره هامان الذي يتآمر على اليهود، ما أدى إلى انتصار فارس اليهود موردخاي شقيق إستير على هامان وقتله".

وأكد أن هذه الأسطورة "مشكوك في حصولها من الأساس، فضلاً عن نسبتها لهذا اليوم".

وبيّن ابحيص أن "«عيد المساخر» العبري » لا يتصل حسب الرواية التوراتية بـ«الهيكل» المزعوم بأي شكلٍ من الأشكال، وهنا يظهر مدى التوظيف السياسي الذي تمارسه «جماعات الهيكل» لعناصر تنتقيها من الشريعة اليهودية لتحقيق مشروعها الإحلالي تجاه المسجد الأقصى".

توظيف "عيد المساخر" ضد الأقصى

أشار المختص في الشأن المقدسي في حديثه لـ"القسطل" إلى أن "جماعات الهيكل" تحاول توظيف ما يسمى بـ"عيد المساخر" ضد الأقصى، "باتخاذه منطلقًا لحملة تحريض وتعبئة كبرى للاقتحام الأهم والأكبر للمسجد الأقصى المبارك".

وأوضح أن هذا الاقتحام الاكبر يُخطط له "في الأسبوع الثالث من رمضان، ويمتد على سبعة أيام ما اعتبارًا من 6 و12 نيسان/أبريل المقبل، حيث سيشمل خمسة أيام اقتحام كبرى".

ووفقًا لابحيص، تحاول "جماعات الهيكل" استغلال "عيد المساخر" لاستحداث طقس جديد خلال الاقتحام، وهو "طقس التنكر المتعارف عليه في العيد، وتوجيه جمهور الصهاينة إلى ارتداء زي الكهنة التوراتي الأبيض، باعتباره زيًا «تنكريًا» واقتحام المسجد الأقصى به".

وبيّن أن ذلك يأتي "في إطار مسعاها المستمر منذ 2019 لتكريس حضور طبقة الكهنة في الأقصى كطبقة تقود الطقوس التوراتية، بموازاة الأئمة الذين يقودون الشعائر الإسلامية في المسجد".

خطر محدق بالربوع المقدسة

أكد ابحيص على أن "هذا العدوان (اقتحامات "عيد المساخر") ينذر بخطر قريب، فهو يستمد أهميته من كونه منصة تحريض على عدوان الفصح الذي يشكل أكبر موجات العدوان في النصف الأول من السنة".

واستدرك بالقول إن "الصهاينة يتخذون من «عيد المساخر» عنوانًا للتعبئة والحشد لاقتحام الأقصى والعدوان عليه في رمضان".

وتابع: "لا بد أن نتخذ من الخامس عشر من شعبان (اليوم) عنوانًا للتعبئة والحشد للاعتكاف في المسجد الأقصى، والرباط فيه، وإعماره، والدفاع عنه بكل الوسائل والأدوات الممكنة".

التصدي والمقاومة

يرى ابحيص أنه يمكن التأسيس لشعلة تصدٍ ومقاومة لاقتحام المسجد الأقصى انطلاقًا من هذا العيد العبري، وحتى الاقتحامات المخطط لها في شهر رمضان، عبر "الاعتكاف، فالاعتكاف بحد ذاته هو ضمانة الحشد البشري في الأقصى، وهذا ما شهدته التجارب في 2013 و2015 و2019 و2021 وفي العام الماضي كذلك".

وأردف قائلاً لـ"القسطل" إن "الاعتكاف في المسجد الأقصى على مدار كل أيام رمضان هو هدف بحد ذاته، فالأقصى شقيق المسجد الحرام بنص القرآن، وشقيق المسجدين في شد الرحال بموجب نص الحديث الصحيح".

وتساءل المختص في شؤون القدس: "ما مبرر إغلاق الأقصى أمام المعتكفين في ليالي رمضان دونًا عن المسجدين الحرام والنبوي؟".

واستطرد: "من هنا، فإن هناك مسؤولية دينية وأخلاقية وتاريخية على الأوقاف الإسلامية في القدس بأن تبادر إلى فتح الأقصى أمام المعتكفين من الليلة الأولى لرمضان، ليس في هذا العام فقط بل في كل عام".

وشدد ابحيص على أهمية "الرباط، في المسجد الأقصى، أو في أقرب الساحات إليه، ولا بد أن تنضم إلى الأقصى في الرباط ساحات المدن والبلدات في فلسطين وفي العالم العربي والإسلامي".

وأردف أن انضمام الساحات الأخرى للأقصى "كفيل بإعلام المحتل أن ساحة الأقصى ليست وحيدة، وأن العدوان عليها يحرك الجماهير عبر العالم، وإن تقاعست الحكومات أو طبعت وتواطأت".

وختم بالقول إن "العنوان الذي لا يغيب (في معادلة التصدي للاقتحامات) هو المقاومة، فما يحكم المحتل في هذا الصراع هو الردع أولاً وآخرًا، ومعادلة الثمن بكل مكوناتها هي الكفيلة بلجم العدوان".

 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: