قرارات "مشبوهة" بفصل معلمين من "اليتيم العربي"
القدس المحتلة - القسطل: اعتصم معلمو وطلبة مدرسة اليتيم العربي الصناعية في القدس المحتلة، صباح اليوم الخميس، احتجاجًا على قرار فصل مدير المدرسة وبعض المعلمين، والتخوف من إغلاق المدرسة في العام القادم.
وقال أستاذ اللغة العربية في مدرسة اليتيم العربي، رائد الشعيبي، إن "لجنة مدرسة اليتيم العربي في الأردن، قد وجهت قبل يومين الثلاثاء، رسائل فصل لمدير المدرسة وسبعة معلمين آخرين، تدعو لتحويلهم أولًا للجنة استماع، وهي خطوة لإنهاء العمل، وعبارة عن تبريرات واهية لفصل المعلمين دون حق".
وأضاف الشعيبي لـ"القسطل" أن "معلمي المدرسة قرروا في اجتماع عقد صباح اليوم الخميس، أن يتم تعليق الدوام ابتداءً من يوم السبت وحتى الثلاثاء القادم، رفضًا للظلم الحاصل بحق المعلمين والمدرسة".
وأشار إلى أن "المعلمين في حيرة من هذه القرارات الضبابية، فلا يوجد أي مبرر للفصل، وهو قرار تعسفي وظالم".
وأردف قائلًا إن "ما يحصل هو بمثابة ضغط كبير على المدرسة، فهل ستستمر المدرسة بعشرة موظفين فقط" موضحًا أنه "في العام الماضي تم الاستغناء عن 13 معلمًا، واليوم 8 موظفين من أصل 19 موظفًا فقط".
وأكد الشعيبي أن "ما يُحاول أن يفرض على المدرسة من قرارات، هو أمر يبعث الريبة في النفس، ويدعونا للقلق والتساؤل، حيث تم إدخال طلبة من مدارس المعارف، وبلدية الاحتلال، ليأخذوا دورات تدريبية في المشاغل الصناعية الخاصة بمدرسة اليتيم".
وناشد الشعيبي أولياء أمور الطلبة، بالتحرك، وتنظيم وقفة اعتراضية لقرارات تهدد مستقبل أبنائهم، مشيرًا إلى أن "ضياع المعلمين هو ضياع لمستقبل الطلبة".
من جهته، قال رئيس اتحاد أولياء أمور طلبة مدارس القدس زياد الشمالي لـ"القسطل" إن "ما يحصل في المدرسة من قرارات ظالمة من قبل لجنة اليتيم العربي، هو تهيئة لإغلاق المدرسة في العام القادم، وهو أمر يرفضه المقدسيون".
وأضاف أن "اللجنة قد أغقلت التسجيل في المدرسة للعام القادم وقلصت من عدد المعلمين" موضحًا أن "جميع هذه المؤشرات تعني النية الحقيقية لإغلاق المدرسة".
وأوضح الشمالي أن "قرار إغلاق المدرسة، سيؤدي إلى تشريد 130 طالبًا وطالبة، وإغلاق ما يقارب 25 منزلًا مقدسيًا يعتاشون من عملهم في المدرسة".
وأكد أن "القرار مرفوض لجميع الشارع المقدسي، لأن المدرسة تاريخية وهي الملجأ الوحيد لطلبة القدس للتعليم المهني والتكنولوجي بطابعه الفلسطيني".
وأشار إلى أن "على جميع المؤسسات الرسمية، والشخصيات الوطنية، أن يكون لهم دور في وقف محاولات لجنة مدرسة اليتيم في السيطرة على أرض المدرسة والممتلكات الخاصة بها، من أجل مصالحها".
بدوره، قال أستاذ التكنولوجيا في مدرسة اليتيم، أحمد خاطر، إن "المعلمين يعانون من نقص في الكادر التعليمي منذ بداية العام الدراسي، وعليه قد نظمنا عدة وقفات احتجاجية وتواصلنا مع كل الجهات الرسمية، ولم نستفد شيئًا".
وأضاف خاطر في حديثه مع "القسطل" أن "الأمور في غاية السوء والخطورة، وخاصة على مصلحة الطلبة، لأن الفصل ما زال في منتصفه، ما سيتسبب بأزمة تعليمية على مستوى الاختبارات، وإتمام المواد الدراسية، ومن ناحية أخرى أزمة نفسية على الطلبة وعبء كبير على المعلمين".
وقال مدرس الكهرباء، أستاذ محمود أبو غوش، إن "قرار فصل المعلمين يتكرر للمرة الثانية، فقبل عام حولت لجنة المدرسة ستة معلمين إلى لجنة الاستماع وتم فصلهم من غير حق".
وأضاف أبو غوش لـ"القسطل" أن "اللجنة المسؤولة عن المدرسة ترفض توظيف معلمين جدد في المدرسة، على الرغم من النقص الواضح في عددهم، ما يشير إلى نيتها الحقيقية بإغلاق المدرسة".
وختم بالقول إن "ما يحصل في المدرسة من أحداث، يدعو للقلق، وهي أمور ضبابية غير واضحة، وهدفها يدعونا لطرح العديد من التساؤلات".
يذكر أن المدرسة تقع على أراضي بلدة بيت حنينا شمالي القدس المحتلة، بمساحة 42 دونمًا، وتأسس فرعها الأول في حيفا عام 1948، من قبل لجنة اليتيم العربي، وبعد 1950 تم تأسيس فرعها الثاني في القدس تحت إشراف أردني والمهدد اليوم بالإغلاق.