قبيل رمضان..هجمة شرسة على أسواق القدس

قبيل رمضان..هجمة شرسة على أسواق القدس
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: أثارت تصريحات حكومة الاحتلال الجديدة حول نيتها بتضييق الخناق على المقدسيين خلال رمضان، استياء التجار في البلدة القديمة ومخاوف من ضغط جديد على الحركة التجارية لأسواق البلدة القديمة في القدس.

تعاني البلدة القديمة من مضايقات الاحتلال المستمرة بحقها وحق تجارها ومحلاتها التجارية، من فرض الضرائب الباهظة عليهم وإجراءات أخرى، تهدف إلى تفريغ البلدة القديمة. 

في السياق، قال المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات: "نحن أمام تطورات غير مسبوقة، تهدد وجود البلدة القديمة، نتيجة الأوضاع الأمنية المتفجرة والتي تسود مدينة القدس".

وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "حركة السوق في البلدة القديمة بالقدس قد ضعفت بسبب الحصار الذي تفرضه قوات الاحتلال على البلدة، وكاميرات المراقبة المنصوبة في كل أزقة وزوايا باب العامود، والتفتيش المذل للمقدسيين عند باب العامود، خلال شهر رمضان، ومنع المقدسيين من الدخول للأسواق في بعض الأحيان، تحت حجج وذرائع أمنية واهية".

وأكد أن "ما يعيق حركة الدخول إلى السوق في البلدة القديمة، هو تلك الحفريات التي يعمل عليها الاحتلال في منطقة باب العامود، وشارع السلطان سليمان، وصلاح الدين، والذي بدوره يعمل على عرقلة حركة المواصلات، وبالتالي صعوبة الوصول للأسواق".

وأشار إلى أن "ما تقوم به المجموعات الاستيطانية من عمليات استباحة للبلدة القديمة، ومحاولة الدخول للمسجد الأقصى، بدعم كبير من القوات «الإسرائيلية»، يشكل تهديدًا على التجار وكافة مكونات الحياة المقدسية".

وبيّن أن "الاحتلال ينوي إغلاق كافة السوق ووضع قدم للسيطرة عليه" مشيرًا إلى أن "التجار المقدسيين قد أغلقوا 400 محلًا تجاريًا من أصل 1350 محل".

واستطرد بالقول إن "في ظل التهديدات التي تسلكها حكومة الاحتلال، هناك تخوفات من أن تنفجر الأوضاع في المسجد الأقصى، خاصة وسط شهر رمضان، مع اقتراب الأعياد اليهودية، ما ينذر إلى احتمالية ارتفاع العنف والاعتداءات من قبل المستوطنين".

واستدرك أن "الأمر يشكل خطرًا حقيقيًا، إذا بقيت الاعتداءات في تصاعد" مشيرًا إلى أن "التجار سيتعرضون لأزمة أعمق وأشمل من المحنة التي يمرون بها حاليًا على المستويين الاقتصادي والاجتماعي".

بدوره، أكد أحد التجار المقدسيين في باب العامود، أحمد دنديس، أن "الاحتلال يضع البلدة القديمة نصب عينيه، خلال شهر رمضان، ويعمل على استهداف المنطقة، وينتشر في أرجاء البلدة القديمة، ويحاول منع جميع الزوار من الدخول إلى الأسواق".

وأضاف دنديس للـ"القسطل" أن "البلدة القديمة تعتمد في نشاطها على السياحة الخارجية، إلا أن الاحتلال يعمل على تضييق الخناق للسياحة في البلدة" موضحًا أن "الاحتلال يلفق الأكاذيب حول المعروضات في السوق المقدسي، أمام السياح الأجانب؛ حتى يبتعدوا عن السوق".

وأشار إلى أن "التجار المقدسيين يعتمدون طوال العام على شهر رمضان المبارك، حتى يسترزقوا، ولكن يبدو أن هذا العام سيكون مختلفًا، وإن استمرت تصعيدات الاحتلال، ستكون بمثابة ضربة للتاجر المقدسي".

واستدرك أن "استمرار إغلاق المحال التجارية هو أمر مخيف، يهدد حياة البلدة القديمة" مشيرًا إلى أن "في سوق اللحامين وحده، من أصل 79 محلًا تجاريًا، لم يبقَ إلا سبعة، وسوق الخواجات مغلق بالكامل، وسوق العطارين كان أفضل الأسواق وأصبح اليوم، خاويًا على عروشه".

من جهته، قال التاجر المقدسي حبيب الحروب: "أن لديه محلًا للآثار في البلدة القديمة، في شارع الواد، بالقرب من طريق المسجد الأقصى، إلا أن الحركة التجارية فيه غير نشطة، والأوضاع صعبة بسبب محاولة الاحتلال إبعاد السياح الأجانب عن الأسواق المقدسية، وبسبب الضرائب المرتفعة التي تفرضها عليهم بلدية الاحتلال".

وأردف الحروب لـ"القسطل" أن "الاحتلال يطمح إلى تغيير ملامح القدس كاملة، من خلال تهجير التجار والسكان وتغيير أسماء الشوارع في البلدة القديمة".

وأشار إلى أن "عدد الأسواق الآن في نقصان واضح، فهناك 4 أسواق مغلقة في البلدة القديمة، من ضمنها 400 محل مغلق".

وتابع "تم إغلاق الواجهة الاقتصادية الأهم للقدس، لكثرة تراكم الضرائب على أصحابها ومنها سوق باب السلسلة، والخواجات، والعطارين، واللحامين وتم تحويلهم إلى مخازن". 

وأوضح أن "الضرائب المفروضة على المقدسيين وخاصة أصحاب المحال التجارية، هي من تسبب ضغطًا عليهم، بسبب المبالغ الطائلة، التي تجبيها البلديات من الجميع" مشيرًا إلى أن "المحكمة المركزية قد حكمت عليه قبل أسبوع بغرامة مالية، قدرها 170 ألف شيقل، و5 أشهر خدمة اجتماعية". 

وختم بالقول إن "على جميع الفلسطينيين أن يسعوا إلى تثبيت مدينة القدس، لأن دون المحال التجارية، لا وجود للقدس القديمة".

يهدف الاحتلال من خلال شل الحركة الاقتصادية في البلدة القديمة بالقدس، إلى تضييق الخناق على المقدسيين، وبالتالي إجبارهم على المغادرة بحثًا عن سبل أخرى للعيش، وبالتالي الوصول إلى التهجير والتطهير العرقي للمقدسيين، وإفراغ البلدة القديمة من سكانها والوصول إلى المسجد الأقصى.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: