لإقامة ماراثون تهويدي.. إغلاق شوارع القدس الجمعة القادم

لإقامة ماراثون تهويدي.. إغلاق شوارع القدس الجمعة القادم
إغلاق شوارع القدس العام الماضي، لتنظيم الماراثون

القدس المحتلة - القسطل: أعلنت بلدية الاحتلال في القدس المحتلة تنظيمها، بعد غدٍ الجمعة، ماراثونًا رياضيًا تهويديًا للجري في أنحاء المدينة، بالتعاون مع عدد من المؤسسات الاستيطانية.

ونشرت بلدية الاحتلال نيتها إغلاق كل من الشوارع المؤدية لمنطقة التلة الفرنسية وحي الشيخ جراح، إلى جانب شارع بيت لحم - الخليل، خلال المدة المقرر أن يقام فيها الماراثون بين الساعة 6:45 صباحًا وحتى 1:30 مساءً.  

وقال رئيس الاتحاد الفلسطيني للثقافة الرياضية، سامر نسيبة إن "ماراثون الركض الذي ستقيمه بلدية الاحتلال يوم الجمعة، سينظم بمشاركة واسعة، حيث سيحضره الآلاف من حول العالم".

وأكد نسيبة لـ"القسطل" أن "الماراثون هو أحد الأدوات الناعمة التي يستخدمها الاحتلال في الترويج لروايته، ومحاولة شرعنته، من خلال إعطاء الانطباع أن القدس مدينة موحدة بشقيها الشرقي والغربي".

واستدرك قائلاً إن هذه الفعالية هي "إحدى الوسائل التي يريد أن يصل بها الاحتلال إلى الرياضيين العالميين، وأن يستعطف بها المهتمين بالرياضة حول العالم".

وأشار إلى أن "الماراثون يأتي في وقت تتصاعد فيه الأحداث في القدس، في محاولة لعكس الصورة الواقعية، وإظهار أن القدس ليست تحت الاحتلال، وأن الأمور طبيعية"، موضحًا أن "منظمي الماراثون اختاروا مسارات تتقاطع مع بلدات شرق القدس".

ولفت إلى أن "للماراثون أهدافًا اقتصادية بشكل أساسي، حيث يشارك فيه أعدادًا كبيرة من دول العالم، والرياضيين من مختلف الأرجاء، وهم يدفعون مبالغ مالية كبيرة لمنظمي الماراثون، وللفنادق والمطاعم، وكل المرافق الخدماتية السياحية الإسرائيلية".

وأضاف نسيبة أن "الإغلاق سيشمل غالبية الطرق المحيطة في البلدة القديمة، من ليلة الخميس حتى عصر الجمعة، والتي ستكون ضمن مسار ماراثون الجري، الذي سينظم لمسافة 42 كيلومترًا، حول القدس". 

وتابع: "نعمل على تعزيز الرياضة المقدسية الوطنية، وفي ذات الوقت لا نستطيع إقامة ماراثون بنفس المدة؛ لأن مساحاتنا الفلسطينية لا تصل إلى 40 كيلومترًا بسبب الجدار والاستيطان، الذي يقطع أوصال المدن والبلدات".

وبيّن نسيبة أن "كل الدول العالم تنظم ماراثون ركض في عاصمتها سنويًا، ولكن عندما ينظم الاحتلال فعالية كهذه على أراضي ليست ملكه، فإنه يحاول جعل القدس العربية المحتلة ضمن مجموعة المدن العالمية التي يقام فيها الماراثون، وبالتالي فهي محاولة لفرض هويته على المقدسيين".

بدوره، قال رئيس الهيئة المقدسية لمناهضة التهويد، ناصر الهدمي إن "سلطات الاحتلال تعمل على أخذ شرعية مدينة القدس بقسميها الشرقي والغربي، وأنها صاحبة السيادة فيها، زاعمة أنها تعيش حياة طبيعية بعيدًا عن الصراع".

وشدد الهدمي لـ"القسطل" على أن "بلدية الاحتلال تستغل فكرة الماراثون الدولي، الذي تجلب إليه آلاف المشاركين من كل بقاع الأرض، لتريهم أنها هي صاحبة السيادة، وأنها دولة حضارية، تهتم بالرياضة والنشاطات الدولية، وأن هناك أمنًا واستقرارًا، وحالة من الرغد يعيشها أهل المدينة".

وأشار إلى أنه "من المتوقع أن يكون الماراثون هذا العام مختلفًا، بمشاركة أضخم، في ظل تسهيل حكومة الاحتلال للأمور التنظيمية لبلدية الاحتلال، ودعم كل المشاريع التي تصب بصالح الاستيطان".

وأضاف أن "الاحتلال تعمد اختيار يوم الجمعة للماراثون، بهدف التعدي على حقوق المقدسيين في الوصول إلى المسجد الأقصى في يوم الجمعة، وهو بمثابة حصار لشل الحياة الطبيعية داخل المدينة، ليمنع المقدسيين من أن يعيشوا حياتهم الطبيعية".

وختم بالقول إن "كل ما تقوم به سلطات الاحتلال في القدس لن يكسبها الشرعية، ولا السيطرة على المدينة، بل هناك صراع واضح، علينا مواجهته، في ظل تصعيدات الحكومة الجديدة، التي تحمي وتقف خلف كل ما يزعج المقدسيين".

يذكر أن بلدية الاحتلال في القدس تنظم الماراثون التهويدي للعام الـ11 على التوالي، في محيط سور البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة، وسط تضييق وتشديدات على المقدسيين، إلا أن هذا العام سيشهد مشاركة أكبر من دول العالم.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: