هجمة تهويدية شرسة.. ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات على الأقصى

هجمة تهويدية شرسة.. ارتفاع ملحوظ في الاعتداءات على الأقصى
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: اقتحمت مجموعة من السياح اليهود، اليوم الخميس، المسجد الأقصى المبارك، بقيادة الحاخام وعضو الكنيست السابق يهودا غليك، وبحماية واسعة من شرطة الاحتلال "الإسرائيلي".

وبدأت منذ أمس الأربعاء جولات تعريفية تهويدية داخل المسجد الأقصى، للمقتحمين الناطقين باللغة الإنجليزية، بالتعاون مع منظمة "العودة إلى جبل الهيكل" المزعوم الاستيطانية التهويدية.

وقال المختص بشؤون القدس جمال عمرو: "في خطوات متسارعة وعلى نحو غير مسبوق، تقوم سلطات الاحتلال بكل أذرعها، وخاصة الحكومة القائمة على نهج الكهانة، بتحدي المقدسيين وتقود المستوطنين وتفتح لهم أبواب الاقتحام صباحًا ومساءً".

وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "وزراء الحكومة الحالية كانوا رؤساء لجمعيات يهودية تلمودية متطرفة سابقًا، أصبحوا اليوم يقودون قطعان المستوطنين في مظهر سيادي نحو السيطرة على القدس".

وأكد أن "العمل الإرشادي يعد مؤشرًا خطيرًا، ويعني أنهم يقدمون الرواية اليهودية، وهي خالصة بمنظورها التوراتي، في محاولة لإلغاء الوجود الإسلامي كليًا من المسجد الأقصى المبارك، ويقدمون للسائحين المعلومات والأراجيف والأباطيل على اعتبار أنها حقائق".

وأشار إلى أن "كل ما يقوم به الاحتلال في هذه الفترة تجاه المسجد الأقصى، هو أمر غاية في الخطورة، هدفه ترسيخ مفهوم يهودية المسجد الأقصى، باعتباره جبل الهيكل".

واستدرك أن "عمليات الاقتحام ازدادت وتيرتها شكلًا ومضمونًا، متمثلةً في بعض المظاهر من الملابس والسجود الملحمي، وإعلان البلوغ والأعياد، وإدخال القرابين النباتية والسعي للقرابين الحيوانية، ثم مباركة قيادات الشرطة الإسرائيلية في داخل الأقصى والصلاة معهم".

وتساءل عمرو: "لماذا لا يوجد لدى حراس المسجد الأقصى أجهزة اتصال ولا يسمح لهم بملاحقة قطعان المستوطنين وتصويرهم وحتى الاقتراب منهم؟".

واستطرد أن "كل هذا يدل على ممارسة السيادة في غفلة من المسلمين وعدم التفات من الجهات الرسمية العربية والإسلامية، وهذا يعني حالة من الاستسلام والضعف الشديد الذي لف حالهم".

وأشار إلى أن "الاحتلال اليوم أشد فتكًا وخطورة وهو يعترف بأنه يقود مرحلة جديدة، نحو تصعيدات أكبر وأخطر".

وأكد أن "المطبعين هم من فتحوا الأبواب للاحتلال، ليعبثوا بالأمن القومي العربي الإسلامي، والمقدسات الإسلامية في فلسطين" مشيرًا إلى أن "التوسع التطبيعي بات خطيرًا جدًا، وآخر الدول التي لم يكن من المتوقع أن تدخل في علاقات تطبيعية هي سلطنة عمان، التي فتحت أجواءها للطيران الإسرائيلي".

وشدد عمرو على أهمية "المواجهة بكل مسمياتها، وواقع الأمر يشي بأن مواجهة الاحتلال لا يجب أن تكون حصريًا مقدسية، بل على كل الفلسطينيين أن ينخرطوا فيها".

وختم بالقول إن "مشاهد التحدي في المجتمع الفلسطيني تزداد عنفوانًا وقوة، وهناك حالات انتصرت فيها الجموع المقدسية وهي تتحدى الاحتلال في باب الأسباط وباب العامود وفي الشيخ جراح، وهذه المواجهات كان لها تأثيرًا بالغًا على الاحتلال وأربكت حساباته".

بدوره، أكد الباحث السياسي فضل طهبوب أن "المستوطنين يشعرون بأنهم أقوياء أكثر من أي وقت مضى، في ظل حماية وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير لهم".

وأضاف طهبوب لـ"القسطل" أن "الاقتحامات الحالية المدعومة من الحكومة الإسرائيلية المتطرفة، من الواضح أن بها مجموعات توراتية تعنى باقتحام الأقصى وتقسيمه".

وأشار إلى أن "هناك صراعًا داخل المجتمع الإسرائيلي، حول قضية رسم الخطوط الإسرائيلية في القدس، من خلال الاستيطان وتهجير المقدسيين وهدم منازلهم، وكل هذه السياسة نابعة عن حكومة متطرفة، يتحكم فيها التوراتيون الأيديولوجيون، الذين يعتمدون على الفكر التوراتي العنصري، والقائم على التطهير العرقي".

وذكر أن "المستوطنين يرون أن هذه فرصتهم لتثبيت الأمور لصالحهم في الأقصى، في ظل حماية الحكومة لهم، والذي سيؤدي في المستقبل إلى مواجهة جديدة، ربما لم نشهدها قبل، خاصة في رمضان القادم".

وأوضح أن "الفئة الحاكمة الحالية هي الأكثر تطرفًا وعنصرية وعقائدية، مدعومة من المسيحيين الجدد وبمساندة أذرعها في أمريكا".

يذكر أن وتيرة الاقتحامات قد ارتفعت خلال شباط/فبراير الماضي، حيث وثقت "القسطل" اقتحام أكثر من 3 آلاف و587 مستوطنًا للمسجد الأقصى المبارك، أدوا خلالها صلوات وطقوسًا توراتية علنية.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: