مساعٍ استيطانية جديدة: أنفاق تحاصر القدس
القدس المحتلة - القسطل: قدم ائتلاف حكومة الاحتلال الجديدة، أمس الخميس، وثيقة بأبرز الخطوط العريضة إلى الكنيست، تبنى فيها أفكار اليمين المتطرف.
وجاء في أحد البنود، المطالبة بتوفير أمن شخصي للمستوطنين وتكثيف مخططات التهويد في القدس.
من جهته، أكد الخبير المقدسي بشؤون الاستيطان، خليل التفكجي، أن "الاستيطان في القدس اليوم، هو في مرحلة متقدمة وخطرة، تتم فيه عملية الدمج بين شرقي وغربي القدس، عن طريق إقامة أنفاق جديدة، من جميع اتجاهات المدينة".
وأضاف في حديثه مع "القسطل" أن "«إسرائيل» تعمل من خلال مخططاتها على إقامة القدس الكبرى دون الإعلان عن ذلك، ابتداءً من المنطقة الشمالية من شعفاط وقلنديا، حتى (بيت جالا) ببيت لحم جنوبًا".
وأشار إلى أن "النفق الذي يجري فتحه في حاجز قلنديا، يربط المستعمرات «الإسرائيلية»، التي تقع خارج حدود البلدية" موضحًا أن "الكتلة الاستيطانية تقع في شمال شرق القدس باسم «كوخاف يعقوب»، وفي المنطقة الجنوبية يجري توسيع الأنفاق في منطقة بيت جالا، بربطها في قلنديا وشعفاط".
وبيّن أنه "يتم العمل على فتح الشارع الأمريكي في منطقة صور باهر تجاه أبو ديس والعيزرية حتى زعيّم، بهدف إقامة أنفاق وجسور، والهدف النهائي منها، هو عملية الربط بين المستعمرات والقدس الكبرى".
وأشار إلى أن "الاحتلال بدأ يتطوق في قضية الاستيطان، عن طريق إقامة البؤر الاستيطانية داخل الأحياء المقدسية، ثم اختراقها من خلال عملية التشتيت، بمعنى تحويلها إلى أحياء يهودية".
واستطرد التفكجي بالقول إن "قرية بيت صفافا طوقت بالمستعمرات ثم تم تقسيمها بالشوارع وأقيمت بداخلها البؤر الاستيطانية".
وتابع: "تجري الآن عملية إحاطة شعفاط بالمستوطنات، لفتح الأنفاق بين الأحياء اليهودية، وصولًا لإقامة البؤر الاستيطانية داخل البلدة".
بدوره، قال الباحث والمحلل السياسي المقدسي، محمد جاد الله إن "الاستيطان هو العنصر الأساسي في استراتيجية الحركة الصهيونية، للاستيلاء على فلسطين التاريخية".
وأردف جاد الله لـ"القسطل" إن "الحكومة الجديدة تعزز بشكل أكبر وأخطر كل عمليات تهجير المقدسيين وهدم منازلهم، من أجل التوسع الاستيطاني" مشيرًا إلى أن "هدم المنازل في القدس قد تزايد بوتيرة كبيرة منذ بداية العام".
وأضاف أن "عمليات مصادرة الأراضي، والاستيطان مرت بمراحل عديدة، كانت في الماضي نقطة عسكرية يمنع دخول المقدسيين إليها، ثم تحولت إلى موقع استيطاني، يسكنه آلاف المستوطنين، بحماية مشددة من الحكومة".
وأوضح أن "الأساس القائم على الاستيطان اليوم هو حركة يهودية تلمودية، في ظل حكومة حولت كل المفاهيم القديمة، التي كانت تتوارى خلفها الحركة الصهيونية إلى الواجهة، وأصبحت تسمي الأشياء بمسمياتها، حتى صارت تستولي على الأراضي وتصادرها مباشرة، دون المرور في أي تقنين، مثل الماضي".
وأشار إلى أن "الجماعات الاستيطانية في القدس، كلها أذرع للحركة الصهيونية الممولة من قبل الحكومة، موضحًا أن "لهذه الجماعات إمكانيات مالية هائلة، تستطيع من خلالها أن تقوم بالاستيلاء على الأراضي".
وأكد مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية، زياد الحموري أن "الاستيطان في تصاعد ملحوظ، حيث تم الإعلان عن أخذ تراخيص بناء لتسعة آلاف وحدة استيطانية في منطقة قلنديا، تمهيدًا للحصول على عشرين ألف وحدة، أي مدينة كاملة، يسكنها 100 ألف شخص".
وأضاف الحموري لـ"القسطل" أن "ميليشيا متسلحة من المستوطنين، انتشرت في القدس قبل عام، بحماية من الشرطة «الإسرائيلية» وبلدية الاحتلال، وامتدت اليوم إلى الضفة الغربية، في بلدات نابلس، حوارة وقريوت".
وختم بالقول إن "هناك محاولة لسن قوانين جديدة لدعم الاستيطان، وصلاحيات مطلقة للوزراء في الحكومة الجديدة، للسيطرة على الإدارة المدنية، من أجل مضايقة المقدسيين وحماية المستوطنين ورعاية أعمالهم، وهذا يدل على أن موضوع الاستيطان في توسع وتوغل أعمق من أي وقت مضى".
يذكر أن إحصائيات "القسطل" تشير إلى أن عام 2022 شهد إقرار عدة مشاريع استيطانية في القدس المحتلة، بينها إضافة 4 آلاف و900 وحدة استيطانية إلى المدينة، وإقرار بناء 9 آلاف وحدة أخرى في منطقة "عطروت" شمال المدينة المحتلة.