مختصون ومرابطون: الاحتلال يريد الاستفراد بالأقصى وفتحه للاقتحام دون رقيب

مختصون ومرابطون: الاحتلال يريد الاستفراد بالأقصى وفتحه للاقتحام دون رقيب
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الأحد، المسجد الأقصى المبارك، وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال.

وكانت قوات الاحتلال، قد اقتحمت المسجد الأقصى مساء أمس، واعتدت على المصلين المعتكفين داخل المصلى القبلي، وأخرجتهم عنوة.

واعتقلت قوات الاحتلال ثلاثة شبان خلال اقتحامها المسجد الأقصى المبارك، وهم: حسنين رمانة وعلي ومراد صندوقة.

يقول الباحث المختص بشؤون القدس، زياد ابحيص إنه "كان من الواضح بعد طرد المعتكفين بالقوة ليلة الأحد وبلا مواربة أو تزويق أن قرار منع الاعتكاف هو قرار صهيوني؛ وليس مسألة تنظيمية داخلية بإرادة الأوقاف كما كان يجري عرضها من قبل".

وبيّن ابحيص لـ"القسطل" أن "الاحتلال يريد إعادة تعريف رؤية الفلسطينيين للقدس؛ يريد أن يصلي المقدسيون ويعتكفوا على قياسه ووفق ما يناسبه" موضحًا أن "بيان شرطة الاحتلال قد عرض بوضوح رؤيته بأنه هو من يدير الأقصى ويفرض فيها القواعد، وأنه سيسمح بحرية العبادة للمسلمين في رمضان، ما يعني أنه لن يسمح بهذه الحرية في أوقات أخرى، وهذا أول تبني حكومي صهيوني علني لتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود باعتبارها سياسة رسمية وهدف مركزي تجاه الأقصى".

وشدد على أن "الاعتكاف في الأقصى قد بات مسألة إرادة ووجود؛ فإما أن هذا المسجد للمسلمين ليتعبدوا فيه بقرار إلهي، وإما أن قدسيته تتحدد على المقاس الذي يراه المحتل وعسكره، ولا بد بالتالي من تجدد الاعتكاف إلى أن يتم رغم أنف الاحتلال".

وأكد أن "دور الأوقاف الأردنية في المسجد الأقصى، هو ليس حماية المصلين، وأن موظفي الأوقاف هم من تولوا التفاوض مع المعتكفين للخروج من المسجد نيابة عن شرطة الاحتلال" مشيرًا إلى أن "أحد الحراس رأى في استمرار الاعتكاف تهلكة ما دامت شرطة الاحتلال لا ترضى عنه كما في التسجيل الذي انتشر فجر اليوم".

وتابع بالقول إن "هذا الموقف ليس معزولًا، فقد سبقه في العام الماضي إعلان الأوقاف عبر سماعات المسجد الأقصى إغلاق باب الاعتكاف حتى 20 رمضان، ومطالبتها المعتكفين بالتوجه لمسجد الشيخ لولو ومسجد المئذنة الحمراء في البلدة القديمة؛ وهي نفس فحوى كلام الحارس الليلة".

واستطرد أن "الأخطر من ذلك هو بيان شرطة الاحتلال الذي اعتبر الاعتكاف يتناقض مع الاتفاق مع إدارة الأوقاف، وتحدث أيضًا عن ترتيبات للمبيت في مساجد البلدة القديمة؛ فهل هذه اللغة المشتركة مجرد مصادفة؟".

وتساءل ابحيص "حول دور الأوقاف الأردنية في الأقصى، هل هي تدير الأقصى كمقدس إسلامي ائتمنت عليه، أم تمكن المحتل من جرها لتصبح إدارة وسيطة تنفذ إرادته؟".

وختم بالقول إن "هذا يتطلب مراجعة عاجلة للموقف وتصويبًا للبوصلة، تبدأ من إعلان التبني الواضح للاعتكاف كشعيرة إسلامية وحق غير قابل للنقاش، والخروج من الخانة الرمادية التي ما تزال الأوقاف تصر على البقاء فيها".

بدوره، قال الباحث المقدسي، خالد عودة الله، إن "قضية الاقتحامات هذا العام تختلف عن سابقها، بعد التغيير في بنية الحكومة الصهيونية، برعاية حكومية يمينية أشد تطرفًا، وهذا ينذر بخطورة الوضع".

وأضاف عودة الله لـ"القسطل" أن "اقتحامات المستوطنين تتزامن مع عيد الفصح اليهودي، والذي يمكن أن يؤدي إلى تغيير الوضع القائم في مشروع تهويد المسجد الأقصى".

وأوضح في سياق الحديث حول إخراج المعتكفين من المصلي القبلي أن "الإشكالية تكمن في موقف الأوقاف من قضية الاعتكاف، كونها لعبت دور الوسيط بشكل واضح، دون إغفال، وهي تنوب عن تمثيل الأمة العربية الإسلامية في إدارة المسجد الأقصى وعليها العمل على معالجة الخلل".

واستدرك أن "على الأوقاف الدفاع عن المسجد وقدسيته، أو أن تكون الطرف الذي يقوم بتسهيل عملية السيطرة على المسجد الأقصى".

وأشار إلى أن "المسجد الأقصى في مرحلة خطيرة، بمحاولة فرض وقائع جديدة على الأرض، وبحاجة إلى ردات فعلية حقيقية، من أجل تحصين المسجد من عملية التهويد".

وأكد أن "المعتكفين في المسجد الأقصى لن يستسلموا وسيكون هناك جهود لمواصلة الاعتكاف، ولكن الإشكالية أن هذه الجهود لا توجد لها رعاية مؤسساتية ورسمية".

وشدد على "ضرورة تفعيل الوصاية الهاشمية على المسجد الأقصى، وأن يكون هناك تلويح بمراجعة العلاقات مع الكيان الصهيوني".

وختم بالقول: "يجب وضع مسألة الاعتكاف ضمن إطار الممارسة الدينية الشعائرية، لذلك على كل الجهات التي تقع ضمن دائرة الوصاية والمسؤولية التحرك وردع المساس بالاعتكاف".

وقالت المرابطة المقدسية، المبعدة عن المسجد الأقصى، عايدة الصيداوي إن "قوات الاحتلال، اقتحمت المسجد الأقصى من باب المغاربة، وهددت المعتكفين، في المصلى القبلي، وأخرجتهم بالإجبار من المسجد".

وذكرت الصيداوي لـ"القسطل" أن "الاحتلال لم يكتفِ بإخراج المصلين، بل اعتدى عليهم بالضرب رجالًا ونساءً وأطفالًا".

وأشارت إلى أن "الاحتلال يخاف من أعداد المعتكفين والمصلين المتواجدين في الأقصى، والتي شهدت هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا".

وأضافت أن "القوات قد أخرجت المعتكفين من باب السلسلة، نساءً ورجالًا وكبارًا في السن وأطفالًا، في  الظلام الدامس، والجو البارد".

وتابعت بالقول إن "تسكن بالقرب من المسجد الأقصى، فخرجت الليلة لتفقد المعتكفين الذين أجبرتهم قوات الاحتلال على الخروج من المسجد الأقصى، 

وتساءلت: "أين المسلمين والأمة العربية، إن الأقصى ليس للمقدسيين وحدهم، إذا كانت الأقصى عقيدة، فأين سواعد علماء الدين عن ما يحدث في الأقصى؟".

وأكدت أن "المقدسيين لن يتخلوا عن الأقصى مهما كلفهم الأمر، إنما الأقصى عقيدة، وهو ميزان الأمة، وأولى القبلتين وثاني المسجدين".

وقالت المرابطة المقدسية المبعدة فاطمة خضر (64 عامًا) إن "الاحتلال في اليوم الأول من رمضان، أرسل استدعاءات لغالبية المرابطات في المسجد الأقصى، تفيد بمنعهم من الدخول للمسجد، بهدف تسهيل الاقتحامات". 

وأضافت خضر لـ"القسطل" أن "الاقتحام الذي جرى الليلة الماضية في المسجد الأقصى، هو أمر في غاية الخطورة، مفاده أن الأقصى مهدد وعلى الجميع التحرك لحمايتة".

وذكرت أن "الشبان المعتكفين الذين اعتقلتهم قوات الاحتلال الليلة الماضية من المسجد الأقصى، قد فرض عليهم غرامات مالية، بالإضافة إلى عقوبة الحبس المنزلي".

وختمت بالقول إن "الاحتلال قد أبعدها عشرات المرات عن الاقصى" وأشارت إلى أن "الأمر يؤرق كل المقدسيين، أن يجبروا على الابتعاد عن المسجد الأقصى المبارك".

 

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: