21 عامًا على غياب الأسير مجدي الزعتري عن مائدة الإفطار
القدس المحتلة - القسطل: انقضى 21 عامًا على اعتقال الاحتلال "الإسرائيلي" للمقدسي مجدي الزعتري، من حي واد الجوز بالقدس المحتلة.
والتقى الأسير المحرر بركات الزعتري (22 عامًا)، ابن أخ الأسير مجدي، بعمّه في الأشهر الثلاثة الأخيرة من اعتقاله في سجون الاحتلال، حيث كان قد اعتقل في الخامس من أيار/مايو عام 2021، خلال أحداث هبة القدس، في الشيخ جراح.
يقول بركات لـ"القسطل" إن عمه الأسير مجدي الزعتري "اعتقل بتاريخ 13 أيلول/سبتمبر 2003، بتهمة تنفيذ عملية تفجيرية في القدس، أدت إلى مقتل 23 مستوطنًا وإصابة 50 آخرين".
وأضاف أن عمه "عندما اعتقل كان عمره 20 عامًا، وفي بداية اعتقاله مر بفترة تحقيق 9 أشهر في زنازين الشاباك وبعد عام ونصف حكم عليه في محكمة عوفر العسكرية بـ23 مؤبدًا و50 عامًا إضافيًا".
وأردف قائلاً: "هاهو يبلغ اليوم 42 عامًا، ولديه ابن اسمه علاء، وابنة اسمها سلام، رزق بها بعد أشهر قليلة من اعتقاله، وقد أصبحت اليوم بعمر الـ21 عامًا دون أن تلتقي بوالدها".
وأشار إلى أن "الأسير قد قضى معظم سنواته داخل السجون في العزل الانفرادي، تحت تعذيب شديد، وكان يتعرض للشبح لساعات طويلة، بإجباره الجلوس في أوضاع مؤلمة لفترات طويلة، على كرسي صغير جدًا، مع تقييد يديه إلى الخلف".
واستدرك بالقول إن عمه مجدي "تحدث بمكالمة صوتية، في أحداث هبة القدس قبل عامين، مع أهالي حي الشيخ جراح، ليحيي صمودهم وعزيمتهم، وبسبب المكالمة تم تعذيبه في السجن ونقله إلى العزل الانفرادي مع حرمان من النوم المتواصل".
وأوضح أن "عمه الآن يقبع في سجن ريمون، وعائلته ممنوعة من زيارته، وأشقاؤه لم يروه طوال سنوات الاعتقال؛ لأنهم مرفوضون أمنيًا".
تجربة بركات الزعتري في السجون.. واللقاء الأول مع عمه
يقول بركات إن الاحتلال اعتقله هو وشقيقه محمد قبل عامين، وفصلوهم عن بعضهم، وتم نقلهم إلى زنازين الشاباك في مركز المسكوبية.
وأردف: "خلال الاعتقال، كنت أحاول البحث عن شقيقي، لأنني شعرت بالخوف عليه"، موضحًا أن "زنازين المسكوبية تشبه القبر، وهي غرفة صغيرة جدًا أسفل الأرض، لا يوجد فيها أي منفذ".
وتابع أن"الاحتلال يقوم بتشغيل تكييف بارد في الزنزانة بهدف التعذيب"، مشيرًا إلى أنه "يعاني الآن من مشاكل صحية في أقدامه بسبب الهواء البارد الذي تعرض له".
وأضاف أن "محكمة الاحتلال حكمت عليه وعلى شقيقه بتسعة أشهر، بتهمة محاولة التخطيط لعملية في الشيخ جراح"، مستكملاً: "رغم التعذيب الشديد الذي تلقيناه أنا وشقيقي طوال فترة التحقيق، إلا أننا لم ندلِ بالإفادات التي كان يطمح الاحتلال للحصول عليها".
وذكر بركات أنه هو وشقيقه كانوا على أمل اللقاء بعمهم مجدي بعد غياب 20 عامًا، حيث اعتقل عندما كانوا أطفالاً، مردفًا: "كنا لا نتذكر ملامحه، وكنا نريد رؤيته وقضاء الوقت معه حتى ولو في السجن".
وأشار إلى أن الاحتلال نقله وشقيقه بعد أربعة أشهر من اعتقالهم إلى سجن جلبوع، حيث يقبع عمه، وفي ذات اليوم تمكن ستة أسرى من الهروب من السجن، لافتًا إلى أن الاحتلال أرجعه هو وشقيقه إلى سجن رامون.
يقول بركات: "كانت مشاعر مختلطة بين الفرح والحزن، فرح بالإحساس بالانتصار إثر هرب الأسرى الستة، وحزن على عدم تمكننا من اللقاء بعمنا".
وتابع: "بعد شهرين، نقلوا كل القابعين في سجن جلبوع إلى سجن رامون، ومن بينهم عمنا مجدي، فشعرنا بالسعادة الغامرة عندما وصلنا الخبر، وجهزنا المكان لعمنا".
وختم قائلاً: "بكيت كثيرًا عند لقاء عمي الأول، قبلت يديه ورأسه، كان شعورًا لا يوصف، وقضينا أنا وأخي معه ثلاثة أشهر.. كانت أجمل أيام حياتي، وأتمنى أن أستعيدها خارج السجن".
يذكر أن عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال بلغ نحو 4 آلاف و780 أسيرًا، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.