"جماعات الهيكل" تمهد الأوضاع في الأقصى لـ"الأعياد العبرية" القادمة
القدس المحتلة - القسطل: اقتحم عشرات المستوطنين، صباح اليوم الاثنين، المسجد الأقصى المبارك، من باب المغاربة، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال "الإسرائيلي".
ونشرت شرطة الاحتلال منذ الصباح، عناصرها ووحداتها الخاصة في باحات الأقصى وعند أبوابه، لتأمين اقتحامات "جماعات الهيكل".
يقول المختص بشؤون القدس، جمال عمرو إن "الاحتلال يستعمل أعياده غطاءً للتصعيد ضد المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك".
وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "هجوم الاحتلال هذا العام غير مسبوق ومسلح، وفيه إمكانات لا حدود لها، أمام شعب أعزل".
وأشار إلى أن "الاحتلال يريد تقاسم الوظائف في المسجد الأقصى، حيث يكون متاحًا للمسلمين أثناء دقائق الصلاة فقط، ثم يسلم طيلة الوقت المتبقي لجماعات جبل الهيكل، لعبادة «صنم الهيكل»".
وتابع أن "تمديد فترة الاقتحام الصباحي نصف ساعة إضافية، وتزايد أعداد المقتحمين، تمهيدًا لطقوس عيد الفصح العبري هو حقيقة دامية تأتي في إطار التقسيم الزماني والمكاني وترسيخه فعلًا وقولًا على أرض الواقع".
وأكد أن "حكومة الاحتلال تصعد من ممارساتها وانتهاكاتها ضد المقدسيين تحت حجة العبادة اليهودية، وما يجري هو ليس مجرد زيادة في أعداد المقتحمين فحسب، بل هناك تصاعد واضح في أداء الطقوس الدينية التوراتية اليهودية علنًا وبحماية مشددة من شرطة الاحتلال".
وأشار إلى أن "جماعات الهيكل تعمل على إشعال حرب دينية من خلال تصعيدها بالمسجد الأقصى، والاعتداء على المصلين".
وأوضح أن "التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بين اليهود والمسلمين، يمتد ليشمل تثبيت الأعياد والمناسبات اليهودية كمواسم اقتحام ذات أولوية حتى لو تزامن ذلك مع عيدٍ أو مناسبةٍ للمسلمين الاحتلال لا يكتفي بإدخال المستوطنين في الوقت وفي المكان الذي لا يتواجد فيه المسلمون داخل الأقصى، بل يعمل أيضاً على تسهيل اقتحاماتهم".
واستدرك أن "الاعتكاف في المسجد الأقصى هو السبيل الوحيد لمواجهة المخططات الصهيونية في المسجد، وصد الاقتحامات".
وتساءل عمرو "بما أن الاعتكاف هو أداة التصدي للاحتلال، فلماذا كل هذا الصمت من المؤسسات الرسمية المسؤولة عن حماية المسجد الأقصى؟".
واستطرد بالقول إن "كل مسلم يشعر بالإهانة البالغة، أن كيانًا بهذا الحجم يستطيع أن يفرض رأيه، وأن يقيم حكومة فاشية عنصرية يمينة متطرفة، ويدعي أنها الأكثر ديمقراطية، وأن هناك حرية عبادة ممنوحة وحرية وصول للمقدسات، وعكس ذلك يحصل" مشيرًا إلى أن "الكنائس في القدس تدنس ويضرب الناس في داخلها، والمسجد الأقصى يتلقى النصيب الأوفر من العدوان كل وقت".
وأردف أن "الصمت المؤسساتي هو الذي جرأ الاحتلال على إخراج النساء والرجال في منتصف الليل والاعتداء عليهم، وهو من دعم قوات الاحتلال حتى يخرجوا المعتكفين بالإجبار من قلب مسرى رسول الله، بهذا الشكل الإجرامي".
وختم بالقول إن "كل الأحداث من اقتحامات واعتداءات على المصلين ومنع للاعتكاف، تنذر بخطر شديد قادم مع بداية الأسبوع الثالث من رمضان، في عيد الفصح اليهودي، ليتزامن مع العشر الأواخر التي يسمح فيها للمصلين الاعتكاف".
وتكثفت الدعوات المقدسية لاستمرار الرباط وتكثيف أعداد المعتكفين في المسجد الأقصى، للتصدي لمخططات الاحتلال الاستيطانية والتهويدية بحق المسجد الأقصى المبارك.