الأقصى نحو التصعيد..وجبهات دولية تستعد للمواجهة

الأقصى نحو التصعيد..وجبهات دولية تستعد للمواجهة
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: اقتحم 912 مستوطنًا المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم الأحد، بحماية قوات الاحتلال في اليوم الرابع من أيام "عيد الفصح" العبري، وانتشر مئات العناصر من الشرطة "الإسرائيلية" قبيل الاقتحام في البلدة القديمة ومحيط المسجد الأقصى تمهيداً لهذه الاقتحامات.

وتزامن مع اقتحامات "عيد الفصح" والاعتداء على المعتكفين في المسجد الأقصى، تنفيذ سلسلة من العمليات الفدائية متعددة الجبهات اشتعلت ضد "إسرائيل".

يقول الباحث المقدسي، راسم عبيدات إن "الأوضاع في المسجد الأقصى آخذة بالتصاعد، وأن الاقتحامات التي جرت غير مسبوقة، وأعداد المقتحمين يزداد بالمئات، وقوة الاعتداءات والإجرام تجاه المصلين تضاعفت هذا العام، ما فجر الأوضاع في المنطقة". 

وأضاف عبيدات لـ"القسطل" أن "الحكومة الإسرائيلية المتطرفة جرّأت قوات الاحتلال في الاعتداء على المعتكفين وإغلاق المصلى القبلي، وحفزت المستوطنين على أداء الطقوس التلمودية والتوراتية، وإدخال لباس الكهنة البيضاء للمسجد الأقصى".

وأوضح أن "التصعيد الذي يحصل في الأقصى والإصرار من قبل حكومة الاحتلال والمتطرفين على فرض الوقائع الجديدة في المسجد، وأيضا التفاوض العربي من قبل الذين حضروا قمم العقبة وشرم الشيخ، يشير إلى أن الأوضاع ستنفجر قريبًا".

وتابع أن "رفع التنسيق ما بين محور القدس والانتقال إلى الجانب العملي بات واضحًا من خلال الصواريخ التي جرى إطلاقها من الجنوب اللبناني وهي الأوسع والأشمل والأكثر حجمًا منذ عدوان 2006 على حزب الله والمقاومة اللبنانية، كذلك الصواريخ التي انطلقت من قطاع غزة وجبهة الجولان" موضحًا أن "هذا يؤكد على أن القرار قد اتخذ في محور المقاومة، نتيجة اجتماعات متواصلة ومستمرة بين وفود من حركة حماس والجهاد الإسلامي مع حزب الله، وطلب من زعيم أنصار الله عبد الملك الحوثي، بأن تساعد استراتيجية الردع على صد العدوان". 

وأردف بالقول إن "توحيد الساحات بات يطبق على أرض الواقع، وبالتالي هذا التفعيل يتزامن مع فقدان دولة الكيان لقوة الردع وأن الثلاثية التي قامت عليها دولة الاحتلال من الاستيطان والهجرة والأمن في طريقها إلى التلاشي".

واستدرك أن "دولة الاحتلال في السنوات الأخيرة ذاهبة نحو منحدر تاريخي دون أي كوابح، وتحاول الحكومة الجديدة أن تستعيد قوة الردع التي بات فقدانها واضحًا، ومن الملحوظ أنها عاجزة عن استعادته".

وتابع بالقول: "إذا كان الاحتلال غير قادر على أن يحقق انتصارًا في جبهة واحدة، فكيف سيحققه عندما تتفعل كل هذه الجبهات الدولية" مشيرًا إلى أن "الاحتلال كان طوال السنوات أمام جبهة فلسطينية واحدة وهي المقاومة، ولم يستطع ردعها أما الآن فهو أمام جبهة مفتوحة من الجنوب اللبناني وسوريا وربما من مصر واليمن وإيران".

وأكد أن "هذا المحور من التصدي المتشكل والواسع سيهدم قوة ردع الاحتلال وسيصنع فارقًا في مجريات الواقع" موضحًا: "شاهدنا ذلك عندما جاء المجلس الأمني المصغر، الذي كان من المفترض أن يعقده نتنياهو للرد على الصواريخ المنطلقة من لبنان وقطاع غزة، والعمليات التي حدثت في الأغوار و«تل أبيب» كل هذا يشير إلى أن الأمور متجهة نحو عملية تصعيد غير متوقف".

واستطرد بالقول إن "حكومة الاحتلال تعيش في مرحلة خوف وتردد من أجل تحقيق مطامعها التهويدية، فهي لا تريد أن تتورط في حرب شاملة" مشيرًا إلى أن "في الاتجاه الآخر، الرد المدروس قد يوسع الثقوب في عامل الردع «الإسرائيلي»، وستأخذ الأمور منحى آخر في اتجاه الردع".

وختم بالقول إن "المنطقة بأكملها أمام تطورات مصيرية، ومن المتوقع يوم الجمعة القادمة وفي ليلة القدر أن تسجل علامات فارقة في هذا التصعيد، إذا استمر الاحتلال بمواصلة العدوان على المسجد الأقصى، وسيكون هناك قرار حاسم لمحور المقاومة".

من جهته، يؤكد الباحث المقدسي، جمال عمرو إن "الحرب قادمة، لأن ما يجري للمسجد الأقصى يندى له جبين البشرية كلها، من تدنيس وعنجهية و سادية وعنف، وتضخم حجم الجريمة واعتداء قوات الاحتلال على حرائر الإسلام، كله يشير إلى أن التدخلات الدولية من المحتمل أن تتفعل بجبهات واسعة".

وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "المرحلة الجديدة التي استجدت هي نتيجة أن جماعات الهيكل، لم تعد منفصلة عن الواقع، بل أصبحت منصهرة في الحكومة، وأصبحت الحكومة تابعة لجماعات الهيكل".

وأشار إلى أن "انقضاض الاحتلال على المسجد الأقصى والمصلين، نتيجة الصمت الداخلي، سيؤدي إلى تفجر الأوضاع بتدخل دولي واسع، حيث من المستحيل أن يعم الصمت على هذه المشاهد الدموية التي تجري في المسجد الأقصى".

واستطرد بالقول إن "الحقيقة المريرة التي حركت النفوس الشريفة، هي مجريات قمم العقبة والهرم والتنسيق الأمني التي لم تردع الاحتلال، بل عملت على تقوية صيته".

وأكد أن "لدى المقاومة في غزة ولبنان استشعار حول ما يحصل في المسجد الأقصى، وبالتي هم لا يستطيعون الصمت والصبر، لذلك هم حركوا ما لديهم من إمكانات، ما وجه صفعة وصدمة شديدة لكل المراهنين على أن الشعب الفلسطيني سيرفع الراية البيضاء".

وأردف أن "كل التوقعات قد حصلت، واشتعلت الأوضاع من البحر إلى النهر في الأغوار وعلى شاطئ البحر المتوسط، ردَا على خارطة سموتريش".

وختم بالقول إن "حكومة الاحتلال تستعد  لنشر المزيد من الكتائب العسكرية في كل أرجاء فلسطين، ما يعني أن الأمور ذاهبة نحو التصعيد إلى أكثر من الذي نفذته قوى المقاومة في قطاع غزة وجنوب لبنان".

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: