مشروع استيطاني خطير يهدد بلدة سلوان
القدس المحتلة - القسطل: شارفت بلدية الاحتلال، وسلطة الطبيعة "الإسرائيلية" العمل على إنهاء مشروع الجسر الهوائي المعلق في حي واد الربابة، ببلدة سلوان.
ويعتبر مشروع الجسر الهوائي من أضخم المشاريع الاستيطانية، ويقع في حي واد الربابة ببلدة سلوان الواقعة جنوبي المسجد الأقصى المبارك.
يقول الباحث المقدسي، راسم عبيدات إن "الجسر الهوائي المعلق في حي واد ربابة من أخطر المشاريع الاستيطانية في القدس، وهو مشروع استيطاني سياحي، وهذه المشاريع المستمرة والمتواصلة من قبل الحكومة الفاشية، يبدو أنها في مرحلة تسارع، تسعى إلى إتمام المشاريع في فترة قريبة".
وأوضح عبيدات لـ"القسطل" أن "أطماع البناء الاستيطاني في المنطقة كبيرة، ويستهدف الاحتلال بلدة سلوان بالكامل، وهي ضمن ما يسميه الاحتلال بالـ«حوض المقدس»، وتشمل كل ما هو محيط بالبلدة القديمة، وكل سفوح الجبال التي تطل على المسجد الأقصى المبارك".
وأشار إلى أن "دولة الاحتلال بدأت تتآكل سياسيًا بالصراعات، فهي تتخبط وتحاول أن تدرك وقائع جديدة في المسجد الأقصى، وتعمل على إتمامها بشكل أسرع".
وأكد أن "الاحتلال يريد أن يهوّد مدينة القدس بأكملها، ويغير طابعها الجغرافي والمشهد الكلي، لذلك هو يسعى إلى تنفيذ مشاريعه الاستيطانية والتهويدية، خلال هذه المرحلة".
واستدرك أن "الاحتلال عمل على قلب حي واد ربابة بأكمله، فقد جلبت سلطة الطبيعة الإسرائيلية أشجارا كبيرة وزرعتها في الواد أسفل الجسر الهوائي، كما غيرت في معالم الأراضي ووضعت فيها إشارات توراتية تلمودية".
وأردف بالقول: "نحن مقبلين أمام مرحلة خطرة، ويبدو أن هناك شيء ما يلوح في الأفق، يهدد القدس والمسجد الأقصى".
من جهته، يقول المختص في شؤون القدس فخري أبو دياب إن "منطقة واد الربابة جزء كبير من مخطط الاحتلال في الحدائق التوراتية المحيطة بالمسجد الأقصى".
وأشار أبو دياب في حديثه مع "القسطل" إلى أن "الاحتلال يريد خنق المسجد الأقصى من خلال الحدائق التلمودية والتوراتية؛ لتغيير المشهد في محيط المسجد الأقصى، وتغيير طبيعة المنطقة بشكل مهود، بحيث أن الاحتلال يريد غسل أدمغة من يحاول الوصول إلى المسجد الأقصى من كل الجهات".
وأوضح أن "الاحتلال يحاول تغيير المشهد والطابع الكامل لمدينة القدس، خلال الفترة القريبة، بحيث يتم تهويد وطمر كل المظاهر والطوابع العربية والإسلامية من مدينة القدس، واستبدالها بهذه المشاريع التي تعطي طابعًا يهوديًا في المدينة، من قبور وهمية وحدائق توراتية".
وأكد أن "الهدف الأساسي من المشروع هو تغيير هوية المنطقة وفرض السيطرة على أراضي المقدسيين، ومنعهم من الانتفاع بها، ولذلك تم إنشاء الجسر في واد الربابة على حساب أراضي المقدسيين، حتى تتم مصادرة الأراضي تحت مسمى تطوير وتحسين المنطقة".
وأوضح أن "حي واد الربابة يعتبر من أقدم المناطق في القدس، منذ الفترة الكنعانية، وفيه الكثير من الكهوف والآثار العربية القديمة، التي يعمل الاحتلال على تغييرها، وتجيير تاريخها وإعادة صياغته بما يتلاءم مع الرواية التلمودية".
وبيّن أن "الاحتلال يعمل ضمن منطقة مليئة بالآثار، ويوجد أسفل الجسر أشجار زيتون يعود عمرها إلى 900 عامًا".
واستدرك أن "الاحتلال قد رصد ميزانيات كبيرة تقدر بـ42 مليار شيقل من أجل إنجاز مشروع الجسرالهوائي، رغم الظروف الاقتصادية المتخلخلة التي تمر بها دولة الاحتلال" موضحًا أن "الاحتلال مهتم بهذا المشروع، باعتباره من أخطر المشاريع الاستيطانية، الخادمة لمطامع الاحتلال، وهو ضمن مخططات تغيير الوجه الحضاري الكامل لمدينة القدس، وجعلها ذات بصمات يهودية، وسلخها بالكامل عن إرثها الحضاري التاريخي العربي".
وختم بالقول إن "مساحة الجسر ليست ثابتة، حيث يبلغ طول الجسر المخطط إقامته 200 متر، وارتفاع 30 مترًا عن سطح الأرض، وتشرف جمعية العاد الاستيطانية على إقامة الجسر التهويدي، ولاحقًا سيمتد إلى أكثر من ذلك".
بدوره، يؤكد الباحث المقدسي، محمد جاد الله إن "معالم واد الربابة الطبيعية والشكلية، قد تغيرت بشكل ملحوظ" مشيرًا إلى أن "هناك نباتات أجنبية سريعة النمو قد ظهرت في البلدة أسفل الجسر، وهذه النباتات تثمر في وقت قصير، هدفها هو خلق رواية يهودية جديدة".
وأوضح جاد الله لـ"القسطل" أن "هناك العديد من التغييرات التي أجراها الاحتلال في الحي من أجل المشروع، ومن ضمنها تغيير جغرافية المكان، حيث بنت بلدية الاحتلال جدرانًا، ونصبت خيامًا، وبدأت بحفر أنفاق في المنطقة، وأقامت محطات مياه وكهرباء".
وأشار إلى أن "هدف المشروع الأساسي هو إقناع السياح الأجانب بالرواية اليهودية" موضحًا أن "عند صعود السواح في التلفريك، سيجدون من حولهم حدائق خضراء بطابع يهودي توراتي".
وأضاف أن "مشروع الجسر يأتي ضمن منطقة بلدة سلوان، على الحدود الغربية لمدينة القدس، لذلك يسعى الاحتلال إلى تفعيل وصول المستوطنين للمسجد الأقصى والبلدة القديمة".
واستدرك أن "الآلية التي يعمل بها الجسر من تقليل المسافة والوقت، تزيد من توافد المستوطنين للبلدة القديمة والمسجد الأقصى".
وختم بالقول إن "الاحتلال يعمل على التهويد التدريجي لمدينة القدس، من خلال المشاريع الاستيطانية؛ لخنق ومحاصرة المسجد الأقصى، وإغلاق الأفق في محيطه".
ويعني الاستيلاء على أراضي واد الربابة فرض السيطرة على حي البستان، والبلدة القديمة في القدس، ومنع السكان من التمدد الجغرافي، وبالتالي تهجيرهم من البلدات.
ويسعى الاحتلال إلى وضع بصمات تهويدية يهودية في المنطقة؛ لسلخها عن إرثها الحضاري العربي، ولتشويه المنظر، وإحاطة المسجد الأقصى بحزام من المشاريع التهويدية.