نصرةً لقضية المقدسي المبعد إلى فرنسا صلاح الحموري والمعتقلين الإداريين..فريق يقرر تسلق قمة "كليمنجارو"
القدس المحتلة - القسطل: ينطلق فريق "فلسطين على القمة" الأسبوع القادم، ليبدأ التسلق على جبل كلمنجارو، في تنزانيا، لرفع علم فلسطين والقضايا الإنسانية الفلسطينية.
وحرصًا على أهمية قضية المبعدين عن فلسطين، قرر الفريق تخصيص المبادرة هذا العام على قضايا المبعدين والمعتقلين الإداريين، لرفع اسمهم ضمن مبادرة تسلق الجبال.
ويقول مؤسس مبادرة وفكرة فريق فلسطين على القمة، خليل غرة، إن "المبادرة تعمل على تجمع الشبان الفلسطينيين؛ لتسلق أعلى القمم الجبلية في العالم، ورفع اسم فلسطين على قممها، بتسليط الضوء على قضايا سياسية وإنسانية مختلفة".
وأضاف غرة لـ"القسطل" أن "الحملة قد تأسست قبل عام، وانطلقت منها أول مبادرة في شهر آب/أغسطس، حيث تسلق الفريق قمة جبل أرارات، بارتفاع يصل إلى 5165 م، لرفع اسم الصحفية الشهيدة شيرين أبو عاقلة، ونشر قضيتها للعالم".
وأوضح أن "المبادرة هذا العام ستكون من خلال تسلق قمة أوهورو على جبل كلمنجارو في تنزانيا، وهي أعلى قمة إفريقية، تحت شعار (العودة لصلاح حموري)".
وتابع بالقول إن "اختيار صلاح حموري، كان بناء على كونه اسمًا معروفًا للمبعدين، الذين ظلمتهم قوات الاحتلال، وأبعدتهم عن القدس، واسمه يمثل قضية كل المبعدين عن القدس وفلسطين".
وأشار إلى أن "المبادرة هي دمج ما بين الرياضة والقضايا السياسية والوطنية الفلسطينية، والتدريبات فيها ثقافية أكثر من كونها رياضية" موضحًا أن "الوعي بقضية مصيرية بحد ذاته يشكل فارقًا حقيقيًا ومهمًا".
وبيّن أن "الحملة ترفع ثلاثة شعارات، ضمنها: رفض الاعتقال الإداري، ورفض سحب الهويات والإقامات ورفض الترحيل والإبعاد".
واستطرد بالقول إن "كل ظروف التسلق صعبة وهذا تحدٍ يثبت أهمية النضال من أجل القضايا الإنسانية الفلسطينية، والطرق المختلفة للنضال فيها، حيث يعبر كل إنسان ويناضل بطريقته المناسبة، والأهم هو إيصال الصوت ورفض الصمت".
واستدرك أن "هناك الكثير من القضايا الإنسانية المهمة في فلسطين لعمل مبادرات قادمة عنها، من ضمنها: الأسرى، والتهجير القسري، وهدم المنازل والاعتداءات الوحشية التي تمارسها قوات الاحتلال تجاه الفلسطينيين".
بدوره، يقول المغامر المقدسي، والمشارك في المبادرة، أمجد بدرية ( 36 عامًا)، إن هدف الرحلة هو تسليط الضوء على المبعدين، وخاصة على الناشط المقدسي المبعد إلى فرنسا، صلاح حموري، كمثال واضح".
وحول الرحلة يشير بدرية في حديثه مع "القسطل" إلى أن "اتخاذ الرحلة في رفع أسماء قضايا فلسطينية هو أمر غاية في الأهمية؛ لأن القمة مرتفعة والرحلة صعبة، وسيتم تسلق الجبل على مدار أسبوع كامل" موضحًا أن "تسلق قمم الجبال له اهتمام دولي وعالمي، وترقب واسع حتى الوصول إلى القمة، ما له دور كبير في إيصال القضية".
وأوضح أن "الرحلة تضم 19 متسلقًا ومتسلقة، من القدس والداخل المحتل والضفة الغربية، ستبدأ بتاريخ 18 أيار/مايو، وتنتهي بعد الهبوط من أعلى القمة".
وأشار إلى أن "ما أثر فيه للمشاركة في المبادرة، هو أن الناشط المقدسي صلاح حموري كان زميلًا دراسيًا له، وأثر فيه إبعاده بشكل قسري، وظالم عن القدس، فقرر المشاركة في المبادرة، التي تسلط الضوء على معاناة المبعدين".
وقال الناشط المقدسي المبعد، صلاح الحموري إن "مبادرة التسلق رائعة ومهمة في تسليط الضوء على خطورة قضية الإبعاد عن القدس وفلسطين، ومهم أن يدرك العالم هذه القضايا التي يعاني منها الفلسطينيون".
وأضاف الحموري لـ"القسطل" أن "سياسات الإبعاد والتهجير القسري، هم من أكثر عقوبات الاحتلال ظلمًا في حق الفلسطينيين، وحرمانهم من حقهم الطبيعي في التواجد على أرضهم".
وأكد أن "على العالم كله أن يعي حجم المعاناة التي يعانيها المبعدون عن فلسطين، ومعنى أن ينفى شخصًا من وطنه الذي يحمل اسمه".
وختم بالقول إن "إبعاده عن القدس لن يغير من تمسكه في حق الرجوع له، وسيبقى متمسكًا بفكره وأرضه ووطنه، وسيظل يدافع عنه، حتى يتمكن من العودة".
وكانت سلطات الاحتلال قد أبعدت الحموري إلى فرنسا في الثامن عشر من كانون الأول/ديسمبر 2022، بعد اعتقاله إداريًا لمدة تسعة أشهر، دون تهمة، وبعد المصادقة على سحب هويته وحرمانه من الإقامة بالقدس، بحجة خطره على المواطنين وعدم الولاء لدولة الاحتلال.