تضامنًا مع غزة.. التفاف مقدسي على كل الأصعدة
القدس المحتلة - القسطل: نظرَا لما قامت به قوات الاحتلال أمس، على قطاع غزة، من عدوان غاشم، أسفر عن استشهاد 21 فلسطينيًا، أعرب مقدسيون عن تضامنهم مع قطاع غزة.
يقول نائب مدير عام الأوقاف الإسلامية في القدس، ناجح بكيرات إن "قطاع غزة بكل ما فيه شعبًا ومقاومة هم جزء لا يتجزأ من التراب الفلسطيني، وما يصيب القطاع وأهله يصيبنا جميعًا، الاعتداء عليهم اعتداء علينا، وانتصارهم انتصار لنا".
وأضاف بكيرات لـ"القسطل" أن "على القدس وكل فلسطين أن يقفوا مع غزة، لأنها هي من وضعت حدًا لكل المواجهات، التي عانت منها القدس وحدها، حين تعرضت القدس وعلى وجه التحديد حي الشيخ جراح للترحيل، وعندما تعرض المسجد الأقصى لهجمة شرسة".
وأكد أن "سيف القدس استطاع أن يلغي الرواية التوراتية، التي تريد أن تجعل من المسجد الأقصى كنيسًا، وأثبت أن القدس عربية إسلامية للأبد".
وأشار إلى أن "سيف القدس قد دافع عن المقدسيين وأوقف ترحيلهم" موضحًا أن "المقدسي الذي وجه استغاثات عالمية وهو يهجر، ويعتقل ويحارب في مسكنه، وجد في سيف القدس سندًا له قولًا وفعلًا".
واستطرد بالقول إن "المقاومة في غزة استطاعت أن تحاصر المحتل، وترسل رسالة له، مفادها أن المساس بالمسجد الأقصى هو مساس بكل التراب الفلسطيني، وبكل المعتقدات".
واستدرك أن ""المقاومة حولت قضية القدس من صراع داخلي على معتقد، إلى قضية تهم الرأي العام العالمي، وأعادت قضية القدس على رأس جدول كل دول العالم".
وختم بالقول إن "تضامننا مع القطاع ليس تضامنًا عاطفيًا، بقدر ما هو حسي، ونشعر بأن هذه المقاومة وأهلنا في قطاع غزة يتعرضون للأذى من أجل القدس، هم يرسمون الأمل في قلوب المقدسيين بأن هناك انتصارًا قادمًا ومشروع تحرير حقيقي، ويمكننا أن نفهم علاقة تضامننا مع القطاع، هي تضامن في الرواية، والأهداف، والمعتقدات بالدم والإخاء، نحن نشعر تمامًا بأن المقاومة في قطاع غزة ترسم معالم جديدة في القدس وفلسطين والمنطقة بشكل كامل".
من جهته، قال الباحث المقدسي، جمال عمرو إن "واقع الأمر يعطي انطباعًا دقيقًا لمدى التلاحم في جسد الشعب الفلسطيني الواحد، وهو الآن في أبهى صورة، وموقف مشرف، يصطف خلف المقاومة في الجبهة الداخلية والخارجية".
وأضاف عمرو لـ"القسطل" أن "الجراح أليم والاحتلال غاشم ويقصف بلا رحمة، ولكن مع ذلك فإن الشعب الفلسطيني يشعر بالعزة والانتصار على المحتل".
وأوضح أن "أبرز صور التكاتف تقع بين غزة والقدس، خاصة أن كلاهما يتعرضان لأبشع صور العدوان والحصار، لذلك القدس وغزة أمام مرحلة من توأمة المقاومة، والصمود، والصبر والثبات".
وفي السياق، قالت المرابطة المقدسية، خديجة خويص إن "ما يجري في غزة لا يجب أن يسكت عنه، وهو يتطلب دعمًا من كل فلسطين، وكل عربي حر شريف، يخاف على فلسطين والقدس".
وأضافت خويص لـ"القسطل" أن "غزة كانت خط الدفاع الأول عن القدس في كل المواجهات والأحداث، هي من قدمت وأوقفت كل ظلم تعرضت له القدس والمسجد الأقصى".
وأكدت أن "في كل الهبات المقدسية، كانت غزة هي من تبادر للوقوف مع القدس" مشيرة إلى أن "في هبة حي الشيخ جراح، أشعلت غزة كل فلسطين، للوقوف مع الحي، وإيقاف مخططات الاحتلال، ونجحت في ذلك".
وقال المرابط المقدسي المبعد عن القدس، أبو بكر الشيمي، إن "غزة وحدها من وقفت مع القدس والأقصى وساندته، وعن كل الأحداث التي جرت في الضفة، كانت تتخذ الرد السريع".
وأكد الشيمي لـ"القسطل" أن "غزة لم تصمت يومًا عن الظلم الحاصل في القدس والضفة، مدت يد العون لكل فلسطين، وجزاؤها أن نقف معهم".
وختم بالقول: "أملنا في تحرير الأقصى، إيمانًا منا بقوة غزة والمقاومة، وستنتصر غزة في هذه الحرب، التي ضحى من أجلها شهداء بدمائهم، وفاء وإجلالًا لفلسطين".
ويتعرض قطاع غزة لقصف عنيف من قبل قوات الاحتلال، لليوم الثالث على التوالي، بعد أن أطلقت رشقات صاروخية عنيفة على القطاع، وعلى إثرها ارتفعت أعداد الشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان "الإسرائيلي" على غزة إلى 21 شهيدًا بينهم 5 أطفال و4 نساء، فيما ارتفع عدد المصابين إلى 64 مصابًا.