محللون مقدسيون يتوقعون تصاعد الأوضاع والرد من قبل جبهات دولية متعددة..ما الذي تنتظره الساعات القادمة؟
القدس المحتلة - القسطل: تعم حالة من التساؤل حول ما تحمله الساعات القادمة في المواجهة، وحول استمرارية الحرب في غزة وإطلاق الصواريخ على الاحتلال.
يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات إن "هذه الرشقات الصاروخية تشكل بداية فقط، لما ستقوم به المقاومة، من الواضح أن الأمور ستأخذ في التصاعد، هي معركة مفصلية، كي ترسخ موازين القوى، وتعيد بناء معادلة الردع مجددًا، لترسم قواعد اشتباك جديدة".
وأكد عبيدات لـ"القسطل" أن "حتى لو توقفت في الساعات القادمة الحرب، فإن هذا لن يدوم طويلًا، لأن حكومة الاحتلال تحاول وتسعى جاهدة لإظهار قوتها" موضحًا أن "مستشار الأمن القومي أعطى موافقة أمنية لنتنياهو على العملية ضد قطاع غزة، على أمل أن تؤدي إلى حدوث تغيير يعيد التوازن إلى المنطقة".
وأضاف أن "قيام حكومة الاحتلال بعملية اغتيال 3 من قادة الجهاد الإسلامي، وقتل عائلاتهم في عملية غادرة، أوضح أن حكومة الاحتلال تعيش أزمة سياسية عميقة جدًا، تبحث في اتجاه استعادة قوة الردع المتآكلة، بعد رد المقاومة الأخير نصرة للقدس، من غزة وجنوب لبنان والجبهة السورية، ما جعل الاحتلال يشعر بالضعف".
وأشار إلى أن "نتنياهو خرج في ظل الأزمة؛ للبحث عن قوة الردع، وهو يريد أن يوقف حكومته الآيلة للسقوط في ظل التهديدات، احتجاجًا على الردود الضعيفة عن عمليات صواريخ غزة".
وتابع بالقول إن "نتنياهو يبحث من هذا الجانب على استعادة الردع لإنقاذ الحكومة الإسرائيلية، ويريد أن يحقق مكافئ في اتجاه منع تطور ونمو وتوسع المعارضة، والتي تشارك في تظاهرات للأسبوع الثامن عشر ضد عملية تعديل التشريعات القضائية في محكمة "العدل العليا"، بالتالي هذه العملية اعتبارًا لتغير الموقف الأمريكي" موضحًا أن "أمريكا كانت ترفض سابقًأ أن يقدم نتنياهو على عملية عسكرية قد تخرج عن السيطرة؛ وبالتالي تخلط الأوراق، وتؤثر بشكل واضح على خطط الولايات الأمريكية في المنطقة والإقليم والعالم، وخاصة في ظل الحرب الأوكرانية الروسية، والأزمة مع إيران فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني".
وأشار إلى أن "النفوذ والدور الأمريكي في المنطقة بات يسير بشكل منحدر وخاسر، وخاصة أن بعض الأطراف العربية والإسلامية باتت تخرج عن الإطار الأمريكي، وتعتمد على مصالحها مع إيران، بشراكة صينية، مع الانفتاح على سوريا".
وأوضح أن "الغرفة المشتركة والفصائل الفلسطينية، كانت تتريث الرد في إطار عملية استنزاف لدولة الكيان" مشيرًا إلى أن "عدم الرد بالأمس كان جزءًا من عملية استنزاف داخلية للاحتلال، زرعت الارتباك والخوف فيهم، وعملت على تعطل الاقتصاد بالإضافة إلى تعطيل العملية التعليمية وإغلاق الطرق وترحيل المستوطنين من المستوطنات، بالإضافة إلى نشر القبب الحديدية وفتح الملاجئ".
وبيّن أن "هناك قلق إسرائيلي وأمريكي واسع من طبيعة الرد الفلسطيني، وهناك توقعات وتخوفات إسرائيلية من ضرب غزة لشركات الكهرباء ومنصات الغاز، أو أن الرد سيكون في قلب مدينة القدس".
وختم بالقول إن "المسألة لم تعد في ظرف دماء الشهداء، بل ستكون استنزافًا للاحتلال لفترة زمنية طويلة، سياسيًا واقتصاديًا، ستقلب كل المعادلات".
من جهته، يقول الباحث المقدسي، جمال عمرو إن "الأسلوب الهمجي لدى الاحتلال في القصف والقتل، كلها صفات موسوم بها الاحتلال، لا يستطيع الهرب منها، فهو عمد على قصف غزة بشكل متواصل، وقتل عائلات وأطفال".
وأكد عمرو لـ"القسطل" أن "وجود الاحتلال فوق الأرض هو خسارة لكل الإنسانية، ولذلك يجب زواله، ولهذا السبب فإن مجتمع المقاومة ليس في عجلة من أمره، هو يراكم القوة والقدرة".
وأشار إلى أن "المقاومة تعمل على الإعداد بشكل مكثف وعميق، وليس من الحكمة إضاعة هذه الفرصة بتصرف سريع، وهو يعمل على تشكيل قوة رادعة هائلة جدًا ومن ضمن هذا الإعداد، هو عدم بقاء السيادة والهيمنة المطلقة للاحتلال في الجو، لأن من يملك الجو يملك الانتصار، والاحتلال حتى هذه اللحظة يمتلك الجو بالطائرات العملاقة التي تقصف غزة".
واستطرد بالقول إن "المقاومة في وضع يتطلب منها إيجاد حل لموضوع الطائرات الكبيرة، والقصف الجوي، وعلى هذا الأساس، هي تتدارس الأوضاع في مدة زمنية استغرقت أكثر من سابقها".