"ما تبقى لكم"..في الذكرى الـ75 للنكبة والتوغل الاستيطاني في القدس يزداد شراسة

"ما تبقى لكم"..في الذكرى الـ75 للنكبة والتوغل الاستيطاني في القدس يزداد شراسة
صورة تعبيرية

القدس المحتلة - القسطل: مضت أعوام، حملت في طياتها الكثير من الألم والمعاناة للفلسطينيين في مختلف مناطق تواجدهم، إلا أن إدراك الواقع بات واضحًا، للخروج عن الصمت ووأد الظلم والانتصار، فأشعلت المقاومة في غزة قبل أيام المستوطنات التي سلبت أراضي فلسطين منذ النكبة، ودبت الرعب في قلوب مستوطنيها.

إن ما رواه غسان كنفاني في رواية "ما تبقى لكم" كان تصويرًا لواقع حزين، مترجمًا حال الأراضي والمساحات الواسعة التي تنهش كل يوم على مرأى أعيننا، وما يقوم به الاحتلال بمختلف آلياته من قمع الفلسطينيين والمقدسيين على وجه الخصوص على أراضيهم، واقتلاعهم منها. 

وفي هذا اليوم ومع الحالة الخاصة التي نمر بها، قدم الفلسطينيون آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى، منذ احتلالها قبل 75 عامًا، ولا زال الاحتلال يمارس سياسة التطهير العرقي، التي تدفع الفلسطيني الغيور على أرضه، إلى المزيد من الصبر والثبات والصمود، للمقاومة وإدراك قيمة الأرض،  ومواجهة الاحتلال وآلياته المدمرة، بتشبثهم بأرضهم ومبادئهم، فوق الجغرافيا التي تنهش كل يوم، أمام آليات الاحتلال وكل الممارسات التي ينفذها، في سياق المحو والتغييب والإزالة.

 يقول مدير مركز القدس للحقوق القانونية والاجتماعية، زياد الحموري إن "سياسيات التوسع الاستيطاني والهدم كلها مؤشرات مخيفة، لذلك فإن تمسك الفلسطيني بأرضه هو من يحسم المعادلة".

وأضاف الحموري لـ"القسطل" أن "حكومة الاحتلال تصادق على تنفيذ الكثير من المشاريع الاستيطانية الجديدة،  إضافة إلى أوامر الهدم والإخلاء التي أصبحت كثيرة، وكلها مؤشرات مخيفة.

وأكد أن "جميع البلدات في القدس أصبحت محاصرة، من كثرة المستوطنات المنتشرة والمتمددة، ولا زالت تطمح حكومة الاحتلال بجلب المزيد من المستوطنين" مشيرًا إلى أن "في القدس على وجه التحديد، هناك استيطان مكثف، ويتم التخطيط في الفترة القادمة لجلب أكثر من 50 ألف مستوطن".


في يوم النكبة..كيف نجحت المقاومة الفلسطينية في تغيير موازين القوى؟

يقول المحلل السياسي المقدسي، راسم عبيدات، إن "في ذكرى النكبة، التي ما زالت مفاعيلها وتداعياتها قائمة ومستمرة، وما زلنا غير قريبين من تحقيق حلمنا بالعودة، إلا أننا بتنا على مسافة أقرب للولوج نحو العودة".

وأكد عبيدات لـ"القسطل" أن "حق العودة لن يسقط بالتقادم ولن يلغى أو يشطب بقرارات وضعت، وفرضت".

وأشار إلى أن "ترسيخ معادلات الردع ورسم قواعد اشتباك جديدة وتراكم المزيد من موازين القوى الاستراتيجية، هي الكفيلة بضمان تحقيق هذا الحق، وليس عبارات الاستجداء والوقوف على بوابات الأمم المتحدة ومؤسساتها، ومن شاركوا في نكبة شعبنا والعدوان عليه".

وأضاف أن "في الذكرى الـ75 للنكبة، تنجح المقاومة الفلسطينية في تثبيت موازين قوى  استراتيجية جديدة" مشيرًا إلى أنه "رغم كل حالة الاختلال التكنولوجي، والناري، والأسلحة، والإمكانيات الاستخباراتية والعسكرية بين الاحتلال وقوى المقاومة، نجحت المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة الجهاد الإسلامي، في إسقاط نظرية القبة الحديدية والمقلاع، ورصدت المزيد من تثبيت قوى الردع والتفوق على المشروع الأمريكي الذي أراده مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، لوقف تشبيك وانفتاح دول المحور الأمريكي السابق نحو محور المقاومة وروسيا والصين".

واعتبر أن "المخطط الأمريكي قد تحطم من خلال صمود المقاومة الفلسطينية  ومحورها، محور القدس".

وختم بالقول إن "المشروع الأمريكي الصهيوني قد فشل بعد تلقيه أنباء إقامة مشروع الشرق الأوسط الجديد، في الحرب العدوانية التي شنتها دولة الكيان بالإنابة عن أمريكا على المقاومة اللبنانية وفي المقدمة منها حزب الله، عدوان تموز/يوليو 2006".

وتشير إحصائيات "القسطل" إلى أن القدس تشهد إقرار عدة مشاريع استيطانية، بينها إضافة 4 آلاف و900 وحدة استيطانية إلى المدينة، وإقرار بناء 9 آلاف وحدة أخرى في منطقة "عطروت" شمال القدس المحتلة.

. . .
رابط مختصر
مشاركة الخبر: